الفصل(٣٦)

39.1K 1.3K 58
                                    

الفصل السادس والثلاثون
************
كان غارق في أفكارة لا يُصدق أن ليلتهم ستمر بتلك البساطة، ستمر دون حائل ستضعه بينهم..
اغمض عينيه ينفث أنفاسه متسائلا
" معقول يا ملك تكوني عايزة نعيش سعادتنا من غير ما نفكر في اللي فات..؟..، لو الطريق بينا هيكون سهل كده، هكون أسعد راجل في الدنيا"

ضاعت أفكارة المتخبطة وتساؤلاته، وهو يستمع لخطواتها نحوه ورائحة عطرها التي عبئ رئتيه من عبق عبيرها.

اقترب منها بخطوات متلهفة وقد اخفضت عينيها حرجاً تهمس بنعومة سلبت كيانه
- رسلان

مجرد همسها لاسمه.. جعله يتناسي تخبطه وأفكاره، ضمها إليه في عناق طويل حنون وسرعان ما كان يتحول العناق للهفة وتوق.
لم تشعر بحالها وهي بين ذراعيه.. ولا بخطواتهم التي أخذت تتراجع نحو الفراش حتى لم يعد يتبقى إلا خطوة واحدة
وبصعوبة كانت تدفعه عنها بقوة، تُخلص جسدها من أسر ذراعيه..
جعلته يقف مذهولًا لا يستوعب ما حدث

- قولتلك حياتنا مش هتنفع مع بعض يا دكتور

اغمضت عينيها وهي تنطق بها، تخفي دموع قهرها وخيبتها، فهي لولا الماضي لكانت أسعد عروس تلك الليلة.. ، لقد شعرت بمشاعر قوية قربه.. مشاعر ظنت أن الماضي ازالها ولكن لا شئ تغير معها.. قلبها مازال يحب هذا الرجل دون عن أي رجل أخر.

حاول تلاشي صدمته من فعلتها، فاقترب منها يجذب ذراعها يُديرها نحوه
- ملك أنتِ كنتِ متجاوبة معايا، عارفه يعني إيه؟

طالعته بجمود تخفي خلفه مشاعرها
- تجاوبي معاك يا دكتور.. عشان اخليك زي العطشان مجرد ما تقرب الازازة من بوءه تتسحب منه

ببساطة القت عبارتها.. تجمدت عينيه عليها لا يُصدق ما تفوهت به للتو، فتلك التي أمامه ليست "ملك"..،
"ملك" دوما صادقة في مشاعرها
- لو كنت نسيت إنك اتجوزت اختي، أنا منستش ولا هنسي يا رسلان.. مش هنسي كل ليلة كنت بغمض عيني فيها وبتخيلك في حضنها

أعادت له تلك الليلة بتفاصيلها.. ليلة ظن التي أمامه هي
" ملك" وليست " مها" ليلة كلما تذكرها كره نفسه وكره "مها" وخالته.. فاقتراح المخدر والمنشط، كان اقتراح السيدة "ناهد" العظيمة
- لو مكنتش مها ماتت، قولي كنت هتتجوزني ازاي يا دكتور

اخرجته من شرودة وهي تتسأل بنبرة متهمكة، ثم طالعته بقوة تنتظر جوابه.. ، وهو كان يقف شارد الذهن، مهنك من كل شئ يحيطه.. فما قسوة الزمن عليه،
فحتى حينا ظن أنه وصل لحلمه وتزوج المرأة التي يُحبها وقد وجد طريقه نحو السعادة..، عاد كل شئ كما كان بل وابشع..؛ وها هي لعنة ومرارة الحب كما سمع عنها يوماً.

عاد يقترب منها، وكلما كان يقترب كانت تبتعد عنه تنظر نحو خواء عينيه من أي شعور، فمن ظنها إنها ستستلم له وأن الماضي مضى خلفهم...، تخبره بحقدها لزيجتهم بعدما تصدى لكل شئ من أجلها
- مردتش ليه يا دكتور؟

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن