٦٩

43.3K 1.5K 175
                                    

الفصل التاسع والستون
******

أسرعت السيدة ألفت بخطوات متلهفة تُغادر المطبخ بعدما استمعت لصوت السيارة بالخارج، فالقلق أصابها منذ أن علمت بوجودهم بالمشفى، لم تعلم الجواب في تلك المكالمة التي اختصرها رب عملها في بضعة كلمات

توقفت مكانها وهى ترى فتون شاحبة الوجه قليلاً وهو يحتضن خصرها ويُقربها منه يسألها في قلق ظهر فوق ملامحه

- فتون بلاش عناد، لو تعبانه قوليلي

خرج صوتها في تحشرج تُخبره إنها على ما يرام وقد هربت بعينيها من نظراته الفاحصة لوجهها

- إيه اللي حصل يا سليم بيه.. أنتِ كنتي كويسه يا بنتي..

هتفت بها السيدة ألفت في لهفة بعدما اقلقها شحوبها، فهى لم تكن هكذا حينا غادرت المنزل

اتسعت ابتسامة سليم ينظر نحو السيدة ألفت يتولى عنها الجواب، فمازال لا يُصدق ما أخبره به الطبيب

- ديه البداية يا مدام ألفت، الهانم ضعيفه والدكتور موصي بالتغذية.. من النهاردة هتكون مسئوليتك لحد ما يشرف ولي العهد

اتسعت عينين السيدة ألفت في دهشة سرعان ما تحولت لسعادة غمرت قلبها

- مبروك يا بنتي، مبروك يا سليم بيه.. أنا مش عارفه اوصف ليكم فرحتي

- يعني هى بنتك وأنا مش ابنك ، خونتي العشرة الطويلة يا مدام ألفت

خرج صوته مازحاً  يظهر فرحته ، فاسرعت نحوه تحتضنه.. فهذا الرجل قضت سنوات عديدة في خدمته لم ترى منه إلا المعاملة الطيبة

ربت سليم فوق ذراعها يشعر بصدق مشاعرها وقد وصلته سعادتها من أجلهم

- خديجة وديدا ناموا يا مدام ألفت

بتوتر اعجبته السيدة ألفت تنظر نحو فتون التي كانت عيناها عالقة بنقطة ما

- أه ناموا يا بني، لكن ديدا أصرت تنام في اوضتك بعد ما صحيت من نومها

ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتيه، صغيرته لن تكون وحيدة.. قريبً سيأتيها من يشاركها كل شئ ولكنها ستظل هى الغالية و أول فرحته

اغمضت فتون عيناها تشعر بكل شئ يخنقها تضغط فوق ذراعه المتعلقة به بقوه تُصارع خوفها، تُقاوم ذرف دموعها..

اختفت ملامح الاسترخاء المتشبعة بالفرحة وجهه ينظر إليها في خوف

- فتون

وقبل أن يحصل على الجواب.. أسرع في حملها تحت نظرات السيدة ألفت وقد تمنت أن تُخبرها ألا تقلق بأمر السيدة خديجة، فجميع من بالمنزل تلقى الأوامر بالصمت

وضعها فوق الفراش ينظر لصغيرته النائمة بدميتها في منتصف الفراش

- مش عارف مشاعرها هتكون إيه بكره لكن واثق إنها هتفرح يا فتون

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن