الفصل السادس والسبعون
****مع خيوط الصباح الأولى كانت سيارة رسلان تشق طريقها نحو مدينة الإسكندرية.
الصمت وحده كان يحتل افواههم، هي تجلس بالمقعد الخلفي تُطالع الطريق في شرود تام ومازال صوت السيدة سعاد الباكي يخترق أذنيها.
تم طعنه في صدره، وجدوه غارق في دمائه مُلقى على جانب الطريق، هيئته التي اخبرهم بها من أتى به المشفى إنه على ما يبدو خاض معركة من السطو قبل أن يتم طعنه.اغمضت عيناها بقوة تتمنى لو يختفي صوت السيدة سعاد عن أذنيها لثواني؛ فيرحم فؤادها وروحها.
تعلقت عينين ملك بها وعادت تنظر لرسلان تميل نحوه هامسه- رسلان خليني اسوق بدالك شكلك تعبان
رمقها رسلان بنظرة خاطفة قبل أن يعود ويركز عيناه نحو الطريق
- مش مستهله يا حببتي.. ساعه ونوصل
اختطف بضعة نظراته إليها يمنحها ابتسامة مطمئنة يلتقط يدها محتضنًا لها داخل قبضته الحره.
التقطت بسمة المشهد دون قصد منها؛ فاسرعت في اشاحت عيناها عنهم.
ملك و رسلان حكاية حب نادرة.. حكاية رغم الألم الذي نبع من اسطرها إلا أن الحب ظل محفور داخلهم وصامد لأبعد حد، حب اختاره القلب وتجرع معه طعم المرارة والفراق.أنفاسها تسارعت من شدة القلق والخوف عندما ابطأت السيارة في سرعتها وتعلقت عيناها بمدخل المشفى؛ فهل نال جسار منها الحظ السئ.. إنها نذير شؤم كما كان يُخبرها فتحي شقيقها.
.....
اطبقت شهيرة فوق جفنيها بقوة تتحاشا النظر للمرآة لا تقوى على رؤية حالها.
خانتها عيناها راغبه برؤية صورتها المنعكسة .. والصوره لم تكن إلا باهته.
شهيرة الأسيوطي من حسدتها النساء يومًا على جمالها وذكائها؛ صارت ذابلة الملامح بروح أخرى..روح لم تعد قتالية.. روح مشوهة.
لم تشعر بحالها إلا وهي تحمل قنينة العطر وتلقي بها نحو المرآة.صدح صوت تهشم المرآة عاليًا؛ فتجمدت حركة الخادمة التي كادت أن تطرق باب الغرفه لتُخبرها أن السيد في إنتظارها.
عيناها ظلت جامدتين نحو الزجاج المنثور اسفلها.
تحركت ببطء نحو القطع المنثورة قاصدة فعلتها ؛ فانسابت الدماء من قدميها.هرول ماهر فوق درجات الدرج بعدما أخبرته الخادمة بصوت تكسير المرآة؛ فوقف يلهث أنفاسه بعدما علقت عيناه بها.
تيبست قدماه للحظات وسرعان ما كان يفيق من صدمته، يُسرع نحوها يجتذبها بعيدًا عن قطع الزجاج- سيبني، ابعد عني
حاولت دفعه عنها تنفض ذراعيه عن جسدها- لا هسيبك ولا هبعد عنك يا شهيرة
وضعها فوق الفراش تحت نظراتها العالقة به يزفر أنفاسه حانقًا من تصرفاتها الطائشة.
جثا على ركبتيه أمامها يرفع قدميها حتى يتمكن من فحصهم.
بكلمات مبهمة تمتم بحنق أشد ونهض مبتعدًا عنها ينظر في أركان الغرفة بنظرة سريعه قبل أن يخطو نحو المرحاض.
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...