الفصل الخامس والأربعون (1)
*********
لا تعرف كيف ومتي أصبحت داخل المطبخ، تلتقط أنفاسها بصعوبة تنظر نحو السيدة "سعاد" التي اخذت تُطالعها في دهشة بعدما كررت سؤالها لمرات عن هوية من يقف بالخارج ولما تقف أمامها هكذا بملامح باهتة- لا أنا شكلي كده هسيب اللي في أيدي، وأخرج اشوف بنفسي
ارتجفت شفتي "بسمه" تُحاول إخبارها بهوية الضيف ولكن ضيق أنفاسها واقتحام تلك الليلة التي حاولت نسيانها عقلها..؛ جعلها تقف أمامها دون قدرة علي الهتاف بشئ
تخطتها السيدة سعاد بضعة خطوات، ولكن سرعان ما وقفت مكانها وهي تري كف بسمة يلتقط ذراعها وتنظر إليها راجية
- بلاش تخرجي ليه يا دادة، عنتر جاي يأذيني من تاني والمرادي مش هيسيبني.. ، الحلم هيتحقق.. الحلم كان وحش بلاش يا داده
هتفت عبارتها بأنفاس متقطعة لاهثة غير مرتبة..، ولكن السيدة سعاد فور أن التقطت اسم هذا الرجل علمت هويته..
- عنتر مين، عنتر اللي حاول يعتدي عليكي يا بسمة
حركت رأسها وانسابت دموعها بعدما اطبقت فوق جفنيها بقوة، تُحاول طرد ذكرى هذه الليله وذلك الحلم البشع الذي يُلازمها في أحلامها كلما انتابها شعور الخوف
شعرت السيدة سعاد بالشفقة عليها، تسأل نفسها كيف صدقت حديث تلك التي تُدعي سميرة عندما أتت إلى هنا؛ حتى فقد شككتها في أخلاقها
- لا إحنا نكلم جسار بيه الأول، ونعرف منه إزاي نتصرف
اماءت لها برأسها، وقد عاد شعور الأمان إليها بعدما استمعت لاسمه.. ،زاد شعور الشفقة داخل السيدة سعاد.. ،ف بسمة تضع امال كبيره نحو السيد والسيد لا يراها إلا حالة يشفق عليها إكراماً لطليقته.
..........غادرت الشركة مثل باقية الموظفين في الوقت المخصص، تتذكر ما فعلته في الصباح وركضها نحو سيارة الأجرة حتى تتخلص من حارسيه وتجاهلها لمكالمته.. ،
لقد اعادها "كاظم" للحظات المغامرة التي افتقدتها منذ سنوات بعدما بدأت تنضج وتتخذ صورة المرأة العاقلة التي يشهد نحوها الجميع بتعقلها في اتخاذ القرارات، ولكن لو رأها اليوم كل من شهد بحنكتها وتعقلها لطالعها في ذهول بعد زيجتها من رجل دفعت نفسها نحوه وارغمته علي زواجها..
تلاشي الحماس من عينيها وهي تتذكر ما فعلته بنفسها, تتسأل داخلها
أين كان عقلها، هل أفتنانها بها ما جعلها تطرق أبوابه، ام إنه بسبب توقها لمشاعر لم تختبرها يوما، أم أنها كلما تقدمت سناً طالبها جسدها بما يحتاجه، وسرعان ما كانت تغمض عينيها من خزيها لا تُصدق إنها سعت للزواج من أجل اسباب لا تفسر إلا شيئاً واحداً إنها امرأة ضعيفة..، وضعت حالها في مكانه مُهينة- فوقتي متأخر يا جنات، وكأنك مكنتيش أنتِ
لم تلاحظ من شدة شرودها، أحمس الذي وقف يهتف اسمها بعدما عبر الطريق بعد أن شعر باليأس من انتباهها عليه
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...