الفصل ٦٣

36.1K 1.4K 91
                                    

الفصل الثالث والستون
********

الظلام وحده ما كان يحيطها لا تسمع إلا صوت صراخها ، أشخاص يقتربون منها ولكن ملامحهم مبهمة، ملامحهم بدأت تتضح شئً فشئ يميدون أيديهم إليها ، ينظرون لها كنظرة الذئب حين يريد إفتراس فريسته ونهشها بأسنانه.

خرجت صرختها بقوه تشق سكون المكان تنظر حولها في هلع ، فلم تكن إلا الجدران ما تُحاوطها وتلك الأجهزة المعطلة المتراصة في الغرفة

ضمت جسدها بذراعيها تُحملق في اللاشئ وصوت لهاثها يعلو وكأنها كانت تركض لأميال بعيدة.

طفرت الدموع من مقلتيها وقد عادت الليلة تخترق ذاكرتها تشعر بأنفاسه ولمساته مازالت عالقة بجسدها ، تلك الليلة التي سطرت معها نهاية لحلم بحثت عنه طويلاً، حلم رأته في عينين فتيات حارتها

" الزواج" كلمة كبرت معها منذ أن بدء من يُماثلونها بالعمر يتزوجون, لا شئ يُخلصهم من قسوة ما يعيشوه إلا به،

أب يصفع، وشقيق يرى نفسه قد كبر وعليه تربية شقيقته وأم لا ترى إلا الزواج ستر وخلاص لحمل يزيد كل يوم على كاهلهم

" مافيش حاجة هتخلصك من شر فتحي غير الجواز يا بسمه"

" أمتى يجي ابن الحلال يا بنتي واطمن عليكي"

" شوفتي مهنيها إزاي، ارتاحت من كل واحد بيتحكم فيها"

" عليها جسم.. لكن خلقه .. خليني في جسمها"

تدافقت العبارات عائدة بها للحظات حفرت داخلها،
ولكن أين هو الخلاص الذي اخبروها عنه في الزواج وأين هو الحب والحكايات التي تحاكوا عنها

سبحت في مرارة ذكرياتها وقد أضافت لها الأيام مرارة لا تظن إنها ستغادر حلقها يوماً.

أشرق ضوء الصباح ليُعلن عن بداية يوم جديد وعليها النهوض وترتيب حالها قبل أن يأتوا الموظفين ويكتشفون أمرها، فهى بصعوبة تخفي أمر بقائها هنا,
ومع تذكرها لأمر بقائها في تلك الغرفة، جالت عيناها بالمكان في حسرة .. فلم يبحث عنها أحداً لقد صدقوا كذبتها..

.......

- إزاي يا فندم هنرجع والمفروض نمضي على العقود

رمقها ثم عاد يركز أنظاره نحو هاتفه منتظراً تلك الرسالة التي سيبعثها له أحد معارفه حتى يؤكد له هل هي موجوده في مدينة الأسكندرية أم غادرتها

زفرة سيرين أنفاسها بيأس وهى تراه يصب اهتمامه نحو هاتفه تتسأل داخلها عن السبب الذي ظهر فجأة لهم حتى تنتهي رحلة عملهم, فلا يوجد مشاكل بمشاريعهم ولو كان هناك مشاكل لكانت علمت بالأمر من زوج شقيقتها.

ازدادت دهشتها وهى ترى ملامحه تنبسط شيئاً فشئ..، يزفر أنفاسه براحه.. هى لم تغادر المدينة ومازالت في عملها ولكن السؤال الذي مازال لا يعرف له جواب، أين كانت تبيت ليلتها؟

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن