الفصل ١٠

42.7K 1.3K 39
                                    

الفصل العاشر
***********
كل شئ أمامها كان يُغلفه الحسرة والآلم .. آلم تعرف انها وحدها من اختارت الطريق اليه لقد وهبتها الحياه فرصة طالما تمنتها وحلمت بها وهاهو الحبيب قد احبها وصار عاشق لها وبعد ان كان ليس لديها رفاهية الحلم به أصبح هو من يخبرها انها صارت في أحلامه، تورق مضجعه
- انطقي.. ردي عليا
يئست ناهد من صمتها وأصبحت ساقيها كالهلام فأنهارت فوق الفراش تلتقط أنفاسها تتمتم لحالها بعبارات كانت تصل لقلبها كنغز السكين
والدتها تشك بها تظنها عاهرة ترافق الرجال... والسخريه كانت ترتسم فوق شفتيها فما الفرق انها كانت ترافقه تسرق من الزمن لحظات خدرت مبادئها من أجل عيشها معه
صراع كانت تحياه وناهد تلتقط أنفاسها بصعوبه ومها جوارها تمسد فوق ذراعها تُطمئنها
- اهدي ازاي يامها.. اهدي ازاي قوليلي
وتعلقت عيناها بها.. والشك يزداد بقلبها 
- أنتي شايفه منظرها عامل ازاي ولا حتى راضيه ترد عليا وتطمني
- ردي علينا ياملك كنتي فين.. يعني لو كنتي مع واحد قولي ... احنا كده هيكون عندنا حق نشك فيكي
- مها
صرخ بها عبدالله ينظر لابنته يزجرها
- ازاي تظني في اختك كده وتتكلمي معاها بالطريقه ديه.. وانتي ياناهد ازاي تشكي في بنتك وفي تربيتك
وضغط على عبارته الاخيره ينظر اليها بمعنى قد فهمته
- انت مش شايفها عامله ازاي.. ولا حتى راضيه ترد علينا...
واردفت تفسر له الامر الذي أخبرته به الخادمه حزناً على سيدتها الطيبه
- مديره الجمعيه اتصلت بيها.. والهانم كانت مفهمانا انها..
ولم تكد ناهد تُكمل حديثها
- وانتي تعرفي بنتك فكام جميعيه خيريه... قوليلي بقيتي تعرفي ايه عنها
اطرقت ناهد عيناها وانسحبت من أمامهم خشية من القادم .. تعلم انه محق ولكن ان نعلم شئ وان نفعله شيئاً  آخر
انسحبت مها هي الأخرى بعدما وجدت ان وجودها لم يعد يهم
رفعت ملك عيناها نحو والدها بخزي.. فهى تستحق كل ما حدث
نكست رأسها تهرب من تلك النظره التي لم تتمنى يوماً ان تراها في عينيه
............
تعلقت عيناها بخطواته انبهاراً.. وابتسامتها تتسع شيئاً فشئ لا تعرف لها سببً.. تناست بؤسها وبكائها ليله امس بل تناست كل عالمها الموحش.. ويالها من سعاده حظي بها قلبها اليوم وهو يهتف لها بتحية الصباح
- صباح الخير 
تراجعت بضعة خطوات تخفض عيناها أرضاً وكأنها أدركت للتو انها اطالت النظر اليه
- صباح الخير يابيه
انتظرت ان ينتبه لشكل المائدة والطبق الجديد الذي اقترحته علي السيدة ألفت بأن يضيفوه في وجبة فطوره كنوع من التغير
ولكنه كان مشغول في تصفح هاتفه وتناول طعامه بشوكته دون أن يحيد عيناه على شيئاً اخر
وعندما وجدته يرفع جسده حتى يلتقط احد الأطباق ويقربه منه.. بادرت هي بالأمر وألتقطت الطبق تضعه أمامه
- شكرا يافتون... تقدري تروحي تشوفي شغلك
اصابتها الخيبه فأماءت برأسها ولكن سرعان ما أشرقت ملامحها ثانية
- بعد نص ساعه هتيلي قهوتي على المكتب
والنصف ساعه قد مرت وهاهي تقترب من غرفه مكتبه تنظر لفنجان القهوه بسعاده
دلفت لغرفه المكتب تتقدم منه وعيناها عالقه بما يفعله، انه يتحامل على يده حتى يدون بعض المعلومات المرسله اليه، أسرعت في وضع القهوة أمامه تنظر إلى ما يفعله بتردد
- انا ممكن اساعدك ياسليم بيه
رمقها لثواني يُفكر في الأمر
- تمام
ناولها القلم والملف الذي كان يدون به المعلومات ينظر الي ملامحها السعيده وكيف تتراقص عيناها فرحاً تجول بعينيها بينه وبين القلم ... انهت مهمتها التي تُشعرها بحلمها الضائع فتناول منها الملف بسعاده
-  خساره انك مكملتيش تعليمك يافتون
اطرقت عيناها في حسرة تتلاعب بقماش ثوبها بين أناملها
- محتاج مني حاجه تانيه ياسليم بيه
طالعها بعدما دقق الملف الذي انهته في نظره سريعة
- شكراً يافتون..
وباقي عبارته وقفت على طرفي شفتيه وهو يلمح جرح شفتيها
دقق النظر فيها ومن نظراته فهمت أين تتوقف عيناه.. رفعت كفها تخفي جرح شفتيها والاجابه كانت واضحه دون سؤال
انصرفت من أمامه فتنهد زافراً أنفاسه وهو لا يُصدق ان تلك الأفعال تخرج من سائقه
.............
تعلقت عيناها بالباب بعدما اغلقته مها خلفها.. سقطت دموعها وهي تعيد على مسمعها ما اخبرتها به
" انتي السبب ياملك في خصام بابا وماما...عجبك كل اللي حصل في البيت "
وفي النهايه هي أصبحت وحدها المُلامه.. نظرت نحو هاتفها الذي يهتز فوق فراشها وحدقت به وبرقمه تُصارع تلك الفوضي التي تعيشها وتلومه عليها
نظرت للهاتف الذي انغلقت شاشته وقذفته بعيداً وأخذت تدور حول نفسها كالتائه الذي ضلَّ طريقه
وأخيراً عرفت طريقها قاصده غرفه والدتها..فهي أضعف من ان تتحمل ذلك الخصام وان يحدث شجار بين والديها بسببها
اطرقت باب الغرفه ودلفت بعدها تنظر نحو ناهد التي اشاحت وجهها بعيداً عنها
- انا اسفه ياماما
طالعتها ناهد في صمت.. الي ان اقتربت منها تجثي على ركبتيها أمامها
- انا معملتش حاجه غلط.. صدقيني عمري ما خنت ثقتك
ولكن داخلها كانت تعلم انها خانت تلك الثقه ورغماً عنها اضطرت للكذب حتى لا تحيا سعادتها المرفوضه
رمقتها ناهد للحظات فألتقطت يدها تُقبلها
- سامحيني ارجوكي.. واوعدك عمري ماهخون ثقتكم تاني
وقرار واحد كان تُقرره " انها لن ترى رسلان ثانيه ولن تُحادثه.. ستحكم على قلبها بالموت"
وقف عبدالله علي أعتاب الحجره ينظر للمشهد وقلبه يألمه على كسرتها... تلاقت عيناه بعين ناهد يهز لها رأسه آسفاً.. يخبرها بنطراته انها أصبحت قاسيه  ولم تعد ترى إلا ابنتها
- خلاص ياملك امسحى دموعك.. بس اتمنى ثقتنا ليكي متخنيهاش... مش عايزه في يوم ...
بترت عبارتها بعدما زجرها عبدالله بعينيه، فمازال واقفاً يُتابع المشهد
التفت بجسدها تنظر نحو باب الغرفه.. لتجد والدها هو الاخر واقفاً فأسرعت اليه تحتضنه
كان يشعر بها ولكن لا سبيل لديه إلا الصمت.. فلو انكشفت الحقيقه لأنهدم سلام تلك الأسرة
- انا مستعده اضحي بأي حاجه في حياتي إلا أني اضحي بيكم
...........
ارتدي معطفه الطبي ينظر لهاتفه للمرة الأخيره علي امل ان تُحادثه ولكن أمله كان يتلاشى مع الوقت حتى انعدم
زفر أنفاسه بأرهاق.. لأول مره يعترف لنفسه ان الحب رغم لذته حينا تتعلق عيناك بمن تحب او ان يجمعكما مكان واحد فتنسي العالم كله.. إلا أنه يصبح مرهقاً بشدة وانت ترى نفسك في دائرة محكمة الغلق تظل تدور بها دون أن تعرف لك نهايه
- حبك متعب ياملك لكن بحبك
نطق عبارته وهو يغلق باب غرفته في المشفى خلفه، فعمله يقتضي منه التركيز وفصل حياته الشخصيه ومهما كان الأرهاق الذي يُحاوط عقله وقلبه فلابد ان يتحكم في مشاعره والآن هو الطبيب وليس الحبيب العاشق
............
لم يعد الأمر يروق للسيدة ألفت...سعادتها التي تعود بها كلما ذهبت الي مكتبه بفنجان القهوة، لهفتها في صنع اي شئ يخصه واخيراً ذلك الكتاب الذي جاءت به اليوم تخبرها ان رب عملها أعطاه لها كهدية منه وهكذا أصبحت عيناها تلتقط كل شئ في الأيام الماضيه وماكان عليها إلا المراقبة في صمت حتى تتضح لها الرؤيه.. وما خشته قد حدث الخادمه الصغيره وقعت في فتنة سيدها الوسيم العازب

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن