أعيش في هذا العالم المدمر حيث لا يوجد حدود بين الحياة والموت. الأرض التي نعرفها تهدمت تحت وطأة الزمن، وصار الموت صديقًا يرافقنا في كل خطوة. ولا يُخيفني الموت بقدر ما يُخيفني أن أفقد القدرة على النضال، على المقاومة. فالموت ليس إلا بداية جديدة، لكن العيش في هذا العالم من دون أمل هو ما يقتلني حقًا
الفصل الأول: العالم بعد النهاية
كان العالم، منذ خمس سنوات، قد انقلب رأسًا على عقب. تستطيع أن تشعر به الموت في كل زاوية ، في الهواء الذي يلفح وجهك، في الغبار الذي يغطي كل شيء، وفي الصمت الذي يعم المكان باستمرار. لا شيء يحيط بك سوى أطلال كانت يومًا ما مدنًا حية، مليئة بالبشر والحركة والأمل. أما الآن، فلا شيء سوى الخراب.
قبل أن تدير وجهك إلى السماء، تجدها ممتلئة بالغيوم الكثيفة، كما لو أن الطبيعة نفسها قد فقدت قدرتها على التنفس... الشمس إن ظهرت، كانت خافتة، شاحبة، كأنها ترفض أن تسلط ضوءًا على هذا العالم المنكوب...الرياح العاتية، التي كانت تنبعث بين الحين والآخر .. تجلب معها رائحة الأرض العفنة، ورائحة الخراب التي تلازم كل شيء.
أما الأرض نفسها..فقد تحولت إلى مستنقع من الفوضى... الحطام تتناثر في كل مكان ..أشلاء من مدن قديمة، وأبنية محطمة، وشوارع كانت يومًا مكتظة بالناس، أصبحت خالية،
لم تعد هناك أي حياة، إلا تلك التي تنبثق بين الحين والآخر من تحت الركام..الوحوش.. الغيلان .. و الشياطين .. تلك المخلوقات التي كانت جزءًا من كوابيس البشر.. الآن تمشي في هذا العالم بلا خوف... بلا رقيب .. تطارد كل من بقي على قيد الحياة، لتحوله إلى مجرد ذكرى في هذا العالم المتحجر.
اختفت الدول، اختفت الأديان، واختفت الفكرة ذاتها التي كانت تحكم العالم. الآن، فقط هناك صنفان يعيش في هذا العالم
الصنف الاول في يوتوبيا مستعمرة قوية تحكمها ملكة لا مثيل لها، وهي ملكة مصاصي الدماء.. أما الصنف الآخر تصارع من أجل البقاء في عالم متهدم لا يعترف بالرحمة.
مارية ويوري جزءًا من هذا الصنف الآخر الذي اختار أن يعيش في الحرب بدلاً من السلام الكاذب الذي فرضته الملكة.
خمسة أعوام مضت، منذ أن حملوا السلاح معًا في هذه المعركة، منذ أن أصبحوا جزءًا من حركة المقاومة. عاشت مارية، بكل قواها، تبحث عن أمل صغير، عن أي شيء يمكن أن يعيد إليها الحياة ..شيئًا من الإيمان الضائع.
أما يوري، فقد كان الأكثر هدوءًا بينهما، لكن هذا الهدوء يخفي وراءه عاصفة من الأسئلة التي لا تجيب عنها الحياة.
في خيمة صغيرة وسط الخراب جلست ماريا تحاول أن تهدئ ابنتها الصغيرة، التي كانت تبكي بمرارة، خوفًا من أصوات المعركة التي تدور على بُعد بضعة كيلومترات.
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Детектив / Триллер.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
