الخاتمه ٢

42.2K 1.4K 73
                                    

الخاتمة (2)

**

اغمضت "جنات" عيناها باسترخاء مستمتعة بدفىء المياة وقد صارت  أبسط الأشياء التي تفعلها متعة حقيقية بالنسبة لها.

داعبت مخيلتها تخيلات عديدة لمواقف عدة عاشتها معه وبتنهيدة حارة خرج اسمه من بين شفتيها في همس.

" كاظم"

ابتسامة حلوة اتبعت تنهيداتها وقد ازدادت متعتها بدفىء المياة وذلك الهدوء الذي خلا من بكاء صغيرها.

بدء صراخ الصغير يتعالىٰ شيء فشيء وهي مازالت في غفوتها مع أحلامها.

ارتفع صراخ الصغير ومع ارتفاع صوت صرخاته كانت عيناها تفتح على وسعهما تنفض رأسها قبل أن تندفع ناهضة من حوض الاستحمام تلتقط المنشفة بعجالة حتى تُجفف جسدها.

- هما عشر دقايق بس ملحقتش.

استمر صراخ الصغير؛ فتعالىٰ معه صوتها تهتف به راجية أن ينتظرها حتى ترتدي مئزرها ولا بأس ببقية ملابسها الأخرى.

سقطت المنشفة منها بسبب ربكتها ولم يتوقف الأمر على سقوط المنشفة بل كادت أن تنزلق فوق الأرضية.

- يا حبيبي دقيقة واحده، أنا استاهل كل ده.. ما أنا اللي قولت جواز وجريت ورا أبوك لحد ما اتجوزته وبقى عندي نسخه تانية من "كاظم النعماني" بس ابوك مش زنان زيك يا "عبدالرحمن"، لا تصدق هو فعلا زنان ومتطلب وعنيف لكن بحبه وبحبك أنت كمان عشان أنت ولد شاطر والولاد الشاطرين مش بيعيطوا كتير.

توقف الصغير عن الصراخ وقد ظنت أن حديثها هذا قد أثمر بما أرادته.

- اهو خرجت ليك يا "عبدالرحمن" باشا واهو مكملتش حلمي الجميل مع ابوك ده أنا تخيلته...

- تخيلتي أبوه في إيه يا "جنات" هانم.

جحظت عيناها على وسعهما تزدرد لُعابها مع بقية حديثها وقد ارتسمت فوق ملامحها معالم الصدمة التي قابلتها ابتسامته الماكرة وهو يضم صغيره إليه منتظرًا جوابها.

بتوتر تراجعت بضعة خطوات تضم مئزرها إليها بإحكام وتتحاشى النظر إليه؛ فهل يحتاج زوجها الماكر لتفسير بقية حديثها.

- ما أنا مش هعدي كلامك ده يا "جنات" لأني عديت خلاص كلامك عني لابني بقى أنا راجل زنان ومتطلب وعنيف.

- لا أنا مقولتش عنيف.

رفع كلا حاجبيه يُحركهم في عبث وهو يراها تتهرب من النظر إليه مجددًا؛ فهو يعرف تمامًا مقصدها.

ارتفعت قهقهته عاليًا وهو يرى تخضب وجنتاها من شدة الخجل.

- مامي بقت أوفر وقاحه يا "عبدالرحمن".

رمقها بنظرات ماكرة بعدما ألقى عبارته وسرعان ما كان يتراجع بصغيره وهو يراها تندفع نحوه والشر يتطاير من عينيها.

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن