بِئْر الظُلمة

18K 1K 7.2K
                                    










ردّي بينا صغار يا دنيا و على چتافچ ننام
و نحلم الفرحة تجينا ردّي بينا ✨
































شتاء عاصف بدى كشتاء عاصف تهب الرياح حاملة أرواح تائهة عن أيجاد مصيرها و أقدارها تتجاوز المئة ميل في شجار أزلي مع الأرض أسفلها منتظرين رحلة أخرى في ذاك الزمان البعيد قبل أعوام طويلة لم تشفع الرياح لردم ضيق صدره حبيس مخاوفه يموت اليوم و يعود في الغد غريب لا يشابه محيطه جالس هو صاحب الهيئة الصغيرة ذو الستة سنين على طاولة الطعام الخشبية في المنزل البسيط يقشر في الخشب البارز من أطراف الطاولة هاته بعبثية و شرود وصولاً للحديد المطلي بالخشب لا تجافيه اي رغبة بالخروج للشارع في هذا النهار على عكس المعتاد يبتغي الأنفراد وحيداً في مقعده دون ان يتحرك أنش واحد





" كتلج ماكدر ألزم خفارة الخميس شوفي وحدة مِن البنات تسد مكانج " كانت والدته تتحدث في الهاتف او المرأة الي من المفترض تكون كذلك مشغولة تماماً في أعداد الطعام لهم





" راح أرتبها ويا المسؤول لا تدوخيني "
وضعت الصحن قبالته بلامبالاة أقرب للرمي متبادلة كلمات أخيرة مع الممرضة زميلتها تغلق المكالمة عقبها واضعه الهاتف الأرضي على جنب






" بيض و لحم مو تحبه ما تزقنب"
رفع راسه بهدوء على تعليق الأخرى كانت أمرأة في نهاية الثلاثينات طويلة مع أنف رفيع و شفاه ممحية جاحظة العينان





" هذا الرجال ! ما شفته طلع مِن الغرفة "
عقدت حاجبيها على جملة الطفل الي كان قليل الكلام يتحدث أحياناً بتراهات لا تكترث لها حتى تفهم منه ما يقول و أحياناً تصعقها ردوده على وتيرة غير مناسبة لعمره





" يا رجال ؟ "
أتجهت هاته الممرضة جالسة على الكرسي المقابل اله تمسك ذراعه بخفة فاتحة مقلتاها على وسع لمعرفة الأجابة






" الي نمتي ويا البارحة "
رد عليها يفز على صرخة خرجت منها بطريقة مباغتة تلتها ضربة منها طرقت راسه في الطاولة للحد الي لامس الحديد فيها جلده يستشعر طنين و ألم ها هناك






" هذا الـولد راح يخـبلني أنته شـنو لا منـومات تمـض بيك و لا أدويـة شنطيـك بعد حتى تنهـمد ما تفتـح عينك اله بهـيج وكت " كان صراخ هستيرية من والدته ملئ و رج المنزل تستقيم على حيلها بخطوات عشوائية تسير في مطبخهم الصغير







" كم مرة لازم أخنگك كم روح عندك فهمني"
تقربت منه تمسكه من رقبته بقوة رامية على وجهه رذاذ لعاب من فمها شديدة الغضب من فعلته الي ما أمتلك اي ذنب فيها







سّاطُورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن