الفصل السابع والأربعون (2)
**************ألقت عبارتها، وانتظرت أن تري ردة فعله..، لكنها لم تري إلا الجمود الذي أرتسم فوق ملامحه وذلك الصراع الذي لأول مرة تراه في عينين رجل مثله بقسوته ، صراع يُخبرها إنه مازال يشك بأمرها
هل هي صادقة أم مجرد لعبة تخدعه بها لتظهر له بصورة المرأة العفيفة ؟وببطئ كان يقترب منها وصورة واحده كانت تظهر أمامه، صورة اختارها عن النساء وجعلها مرسخة داخله.. ،جميعهن لا يستحقون أن تظن بهم الصدق والوفاء، جميعهن يقودنك نحو الهلاك..
ولحظة خاطفة أرتجف فيها قلبه, ليُخبره إنه مازال يحيا داخل اضلعة، وحتى يخمد ثورة مشاعره كان يدمغها بقبلة قاسية عانقت شفتيها، يجتذبها إليه بعنف وكأنه يُعاقبها على تلك اللحظة التي أخطأت فيها وظنته سيكون بالصورة التي تخيلتها..انسابت دموعها، فقد خسرت مرة أخرى حينا اقنعت قلبها انها ستتمكن من تغييره وتحريك قلبه إليها وستعيش حكاية نسجتها من حكايات الخيال
كانت جامدة بين ذراعيه، رغم لمساته التي أحرقتها إلا إنها لم تكن تشعر إلا بالمهانة، حمقاء هي لأنها اقنعت نفسها ذات ليلة.. أن تسرق من الحياة سعادتها، السعادة التي رأتها في رجلاً رغم علمها بقسوته إلا إنه أعجبها،
ولا بأس أن نسعي وراء ما نريده بكل الطرق ما دامت الصُدف لا تجمعنا بما نريد، اقتناع احمق اقنعت به عقلها بقلب كان أشد غباءً من صاحبته.. أراد التجربة.نالها بوحشية وقسوة وكأنه يُريد معاقبتها على ما تفوهت به، يلطم خدها كلما اشاحت عينيها عنه بعدما احتضنتهم الأرض سوياً في غرفة مكتبه
- أنتِ ملكِ يا جنات، وهتفضلي ملكِ
وبانفاس لاهثة كان يبتعد عنها، بعدما انتهي العرض الذي قدمته وأجاب عليه بطريقته ..، دفع قميصه نحوها حتى ترتديه ثم اقترب من سطح مكتبه يلطم فوقه بقوة، لا يُصدق إنه عاشرها بقوة بعدما رأي تبلدها وجمودها معه
لا يريدها هكذا، يريدها امرأة راغبة، تذوب من لمساته وتُسلم له جسدها في توق, والحقيقة التي ينكرها بين طيات نفسه إنه يريُدها امرأة محبه، يُريد حبها.عاد الجمود يرتسم فوق ملامحه، والتف إليها، ينظر لها ورغم الألم الذي ارتسم داخل عينيها، إلا إنه رأي نظرة ساخرة باردة
- كنت فاكره إن في أمل، لكن الصورة وضحت
وبصعوبة كانت تتحرك، تغادر الغرفة بذل أخر، تخبر حالها عليها أن ترحل من هنا، حتى لو فرت هاربة.
وقف يُطالع أثرها، لا يستوعب أن الحال وصل به لهنا، يأسرها في منزله..، رغم كل رغباته من قبل في التخلص منها وطلاقها، لقد وصل به الحال أن يكون رجل شهواني ، هو قاسي كالحجر، لكنه لم يشتهي يوماً النساء رغم الصورة التي جعل الجميع يصدقها عنه، ودون أن يشعر كان يقذف كل شئ أمامه صارخاً بعدما اكتشف بشاعة الحقيقة
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...