الفصل الثالث والثلاثون (1)
***************
تعلقت عيناه بها بأنفاس لاهثة.. وبرِقة بالغة كانت يده تتحرك نحو غرتها يرفعها ببطئ فوق خصلاتها...
اغمضت عينيها وهي تشعر بأنامله تسير برفق وتروي على ملامحها... ثقلت أنفاسها تقاوم شعورها، تقاوم ذلك الإحساس الذي لا تريد الشعور به... سليم ليس بطل سليم رجل كباقي الرجال وحديث شهيرة مازال يعود ويقتحم عقلها
" أنا سيباه يدوق طعم الرمرمه.."
التف ذراعه خلف جسدها يجذبها إليه ويضمها نحو صدره بحنان بالغ غير مصدقًا مع حدث بينهم
لقد ظن أن الطريق مازال طويلا ولكن الطريق قد قصرت مسافته وها هو غارق في لذة سعادته..
هدأت أنفاسه رويداً رويداً يشعر بسكونها بين ذراعيه.. والحديث الذي أراد قوله قد تبخر وضاع كل حديث كان يرغب به... وبغفلة منه كان سلطان النوم يمتلكه ...
طالعته وهو غافي جوارها وشئ خفي داخلها كان يقودها لترفع يدها كي تلامس ملامحه
نفضت عقلها وهي تقبض فوق يدها بقوة وهتاف واحد يستوطن عقلها " لقد انتهى الأمر ونال ما طمح له منذ زمن ..."
ظلت طويلاً جالسه هكذا تنظر إليه تارة وتارة اخري كانت تحيد بعينيها بعيدا عنه تحارب أفكارها وضعفها وفي النهاية كانت تسقط جواره غافية.
في الصباح الباكر، فتح عينيه ببطء لعله لا يفيق من حلمه ولكن الحلم كان حقيقة وهو يراها غافية جواره، وأنفاسها قريبة منه... اتسعت ابتسامته شئ فشئ يزفر أنفاسه بتنهيدة طويلة
فأخيرا أصبحت له وملكه أخيرا استطاع أن يحدد مشاعره ويعرف هل كان يتوق لها حتى يشبع حاجته أم كانت له شئ مختلف وضع في طريقه.. والإجابة قد حصل عليها اليوم إنه لم يرتوي ولم يشبع ولم يشعر إنه نال ما يريده ليلقيه بعدما ينطفئ لهيب رغبته...
تحسس وجهها بأصابعه يهمس اسمها بخفوت
- فتون
وسرعان ما ابتسم وهو يطالعها تفتح عينيها بصعوبة ولكن تلاشت بسمته وهو يراها كيف انتفضت من جواره تحدق به صامته.
حاول تجاوز ذلك الشعور الذي طعنه وقد خشي الإجابه قبل أن يعلمها
- أنتي ندمانه على اللي حصل بينا يا فتون
- أخدت اللي كنت عايزه من زمان فاضل إيه تاني عشان ادهولك وتبعد عن حياتي
تجمدت ملامحه لا يستوعب حديثها
- فتون أنتي بتقولي إيه
وعندما بدء الأمر يتضح إليه هتف غير مصدقًا
- يعني أنتي كنتي بتسلميلي نفسك عشان كده
وتلك نظرة التي رأتها احتلت عينيه جعلتها تتراجع للخلف تخشي بطشه ولا تعلم متي وكيف استحكمت ذكرياتها مع حسن عقلها ولو ظنت يوما إنها شُفيت من ندوب الماضي لكانت كاذبه
- ضعفك امبارح وإستسلامك لمشاعرك كل ده كان عشان تسلميلي نفسك وتشوفي أد إيه أنا راجل شهواني عايزك مجرد ست في سريري
غامت عينيها بالضعف وهي تطالعه... فأزداد صراخه بها
- ردي عليا
- أيوة ، أيوة عملت كده عشان تخرج من حياتي وادفعلك التمن اللي أنت مستنيه
استنكر عبارتها الأخيرة متمتما
- تمن... تمن إيه يا فتون؟
- كفاية كدب بقى أنت اشتريت حياة كل الناس اللي حواليا اشتريت أهلي خليتهم عيشين عيشه مش بتاعتنا ويوم ما هترميني مش هيكون ليهم مكان في الدنيا ديه... اشتريت جنات عشان توصل لحقها... حتى المطعم كنت أنت الايد الخافيه يعني أنا ببساطه معملتش ولا نجحت في حاجة
وانهارت باكية تجثو فوق ركبتيها تحملق في كفيها المضمومين ترى حياتها وكأنها بهما...طالعها بصدمة هل ترى أفعاله بتلك الدنائة
- سنه يا فتون
باغتها بعبارته تلك فرفعت عينيها إليه لا تفهم مقصده حتى اردف بعدما اقترب منها
- سنه من عمرك معايا يا فتون... وبعدها هطلع من حياتك
- سنه؟
وجوابه كان مثلما ارادت طالعته بصدمة اكبر وهي تسمعه
- سنه من عمرك اظن مش هتكوني خسرانه حاجة.. حياتك مش هتتغير بعدها ولا حياة أهلك... هتتخلصي مني مع مستقبل هكون ضامنه ليكي ولاهلك
طالعته بحقارة ها هو يثبت لها صدق طليقته في حديثها ونحن النساء حينا نريد الإقتناع يتهيئ العقل والقلب
- والتمن نفس ليلة امبارح ؟
ضحك مِلء شدقيه يدور حول حاله
- تفتكري راجل حقير زي هيعوز إيه من ست يا فتون
- طليقتك عندها حق.. انت مش عايز غير ترمرم وتشبع من رمرمتك وبعدين ترميني
ها هو الجواب يحصل عليه منها.. "شهيرة" تحرك بعيدا يومئ لها برأسه
- أنتي وشطارتك في السنه ديه خليني ارمرم لحد ما اشبع ها إيه رأيك
أندفعت صوبه تدفعه فوق ظهره
- حقير... أنا مش زباله عشان تشوفني حاجه ترمرم فيها
بقبضة واحده كان يقبض فوق يديها
- كويس إنك مش شايفه نفسك زباله ولا حاجه برمرم فيها... لاني مش برمرم يا فتون... سليم النجار ايام شقاوته زمان يوم ما كان بيتجوز ست كنت باخدهم على الفرازة...فاهمه يعني إيه
ترك يديها وتابع خطواته للخارج يحاول إلتقاط أنفاسه ولكن توقف في مكانه جامدًا يسمعها
- سنه واحده..!
...............
وقفت شهيرة أمامه تنتظر إنتهاء عاصفة غضبه..واقتربت منه بهدوء تنظر إليه بعدما افرغ شحنة غضبه بوعيده
- لو جات أكتر من فرصه اعمل فيها كده هعمل يا سليم
- اتقي شري يا شهيرة
اكملت خطواتها حتى أصبحت المسافه بينهم منعدمه تحاول مدّ يديها نحو ازرار قميصه ولكنها تراجعت هي ترى نظراته نحوها
- عمرك ما هتقدر تأذيني يا سليم... والسبب خديجة بنتنا
طالعها متهكما ينظر حوله وتلك المكانة التي اختارتها بدلا عن أبنتها
- بنتك... بنتك اللي بعتيها عشان أحلامك يا شهيرة
التفت بجسدها تنظر نحو المقعد الذي كان يوما لوالدها ثم لشقيقها
- أنا باخد حقي يا سليم... عمرك ما هتقدر تفهمني... أنا سيبتلك خديجة عشان متأكدة اوي أنك بتحبها اكتر من اي حاجه في الدنيا
واشتعلت عينيها بالحقد وهي تتذكر كيف ظلت صغيرتها تهتف باسم تلك الخادمة
- بتحبها حتى اكتر من الخدامة اللي أنت متجوزها
- فتون مش خدامه يا شهيرة... حسبي على كلامك
تجلجلت ضحكتها بأرجاء المكان
- خلاص بلاش خدامة مدام بتزعلك ... عيلة من الارياف أهلها جوزوها وهي لسا مكملتش 16 سنه وكانت مرات السواق بتاعك...السواق بتاعك حسن يا سليم فاكره
وعادت تقترب منه تتفرس ملامحه التي زادت قتامة عندما ذكرت اسم سائقه
- سليم النجار بجلالة قدره اتجوز مرات السواق... تفتكر يا سليم السواق بتاعك كان بيبسطها...
بترت عبارتها الأخيرة وهي ترى المعنى قد وصل إليه....
- شهيرة لحد هنا وبلاش تشوفي غضبي
- غضبك... هو أنا قولت حاجة غلط... مش ديه الحقيقه " سليم النجار المحامي سابقا ورجل الأعمال حاليا " ديه آخرته مرات السواق
قبض فوق يديه بقوة وهو يدرك لعبتها... صباحا يضبط نفسه من أجل زوجته الحمقاء ليسايرها مع قرارها وعقلها الصغير والآن يقف أمام طليقته يحادثها بتحضر متذكرا الرابط القوي الذي يربطهما
تحرك من أمامها حتى يغادر ولكنه عاد إليها
- عايزة تعرفي ليه الراجل بيتنازل وبيقبل كل اللي قولتي عليه يا شهيرة
ابتسمت بعدما جلست خلف مكتبها تعطيه الإجابة
- لأنكم بتحبوا ترمرموا شوية يا حبيبي
وابتسامة ساخرة علت فوق شفتيه.. انبسطت ملامحها وهي تراه يميل نحو مكتبها
- الحب يا شهيرة... الحب اللى خلاكي زمان تنسى العداوة اللي بيني وبين اخوكي ونتجوز في السر
غادر مكتبها فنهضت عن مقعدها تطيح بكل شئ صارخة والتقطت هاتفها تلتقط أنفاسها تدق ذلك الرقم الذي تنتظر صاحبته إتصالها
- نفذي في أقرب فرصة اللي اتفقنا عليه!
............
طالع رسلان ملامح وجهه المكفرة وهو جالس خلف مكتبه يستند على سطحه بكوعه
- وأنا اللي جاي ازف ليك الخبر السعيد... الاقيك بالشكل ده
ابتسم سليم وهو ينهض عن مقعده واقترب منه يصافحه
- قولي الخبر السعيد يا دكتور يمكن اتبسط
- مالك يا سليم
أشار إليه نحو الأريكة ليجلس عليها وعاد نحو مكتبه يرفع سماعة الهاتف ويهاتف مديرة مكتبه بطلب فنجانين من القهوة
- قولي الخبر السعيد وفرحني
حدق به رسلان وهو يراه يرمي بثقل جسده فوق الأريكة جواره
- أنا وملك كتبنا كتب الكتاب...
اتسعت ابتسامة سليم غير مصدقًا
- ازاي وده حصل امتى...
- امبارح... حاولت اتصل بيك قبلها بس تليفونك كان مقفول
تنهد سليم أسفًا
- لسا راجع من هولندا امبارح بليل.... مبرووك يا رسلان حقيقي كان نفسي اكون معاك في يوم زي ده
ابتسم رسلان وارخي جسده وهو يتذكر ما أتى من أجله
- عايز اعوض ملك يا سليم واعملها كل حاجة حلمت بيها..عشان كده جتلك النهاردة احجز الفندق بتاعك اعمل إيه صديقي من أعيان البلد جدوده من صفوة المجتمع
صدحت ضحكات سليم يربت فوق كتفه
- يااا يا رسلان حمدلله على السلامه اخيرا
ابتسم رسلان وهو يحاول أن يهندم قميصه
- كفايه اللي ضاع مننا... عايز ارجع رسلان بتاع زمان... خلينا نيجي لموضوعنا بتاع الفندق لان الوضع مش هيكون عادي
انتظر سليم سماعه إلى انتهى رسلان من سرد له تفاصيل الزيجة التي أتت على غفلة وفي صالحه
- اممم وملك طبعا واخده الموضوع تحدي عشان تشوف رسلان ابن سيادة الوزير وكاميليا هانم سيدة المجتمع هيقبلوا إن أهل الحارة اللي بقوا شايفينه ابنهم هيعزمهم على الفرح زي ما وعدهم ولا هيشوفهم قليلين
- بالظبط.. ملك بتلكك في كل حاجة بس اتجوزها بس
والتمعت عينيه فطالعه سليم يغمز له
- ملك بالذات لو سيبتلها القرار في أي حاجة هتفضل مستني كتير... من زمان وهي كده قرارتها مش بتتاخد غير وهي مجبوره...
صمت عن حديثه وهو يري العامل يقدم لهم القهوة ثم غادر كما دلف في صمت
تناول سليم قهوته متنهدا
- هبلغهم في الفندق وكل حاجة انت عايزاها اعملها يا رسلان... اعتبره ملكك
ابتسم رسلان بمحبه فمهما اخذتهم الايام والظروف إلا أن صداقتهم لم تتأثر يوما
- في طلب تاني وهتكون كملت جميلك يا سليم... بيت المزرعة محتاجه... أنت عارف ملك كانت بتحب المكان ده أد إيه
...............
ولأنه أصبح يعرف تماما أن مدخله معها هي تلك الجارة اللطيفة فكانت بسمة هي حلقة الوصل بينهم في تفاصيل تلك الزيجة التي رضخت لها وخاصة وهو يخبر أهل الحارة بتاريخ الزيجة الذي سيوافق موعده بعد اسبوعين من الآن وذلك بعدما استأذن بسمة في إتمامها مراعاة لها لحزنها على والدها
- بقيتي تتفقي معاه يا بسمة
تعلقت عينين بسمة بثوب الزفاف الذي إرتدته ملك و عينيها تترصدها بتفرس
- لا قلبي هيقع مني... إيه ده
واسرعت في وضع كفوفها فوق عينيها
- الفستان يالهووي على الفستان
قطبت ملك حاجبيها وهي ترى تصرفها العجيب... اقتربت من المرآة لتشاهد حالها فاتسعت عيناها إنبهارا بحالها
- الفستان جميل اوي يا بسمة
- جميل بس ده يهبل يا ملك..
- تعرفي كنت ديما بتمنى البس الفستان لرسلان ونعيش في سعادة ونخلف ولد وبنت
وابتسمت بمرارة تبتلع غصتها
- احلام مراهقة بقى..
- ما الحلم بقى حقيقة بس انتي اللي مصممه ترفضيه يا ملك
رمقتها ملك بحسرة وهي تتذكر الماضي
- رسلان كان متجوز مها اختي يا بسمه...مها مكنتش شايفه راجل غيره ...العيلة الكريمة اللي قبلت بيا دلوقتي زمان رفضوني... عزالدين بيه الراجل الوقور اللي كنتي مبهورة بي من يومين كان السبب أني اتجوز جسار عشان اظهر لابنه قد إيه أنا مكنتش أستحق حبه ويرضى بعيشته مع أختي
دمعت عينين بسمة تأثرًا
- شوفي على اد ما نهاية الحكاية حلوة على قد ما حكايتكم توجع... لا خلاص أنا مش عايزه الحب لو هيكون بالشكل ده
ضحكت وهي ترى ملامح بسمة الممتقعه
- لا إن شاء الله حظك هيكون احسن من حظي
- يارب... ارفعي ايدك وادعي معايا
والتفت حولها تهتف بدعابة وهي تتأمل أثواب الزفاف
- اصل الفساتين فتحت نفسي أوي
............
تحسس ذراعه المصابه بآلم ينظر إليها وهي راقدة فوق فراش المشفى يتذكر حديث الطبيب له عن حالتها..
تنهد بإرهاق وهو يجلس فوق المقعد
ثلاثة أيام وهي هكذا لم تستيقظ... غيبوبة مؤقته هكذا اخبره الطبيب
- اوعي تعيشيني بذنبك يا جيهان... اوعي تعملي زيها
والآلم والذكريات وحدهم كانوا ينهشوا فؤاده
دلف الطبيب فنهض عن مقعده يراقبه وهو يعاين حالتها ومؤشراتها
- مجرد وقت والمدام هتفوق متقلقش
- هتطول فيها يا دكتور
تنهد الطبيب وهو يعدل من هندام معطفه الطبي ينظر نحو مساعدته التي وقفت تنفذ اوامرة كما أمرها نحو الحاله
- مجرد وقت
انصرف الطبيب فاتبعته مساعدته... فعاد لجلوسه فوق مقعده متنهدا يغمض عينيه
........
الحسناء الجميلة كما يلقبونها " خديجة النجار" المرأة العزباء التي كلما طالعها الرجال تعجبوا من عدم زواجها حتى الآن
دلفت للمطعم بخطوات واثقة تستمع لكلمات مساعدها
- هي ديه خديجة النجار؟
تسأل الجالس قبل أن ينهض عن مقعده ويستعد لمصافحتها
- ايوة هي يا أمير بيه... خديجه النجار... الصفقة ديه مهما اوي يا بيه... جودة باشا حاطط كل أمله على إتمام الصفقه
عدل من وضع بذلته الأنيقة يمدّ يده لمصافحة تلك الحسناء وقد صمت مساعد والده عن حديثه
- اهلا خديجة هانم
صافحته خديجة بعملية تجيدها متمتمه وهي تتمنى الشفاء العاجل لوالده
- الف سلامه على جودة باشا
اماء لها برأسه وقد بدء الحديث يأخذهم نحو تلك الصفقة وبنودها... انقضى عشاء العمل وانصرفت خديجة مع مساعدها
فاخرج أمير صفيرا خافتًا من بين شفتيه
- معقول في ست بالجمال والذكاء ده
رمقه ساعد والده الأيمن متمتما بشك
- أمير بلاش تلعب مع خديجة النجار ديه مش أي ست... وكمان خديجة النجار في عمر مهيار أختك
قطب أمير حاجبيه يحسب عمر شقيقته ويقارنه مع تلك الحسناء التي لا يظهر عليها العمر
- معقول في منتصف الأربعين... ده أنا اللي في المنتصف مش هي
وانقلبت الجلسه لضحكات صاخبة مما جعل البعض يرمقونهم دون فهم
ولكن اللقاء لم يكن له نهاية بعد
..........
في تلك الزنزانة الضيقة كان يجلس فتحي جوار أحدهم يستمع لذلك العرض الذي يخبره به غير مصدقًا إنه سيجني الكثير من المال من وراء شقيقته
- هي الشغلانه ديه بتجيب فلوس حلوه اوي كده
رمقه الرجل بعدما داعب شاربه
- طبعا...أنت مش عارف الكباري بتاعنا بيجيله زباين تقيلة أزاي
طالعه فتحي بجشع يخبره وهو يخشى ضياع ذلك العرض من بين يديه
- بس البت بسمة أختي مش حلوة... وشها عكر الصراحه
تجلجلت ضحكت الرجل حولهم
- وهي الشغلانه ديه بيهتموا فيها بالجمال.. المهم الجسم يا فتحي... والايام ديه الحاجات اللي بيحطوها على وشهم بقت مخليا الستات كلها شبه بعضهم
- خلاص يا معلم وجدي... اخرج بس من المخروبة ديه اللي مش عارف دخلتها بتهمه إيه وانا اجيبها ليك لحد عندك
..............
طالعته وهو يقود السيارة في صمت دون جواب تحصل عليه منه
- أنت موديني على فين
رمقها ثم عاد يركز عينيه نحو الطريق .. فتنهدت بسأم تعقد ساعديها أمامها
ابتسم وهو يسمع زفراتها الحانقة فعاد يطالعها بعينيه
- رايحين الفيلا عندي... وجودنا في الشقه ديه خلاص مش هينفع...
امتقع وجهها وهي تتذكر أن هذا المكان كان يجمعه بطليقته
- لاا أنا عايزه ارجع الشقة... أو هشوف مكان تاني اعيش فيه
عبرت السيارة البوابة الضخمه فطالعت المدخل المؤدي للبيت العصري
- انزلي يا فتون
ظلت مكانها ينتظر ترجلها من السيارة فعاد إليها يجذبها
- اظن إن في بينا إتفاق ... السنه ديه هتعيشي معايا زي ما أنا عايز في أي مكان احدده... ولا هنخلف العقود من دلوقتي
طالعته ثم طالعت المكان حولها وسارت أمامه حانقة ممتقعة الوجه... طالعها بابتسامه واسعه ثم حاول ضبط ملامح وجهه
دلفت أمامه المنزل تنظر لضخامة المكان وفخامته
ركضت الصغيرة نحو والدها ثم اتجهت إليها تعانقها
- أحمس مجاش معاكي ليه... عايزة اروح المطعم عشان العب مع أحمس
ازدادت ملامح سليم قتامة وهو يستمع لحديث صغيرته وحديثها
- أحمس موصيني اول ما أشوفك اديكي بوسه كبيرة
- مدام ألفت، مدام ألفت
صاح بصراخ افزع صغيرته... فاقتربت تعانقه من ساقيه.. انحني ليحملها متمتما
- خديجة اتعشت
أماءت السيدة ألفت برأسها تطالع فتون التي وقفت تفرك كفيها بتوتر بعدما ابتعدت عنها الصغيرة
- وصلي فتون أوضتنا
طالعته ثم غادرت خلف السيدة ألفت التي اقتربت منها هامسه حتى تطمئنها
- على فكرة كل فرش البيت اتغير حتى الديكورات... ومكان الأوضة
رغم إنها لم تسأل ولكن حديث السيدة ألفت اراحها
دلفت للغرفة وقد تولت السيدة ألفت المبادرة في تعرفيها تفاصيل الغرفة ثم غادرت وهي مازالت تقف مكانها مذهولة من كمية الأثواب النسائية والاحذية والحقائب... اقتربت تلامس الأشياء بيديها فتعالي صوته خلفها يسألها
- عجبتك الأوضة
انتفضت مفزوعة بعدما اشاحت عينيها بعيدا عنه
- الحاجات ديه لمين؟
اقترب منها بخطوات متمهله ينظر إليها
- ليكي وبعد السنة ما هتخلص لو عايزاهم خديهم...أنا برضوه راجل كريم يا فتون
اتسعت عينيها من وقاحته فتخطاها قبل أن تهتف بشئ ومدَّ يده يختار لها أحد الأثواب بعناية
- ألبسي ده... لونه عجبني
طالعت ما وضعه بين يديها وعادت تطالعه فرفع حاجبه متسائلا
- مش عجبك.... أختار قميص تاني طيب...
وعاد ينتقي لها ثوب اخر فوقفت مكانها مبهوتة مما يحدث.. إنه يمارس الدور ببراعة
- لاا متحاوليش تهربي من بنود العقد... إحنا إتفاقنا السنه ديه هتشبعي رغبة راجل حيوان زي عايزك مجرد زوجة في الفراش... واردف بعدما تحسس الثوب الأخر بين يديه قبل أن يعطيه لها
- مش هما برضوه بيقولوا كده ولا أنا غلط... يلا يا فتون ابسطيني مش يمكن ازهق بسهوله وقبل ما السنه تخلص اطلقك
تركها شاحبة الوجه لا تصدق ما تسمعه تنظر نحو الثوب ونحو خطواته
والسؤال كان هنا لمن القرار بل لمن الدور ولمن ستكون اللعبة ؟يتبع بإذن الله ( قراءة ممتعة)
#لمن_القرار ❤️
#سيمو
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...