حكاية ظلام (مكتملة)

حكاية ظلام انت اختيار 78

*فلاش باك*

لاح الليل ستارو و تلألأت عروس الشمال باضواءها، فشارع من شوارعها و فنص الليل، كانت ايناس غادة جسد بلا عقل، رجليها كيتخبطو فخطواتهم المتعثرة و ماعارفة راسها فين غادة او منين جاية اللي كانت عارفة انها خسرات كبرياءها و خسرات كرامتها و الاهم خسرات اقرب المقربين و اللي هي بنت عمتها....

الشتا خيط من السما و دموعها خيط من عينيها، صدمتها تتخطى الحدود و هي اللي خلاتها تخرج من الدار مرفوعة بلاما تسوق لحوايجها الخفاف و حتا لشنو لابسة فرجليها، فديك اللحظة بالضبط ماكانت حاسة لا بالبرد د شهر يناير لا للشتا اللي سرداتها و خلاتها كتقطر، نار الخيانة كانت كافية تخليها شاعلة كتحرق فيها و لو كانت قادرة تخرجها كانت تحرق حتا اللي دايرين بها........

بخطوات غير متزنة و بعوينات عامرين دموع و بعقل مرفوع، ماكانتش رادة البال بلي غادة فوسط الطريق و فلحظة، ما حسات براسها غير و هي مرفوعة من بلاصتها على اثر صدمة قوية كان السبب فيها سيارة جاية بسرعة فائقة خلاتها تتهز حتا للسما و تخبط للارض كتنزف من راسها..............

تحلات الطوموبيل و تسمع منها صوت امرأة كتغوت لربي اللي خلقها دليل على انها كتتوجع، نزل رجل فاواخر الثلاثينات قفز عليها بخوف باين من عينيه سواء على مرتو اللي كل لحظة تعطل عليها فيها كيتزاد الخطر عليها و على اللي فكرشها او من الشابة اللي مليوحة فالارض و هو السبب فحالتها، حط ايديه على عرق عنقها لقاه مازال كينبض و لكن بضعف، رجع وقف و هز تيليفونو دوز ابيل مستعجلة عطا فيها العنوان و هو راجع للطوموبيل، غير تأكد بلي الاسعاف فطريقها ديمارا فاتجاه الكلينيك فين كانت طبيبة التوليد كتسنى مرتو اللي كانت غتولد ديك الليلة، خوا البلاصة مخلي ايناس موراه مرمية فالارض و غارقة فدماياتها...

ما هي الا لحظات قصيرة كانت لومبيلونص وقفات عليها و دارو لها الاسعافات الاولية قبل ما يهزوها و يتحركو بها للكلينيك و نيشان للمستعجلات، غير كملو لها الاسعافات نزلوها للبلوك و تما خضعات لعملية جراحية على مستوى المخ دامت لساعات و كانت ناجحة، فالوقت اللي كانو الاطباء كيتسناوها تفيق، دازت 24 ساعة و هي على نفس حالتها خلاتهم يتأكدو بلي دخلات فغيبوبة ماكانو عارفينها واش غتفيق منها فالقريب ولا غتبقى فيها لايام او لاشهر......

حتا واحد ما كان عارف شكون هي او منين جات، الحاجة الوحيدة اللي كانو عارفين انها من طرف ابن صاحب المشفى، من طرف سيف الدين السعيدي اللي فديك الليلة بالضبط، تقلبات حياتو سفاها على علاها سواء من مرتو اللي ماتت و هي كتولد مخلية ليه طريبية محتاجة لحليب مها و لحنانها او من السيدة اللي ضرب بطوموبيلتو و دخلات فكومة.........