الفصل(٨٢) قبل الاخير

42.7K 1.4K 69
                                    

الفصل الثاني والثمانون (قبل الأخير)

*****

هي ليست مُناسِبة له، حقيقة أدركتها وصارت تُدركها بعدما استيقظت من حُلمها الوردي بعد فوات الآوان.

لم تجد في حديث "سيرين" شيء خاطيء يُشعرها بالإساءة، فعليها الأعتراف بحقيقة أصلها.

اسبلت أهدابها نحو الكُتب التي تحملها بين يديها تعترف لحالها أن علو شأنها - في تعليمها - فرصتها الوحيدة لمن لا فرصة لهم مثلها.

هنا في هذا المكان - وبكاء "سيرين" الذي اخترق أذنيها - أقسمت ألا تعيش عمرها في الخانة الفارغة وأن تجعل طفلها فخورًا بها ذات يوم.

رجفة أصابت قلبها وهي تسمع حديثه عنها بعدما أخذت "سيرين" تُخبره أنها ليست سيئة ولكنها رغمًا عنها عشقته دون إرادة منها وليتها تستطيع التوقف عن حبه.

- الست اللي أنتِ شيفاها قليلة عليا، أنا اللي قليل عليها ومستحقهاش، أنا حقيقي مستحقش طيبة قلبها وجدعنتها، مستحقش حبها ليا وتحملها لطباعي الوحشه، أوعي تفتكري إن صورة الراجل اللي بتشوفيه في الشركة والمناسبات ديّ صورتي الحقيقية، أنا راجل لا تُحتمل طباعه يا "سيرين".

توقف عن الحديث يُشيح عيناه عنها مستندًا بكفيه فوق سطح مكتبه وتابع

- الأفضل تقبلي عرض الشركة ، وهعتبر الزيارة ديّ أخر زيارة بين مدير وموظفة مجهتدة عنده بيحترم ذكائها.

وهل الحديث كان قاسي ، أم هي قسوة الحقيقة؟

بصعوبة تمكنت من جر ساقيها وقد غشت عيناها الدموع وهي تُغادر من الغرفة ولكنها رغمًا عنها توقفت تنظر نحو "بسمة" التي وقفت تُخبرها بنظراتها أنها استمعت لكل شيء.

اطرقت "سيرين" رأسها أرضًا في خزي لأول مرة تشعر بِه وانسحبت في صمت.

بخطوات مترددة اتجهت "بسمة" لداخل الغرفة تنظر لمكان وقوفه وقد اخترق علو أنفاسه أذنيها.

- هي قالت الحقيقة عني، أنا بنت راجل عاش ومات فقير.. وأخ رد سجون هيفضل نقطه سوده في حياتك.

أن يتجاوز عن حديث لا يُعجبه كان أمر مستحيلًا بالنسبة له.

استدار بجسده نحوها يرسم فوق شفتيه ابتسامة زادت ملامحه وسامة ورغمًا عنها كانت تُحملق في ملامح وجهه، فهو اليوم حليق الذقن وهذا كان غريب عليها.

- شايفك مبسوطه، أكيد اليوم كان لطيف.

لم يسمح لها بالحديث أو التساؤل ثانية بل استطرد هاتفًا.

- عايزك تحكيلي عن كل حاجة بالتفصيل لكن الأول تطلعي تغيري هدومك وتنزلي عشان نتغديٰ.

وسرعان ما كان يُتمتم - راغبًا بتناول الطعام بالخارج - وهو يتحرك نحوها ببطء مستندًا على عصاه.

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن