الفصل ٣٢(٢)

41.3K 1.3K 63
                                    

الفصل الثاني والثلاثون (2)
********************
جلست في مقعدها تنظر نحو كل شئ بملامح جامدة  ... اقترب منها يناولها كأس العصير بعدما أنفض أهل الحارة وأصبحت الشقة خالية بهم.. فالكل أصبح يصدق إنها زوجته وكيف لا يصدقون وهو قد دعاهم على حفل زفافهم ولولا موت العم حسني لكان الزفاف قد تم ولكن ها هم ينتظرون بعض الوقت ويتم الزفاف
هتف اسمها بهمس ينظر إليها ولكنها كما هي ساكنها لا تبدي أي ردة فعل
- خدي أشربي العصير يا ملك عشان نعرف نفكر هنعمل إيه
رفعت عينيها إليه تنظر نحو كأس العصير الذي يمدّه إليها تبتلع تلك المرارة في حلقها
- نفكر؟ أنت سيبت ليا فرصه أفكر يا دكتور
طالعها في صمت أسكن حواسه جميعها... وضع كأس العصير أمامها وابتعد عنها يزفر أنفاسه
- ملك صدقيني أنا معملتش كده عشان أجبرك... أنا عملت ده عشانك يا ملك.. ده شرفك.. عايزانى اسمع إزاي كل الكلام اللي بيتقال وأقف أتفرج
- تجبرني إني أوافق اتجوزك...!
نهضت عن مقعدها واقتربت منه وقد علت السخرية شفتيها تخبره بحديثه الذي القاه على أهل الحارة  وبعد أن كانوا يدافعون عن فتحي أصبحوا يبصقون عليها لا يروه إلا خسيساً كما هو
- كل أهل الحارة بقوا مستنين الفرح العظيم اللي هيتعمل وهيكونوا معزومين فيه... ما الدكتور كاتب كتب كتابه والفرح اتأجل عشان موت عم حسني
ورغما عنه كان ينفجر ضاحكا لا يصدق إنه إستطاع نسج خيوط كذبته وقد صدقه الناس بل واحتضنوه يباركون له.. ولحسن حظه كانت تلك السيدة التي توسط لها العم حسني من قبل من أجل علاج صغيرها أتت ركضًا تمدحه وتخبر الناس إنه طبيبب ذو خلق طيب القلب
ضجرت من ضحكاته وتلك السعادة التي لمعت في عينيه.. حقا هو سعيد سعادة لا توصف.. لقد أصبحت زوجته حتى لو مجرد كذبه حالية وقريباً ستصبح الكذبه حقيقة
- أنت بتضحك عشان انتصرت عليا مش كده
امتقعت ملامحه يستمع لحديثها
- بس لعلمك أنا مش هتجوزك
ورغم عنه كان يعود لضحكاته الصاخبة
- أنتي قدام أهل الحارة مراتي وبنجهز لفراحنا... وأنا الدور عجبني وعيشت فيه خلاص
عبست ملامحها وقبل أن تهتف بشئ... كان يضع بيده فوق فمه بعدما عطس عطسات متتالية يُطالع قميصه المبتل فوق جسده ثم عاد يطالعها بعبث
- بكره هنروح نكتب كتب الكتاب.. مضطر أمشي للأسف عندي عملية بعد ساعتين
- مش هتجوزك يا رسلان
ابتسم وهو يبحث عن سترته بعينيه فوقعت عيناه عليها فالتقطها يرتديها بعجاله غير عابئ بتكرار رفضها لزواجهم وغادر والابتسامة لا تفارق شفتيه.
تهاوت بجسدها فوق الاريكة تدفن وجهها بين كفيها فما الذي طرء جديدً بحياتها.. إنها عادت لتعود لنقطة البداية من جديد
...........
تعلقت عينين جيهان بلهفة بملامح الطبيبة بعدما فحصتها ولكن سعادتها قد تلاشت وهي تعدل من هندام ملابسها وتتبعها لتسمع الخبر السعيد الذي سيربط جسار بها رغما عنه ولكن الخبر لم يكن سعيدا بتاتاً
- للأسف الحمل خارج الرحم
صرخت بقهر وهي تنظر نحو ملامح جسار الجامده..
- لا.. لا
إحتواها بين ذراعيه مشفقًا وقد أثارت شئ داخله مع إنهيارها.. هل هو تعاطف معها أم إنه شعر بأبوته لذلك الطفل
عاونها على دلوف السيارة فأخذت تبكي بقوة
- أنت كنت عايز كده... أه خلاص مبقاش في طفل
تنهد بسأم فما الذي أصبح يعيشه الأن... قاد سيارته في صمت فالحديث بينهم لن يجدي نفعا وها هو القدر يهيأ له الأمر وقد أرتاح ضميره
وعلى حينا غرة وجدها تلتقط ذراعه تمد يدها الأخرى لتتحكم بعجلة القيادة... صرخ بها بعدما لم يعد يتمالك الأمر والسيارة تتحرك بهم يميناً ويساراً
- أنتي مجنونه... هتموتينا
- لو بعدت عني أنا ممكن أموت... فخليني اموت وارتاح واعيشك بذنبي زي ما عملت مع نهال
لقد ضغطت على جرحه بقوة ضغطت حتى النزف.. الذكريات تتخبط داخل عقله والذنب يلتف نحو رقبته فيزيده خنقًا ولكن هنا شئ يحثه على أن يفيق
دفعها عنه والتقط عجلة القيادة ولكن لم يستطع التحكم بها واصبحت السيارة تحتضن تلك الشجرة العتيقة
ولخلو السيارات من هذا الطريق وهدوءة كان الصمت يحتل اجسادهم
.............
شهقت بسمة مصدومة مما تسمعه.. لقد وزنت الأمور داخل عقلها وعلمت الآن لما أصر عليها فتحي مغادرة البيت لجلب بعض الأشياء حتى قُطعت أنفاسها وتخدرت قدميها من شدة الألم ولكنها تعلم تماما أن هناك شئ ما في نفس شقيقها
- بس انا زعلانه منك يا ملك.. كده تتجوزوا من غير ما اعرف
اغمضت ملك عينيها وقد ازداد حنقها من غباء بسمه الذي أتى في غير موضعه اليوم
- بسمة ابوس ايدك النهاردة أنا على أخرى... متجوزين إزاي
حكت بسمة فروة رأسها حتى تستوعب الأمر فاتسعت عينيها غير مصدقه
- يعني هو قال كده عشان ينقذ الموقف... اول مره فتحي اخويا يعمل حاجه عدله في حياته
امتقع وجه ملك وهي تتذكر أمر فتحي
- ياريت يا بسمه متجبليش سيرته...ربنا ينتقم منه ويفضحه زي ما فضحني
غامت عينين بسمه بالحزن.. فتنهدت ملك بضيق تمسك كفها تربت عليه
- متزعليش مني يا بسمه.. بس كله ده هيترد لاخوكي في عرضه
اخفت بسمة حزنها تحاول أن ترسم إبتسامتها كما اعتادت
-  بس صدقيني ده أحسن حاجه عاملها فتحي.. دكتور رسلان بيحبك... وبيحبك اوي كمان.. ده كل يوم كان بيجي يطمن عليا عشان يشوفك أنتي
واغمضت عينيها تهيم في عالم تتمناه ولكنها تعلم لن تحصل عليه
- ياريت الاقي حد يحبني ربع الحب ده
طالعتها ملك بنصف عين تنتظر تكملة هيامها.. ففتحت بسمة عينيها خجلا ترفع حاجبيها
-  خلينا في موضوعنا يا ملك.. هتفضلي لحد إمتى بتضحي وبتدي ليه متكونيش انانيه لمرة واحده وتاخدي حاجه من الدينا.. واه ربنا بعتلك الفرصه صحيح الفرصه جات متأخره بس جات.. لو رسلان مكنش قدرك كنتي هتكملي طريقك مع جسار لكن طرقكم افترقت وقولتيلي إنك كنت فاكرة لما هتبعدي عن جسار هتكتشفي حبك ليه لكن اكتشفتي إن اللي كان بيربطك بجسار ومازال بيربطكم هو الوفاء وإن كل واحد فيكم لما دخل حياة التاني كان علامه فارقة في حياته
اعتدلت بسمة في مقعدها حرجًا تنظر لملامح ملك المبهمة تتسأل
- كلامي مش مقنع صح
- بالعكس يا بسمة أنا مستغربه إنك في السن ده وناضجة كده
ابتسمت بسمة بمرارة ولكن كالعادة تسخر على حالها مازحة
- الحياة مدرسه كبيره وما شاء الله عليا ربنا يحرسني ويحميني باخد امتياز فيها
ووضعت كلا يديها فوق وجهها
- باين الامتياز صح
ضحكت ملك كما ضحكت هي وسرعان ما هتفت بألم
- أنا اتعودت عليكي اوي يا ملك... هعمل إيه لما تتجوزي وتسيبي الحارة
..........
التقط ذراعها بعنف بعدما دلفت من باب الشقة.. تآوهت بألم تمسد فوق ذراعها
- حرام عليك يا فتحي ده أنا دراعي مخفش من العلقة الأخيرة.
- كفاية رغي بدل ما اكسرهولك... مراته ولا مش مراته
طالعته بسمة بغباء تقطب حاجبيها وهي تدلك ذراعها... فصرخ بوجهها حانقا
- مراته يا بت ولا مش مراته بدل ما أمسيكي بعلقة
- مراته.. مراته
اقترب منها يتناول شعرها من أسفل حجابها يدفعها للأمام
-ومدام مراته وأنتي عارفه مقولتيش ليا ليه...
- حرام عليك يا فتحي شعري بيوجعني
دفعها بقوة كادت تسقطها أرضًا
- سيبت شعرك اه اللي شبه غسيل المواعين... ردي بقى ياختي.. كنتي عارفه ولا لاء
اماءت برأسها كاذبه
- كنت عارفه
التقط كلا ذراعيها يقبض عليهما بقوة
- كنتي عارفه ومقرطساني
لم تتحمل قوة قبضته فوق ذراعيها فدفعته عنها صارخة
- وأنت مالك يا فتحي بالحكاية... مراته ولا مش مراته ولا يكونش حد دفعلك فلوس عشان الفضيحة اللي عملتها
التمعت عينين فتحي بوحشية يرمق تحديها إليه بغضب
- على فكرة أنا شوفتك بتعد فلوس وبتحطها تحت المرتبة
لم ينتظر فتحي سماع المزيد منها وهي كانت تعلم ما هو قادم
صرخت بآلم بعدما إنهالت الركلات عليها تهتف بحرقة
- عمال تفضح في خلق الله.. ومخليني الف على صحابك الشمامين... محدش من اهل الحاره مخلي بنته تصاحبني الناس بتخاف لاشبه بناتهم... بتعمل فيا كده ليه حرام عليك
تعالت الطرقات فوق الباب ولم تكن إلا ملك وقد أخذت تصيح بالجيران لعلا احد ينجدها ولكن الجميع أصبح لا يهتم بما يفعله فتحي بشقيقته فقد ضجروا وكرهوا تلك الجيرة
- هبلغ عنك البوليس...هحبسك يرد سجون يا مفتري
طالعها فتحي بإنتشاء واخذ يزفر أنفاسه... اقترب من باب الشقة يفتحه.. فدفعته ملك وهرولت نحو بسمة المتكومة على حالها أرضًا تمسح فوق وجهها المكدوم
- هعملك محضر هوديك في داهية
لم يعبأ فتحي بحديثها وغادر الشقة يدندن بلحن شعبي
- بلاش تحضني جامد يا ملك... جسمي مدغدغ
- ضربك ليه المفتري ده... منه لله
وتلك المرة لم تكن ملك من تجلس جوارها تضمد لها جراحها إنما كان رسلان
كتمت بسمة تآوها حتى انتهى رسلان من تضميد جروحها
- اه اللي عمله اخوكي النهاردة فيكي خلي ضميري يرتاح من اللي عملته فيه
تعلق زوج من العيون به ينتظران سماع المزيد
- موصي عليه يتظبط كام يوم حلوين في الحبس
تهللت اسارير ملك كحال بسمة فابتسم رسلان يهيم بنظرات الأخرى بعدما تناول حقيبته الطبية
- ملك أنا محتاج بسمة تيجي المستشفى بكره... عشان شاكك يكون في كسر في دراعها اليمين
اعتدلت بسمة في رقدتها بتعب بعدما ثقلت جفونها
- لا مستشفى لا مبحبش المستشفيات... ملك قولي لجوزك بلاش مستشفى
هل لوهلة خفق قلبها من سماع تلك الكلمة رغم عدم إتمام شئ.. اطربت الكلمة أذنيه كما خدرتها لثواني وسرعان ما نفضت عقلها  وانكمشت ملامحها تطالع تلك الراقدة
فاسرعت بسمة بالهتاف بعدما رأت حنقها
- باعتبار ما سيكون يعني.... بتبصيلي كده ليه
طالت نظراتهم لبعضهم وبعدما كانت الابتسامة تشع عينيه انطفأت عندما رأها كيف زجرة بسمة التي هربت منهم بالنوم
غادر رسلان الغرفة يتنهد بتعب من شدة إرهاقه
- ياريت تحضري ورقك عشان كتب الكتاب يا ملك... الموضوع مبقاش فيه هزار
لم يمهلها وقتً للحديث بل اسرع في خطاه يغادر الشقه بأكملها
..............
هل أصبح مطعمها الصغير له روح مبهجة... ام تلك الصغيرة اللطيفة هي من جعلت مطعمها يشع بهجة
وضع أحمس الفطائر مع كوبين من الشاي على الطاولة وعينيه  عالقة نحو فتون والصغيرة الجميلة تركض خلفها
اقترب منهما مبتسما يلتقط من فتون الطلب الذي دونته للتو من أحد الزبائن
- روحي اقعدي شوية وارتاحي... انتي من الصبح رايحه جايه غير طلبات الليدي خديجة
وداعب رأس الصغيرة مشعثً لها خصلاتها... فتذمرت الصغيرة عابسة
- اسمك وحش يا أحمس
رفع أحمس عينيه نحوها يزجرها بنظرات غاضبة مصطنعة يضع بيده فوق قلبه
- اسمي وحش.. طب تعالي هنا
تعالت ضحكات الصغيرة كما تعالت ضحكات فتون ... فتحولت نظرات الزبائن القلائل نحوهم
اسرع أحمس في وضع كفه على فم الصغيرة هامسا
- هوووس
والصغيرة كانت تجيب عليه بمشاغبة
- هوووس
- لا أنا بقول اروح قدم أنا الطلب... بدل ما الزباين تطفش
اتجهت فتون تعد الوجبة المطلوبه وعينيها تلمع بالسعادة
المطعم أصبح خالي في وقت بعد الظهيرة... تنهدت فتون بإرهاق تضع الطعام فوق الطاولة وأحمس جلس وأجلس خديجة أمامه يقص لها عما يدرسه
- يعني أنت شاطر يا أحمس... وبابا بتاعك أنت هيجبلك حاجة حلوه
ضحك أحمس على عبارتها مداعبً وجنتيها الشهيتين يريد قضمهما
- لا أنا بابا بتاعي مش بيجبلي حاجه حلوه تحسي إني مش أبنه
لوت الصغيرة شفتيه تحاول أن تستوعب حديثه وصاحت بحماس
- بابي بتاعي أنا احلى من بابي بتاعك.. بيجبلي كل حاجة حلوه عايزاها
فلطم أحمس صدره ينظر نحو الصغيرة التي تعلقت عينيها بفعلته تستمع لصياحه
- ابويا الحاج بقى بابي.. بابي ده بتاعك أنتي يا ليدي خديجة
نكزته الصغيرة فوق صدره تصيح باسم فتون التي تقدمت نحوهما بأكواب العصير
- فتون أحمس مش بيحب بابا بتاعه
اتسعت عينين أحمس ينظر نحو فتون التي انفرجت شفتيها في ضحكة صاخبة
- البت ديه هتوديني في الداهية.. خدي تعالي هنا
حملها فوق كتفيه يلاعبها بطريقته... تعالت ضحكات الصغيرة تهتف اسمه
- أحمس وحش
اتجهت فتون إليها تخلصها منه ومازالت تضحك على أفعالهم
- كفاية يا أحمس... خديجة مش متعودة على الهزار ده..ديه مش زي ولاد اختك العفاريت
- أنتوا بتعملوا إيه في بنتي
بهتت ملامحهم يلتفون نحو ذلك الصوت... طرقت شهيرة بكعب حذائها تنظر للمكان بمقت ثم عادت تنظر إليهم.. التفت للخلف تشير نحو سائقها الذي أتبعها كما أمرته.. وبإشارة واحدة كان يفهم ما تريده سيدته
حمل الصغيره بين ذراعيه فتعالا صراخها
- فتون... فتون
تحركت فتون خلفها وكاد أحمس أن يسبقها ولكن تجمدت عينيهم نحو ثلاثة رجال أصبحوا يقفون خلف شهيرة..
- أنتم بتعمل إيه هنا..أنا هتصل بالشرطة
ولكمة قوية كان يتلقاها أحمس فوق خده الأيسر.. ترنح بجسده وكاد أن يسقط ولكن يد أحدهم قبضت فوق ذراعيه ثم كتم فمه ليخرسه
- أحمس
صرخت فتون باسمه وقبل ان تندفع إليه كان الرجل الأخر يكبلها
اتسعت ابتسامة شهيرة وهي ترى هيئتها الضعيفة
- أهلك معلمكيش إن دخولك مكان مش ادك وأكبر من حجمك غلط عليكي ..
رمقتها فتون بنظرة جامدة... فصدحت ضحكات شهيرة وهي تراها كيف تتلوي بين ذراعين رجلها تحاول الصراخ ولكنها تفشل
- بنتي أنا واحده زيك تاخدها تربيها... بنت شهيرة الأسيوطي خدامة تربيها
حاولت دفع الرجل عنها ولكنه كان يزيد من محاوطتها وكتم فمها
- لو كنت سكت على جوازه منك... ف بنتي لاء
وابتسمت بإنتشاء وهي تراها كيف تتلوي هي وصديقه بين ذراعين رجالها
- أنا سيبهولك بس يتسلى بيكي شويه ويدوق طعم الرمرمة وبعدها هو بنفسه هيرميكي
واقتربت منها تلطم خدها برفق بعدما عادت محاولتها في الخلاص مهمهمة بأنفاس متقطعة
اندفع الرجل الاخر الذي كان ينتظر إشارة من سيدته ينفذ الأمر ... اتسعت حدقتيها وهي تشاهد حطام مطعهما أمام عينيها
حاول أحمس الخلاص من الرجل الذي يكبله وعندما نجح في محاولته أخيراً كان كل شئ قد تم هدمه وانسحب الرجال بعدما اتخذوا اسلحتهم دفاعً وهم يحاوطون سيدتهم
- فتون... فتون
صرخ أحمس باسمها بعدما عاد إليه ولم يستطيع اللحاق بهؤلاء الرجال
- فتون ردي عليا
وهي لم تكن سوي في عالم آخر جاحظة العينين تطالع حطام مطعمها بأنفاس مسلوبة
..............
ليلا وفي نفس الليلة والجرح لم يندمل بعد... الشقة مظلمة ساكنه ولكن ذلك الضوء الاتي من غرفتها يخبره بوجودها... السيدة ألفت غادرت المنزل بعدما أمرها أن تعود للمنزل الأخر وتكون جوار صغيرته بعد فعلت شهيرة وقد أجل الحساب بينهم لغد
دلف للغرفة بأنفاس لاهثة ينظر نحو جسدها المكوم فوق الفراش
- مبترديش على التليفون ليه يافتون... أنتي عارفه انا عملت إيه من قلقي عشان ارجع مصر...
رفعت عينيها نحوه وقد انتفخت جفونها من شدة البكاء.. فاقترب منها يجذبها إليه وقد إزداد وعيده لشهيرة وهي يراها هكذا ساهمة تنظر إليه وكأنها لا تراه
- فتون ردي عليا
- المطعم
هتفت كلمتها بحرقة فمسح فوق خديها يقسم بصدق
- هعمله ليكي من تاني... كل حاجه في المطعم هترجع احسن من الاول وشهيرة أنا هعرف اتعامل معاها كويس
طالعته بنظرة لم يفهمها وفي لحظة خاطفة كانت تجذبه إليها... اتسعت عيناه ذهولا وهو يراها كيف تدعوه صراحة في نيلها بل وتبادر هي
- فتون أنتي بتعملي إيه
ولكنها كانت في عالم أخر عالم لا تسمع فيه إلا صوت شهيرة وهي تخبرها إنها لا شئ... سيناله ثم سيلقيها من حياته.. وها هي قررت أن تعطيه ما يريده لعلها تخرج من خيوط لعبته
- فتون فوقي من اللي انتي بتعملي
ضاع مع جنونها... وكرجل عاشق متعطش.. كان يمنحها ما تريده ويريده هو ..

يتبع بإذن الله ( قراءة ممتعة)
***********

#لمن_القرار ❤️
#سيمو

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن