الفصل الواحد والخمسون (2)
*********وقفت تنظر لما صنعته بيديها راضيه، تملئها السعادة بعمل قامت به وهي محبة له، ورغم الإرهاق الذي حصدته بعد ليلة قضتها دون نوم إلا أن رؤية الأنبهار في أعين الخدم وهم ينظرون لصنع سيدة المنزل الصغيرة ومدحهم لها ازادها فخراً
- تسلم ايدك يا هانم، ده أنتِ طلعتي أشطر مننا
هتفت بها "وردة" الخادمة بعدما التقطت من الفطائر المحلاة تمضغها داخل فمها مستمتعه بمذاقها الحلو، وقد أكتشفت اليوم إنها ذو روح مرحة
وكظتها هدى بعدما زجرتها بعينيها بعد حديثها، فسيدة المنزل كانت مثلهن من قبل مجرد خادمة، فلا داعي لحديثها الأحمق
ابتلعت وردة ما مضغته، تضع بكفها فوق شفتيها لا تستوعب أن حديثها الذي قالته بحسن نية ستأخذه سيدتها الصغيره إهانة
ترقبت السيدة ألفت ملامح فتون، وانتظرت أن ترى ردة فعلها
- كان عندي جارة جميله أسمها الست إحسان، علمتني حاجات كتير في صنع الحلويات، غير إن كان عندي مطعم صغير يعني زي ما تقولوا كده عندي خبرةتعلقت عينين السيدة ألفت بها سعيدة بحديثها الذي اذهلها، ابتسمت الخادمتين براحة بعدما وجدوا سيدتهم الصغيره تتجاذب معهم ببعض الأحاديث عن حياتها القديمة، وقد زاد إنبهارهم وتعجبهم من الواقع، فالسيدة الصغيرة انتقلت من حال إلى حال أخر أكثر ثراء, ورجل تتمناه الكثيرات وقد اختارها هي
غادرت فتون المطبخ، متذكره إنها تحتاج لقسط من الراحة
- يا سلام لو الواحد يكون محظوظ كده يا بت يا هدى
- ياختي انا شوفت نصيبي خلاص، والشقا طلع ورايا ورايا
امتقعت ملامح وردة تزم شفتيها مستاءة من حال رفيقتها بالعمل
- هو أنا ليه كل ما اقولك عن أحلامي، ديما كده منزلاني على أرض الواقع وبتسدي نفسي
التوت شفتي هدى، فوردة فتاة حالمه ولكن هي لا تحب إلا العيش في الواقع
- يا.. يا هدى لو لقيت راجل كده زي
- وردةصرخت السيدة ألفت، بعدما لم يعد يعجبها الحديث الدائر بينهم
- مش قولت مليون مرة نخلينا في شغلناانتفض جسد وردة، وقد انتبهت للتو على نظرات السيدة ألفت الغاضبة
- غصب عني يا مدام ألفت، اصل حكاية الهانم ولا في الأحلام..
وعادت لأحلامها بعدما أقتحم رأسها المشهد الذي وجدت فيه رب عملها وهو واقف جوار سيدتها الصغيرة يُعاونها في تزين بعض الحلوى، سيدها الوقور الثري يقف في المطبخ, شئ إلى الأن لا تُصدقه ولم تخبر به رفيقتها هدى حتى هذه اللحظة بسبب وجود السيدة ألفت
- وردة، قولت إيه شوفي شغلك
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...