.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
كبرت نيرا أو ماريا... وكبرت معها الكراهية، متغلغلة في أعماقها كجذور شجرة قديمة، تمتد بلا توقف، تتغذى على كل لحظة نبذ، كل همسة استهزاء، كل نظرة خفية تهمس بما لا يُقال
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
في الخامسة عشر من عمرها نيرا لم تعد تلك الطفلة الصامتة التي كانت تجلس على حافة النوافذ الرخامية، تحدّق في مدينة الضوء وتتساءل إن كان لها مكان بينهم . لم تعد تلك الفتاة التي تنتظر كلمة طيبة، لم تعد تنتظر شيئًا أصلاً
أما والدها؟
أصبح مجرد وهم كاذب لعين
كيف يمكنه أن يدّعي أنه يحبها، بينما تركها منبوذة في احد المعابد ؟ كيف يمكنه أن يسميها ابنته، بينما لم يسمح لها أبدًا أن تكون جزءًا من عالمه؟
كانت تمشي في شوارع هيليوس، عيناها الزرقاوان تشعان بالغضب المكبوت، جناحاها السوداوان مطويان تحت رداءها، لكن لا شيء كان يخفي حقيقتها.
كان الجميع يراها، وكان الجميع ينبذها.
لكنها لم تكن وحدها.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
في زوايا المدينة المشرقة، حيث يتجنب النبلاء المرور، حيث لا تصل ضوء القصور الذهبية، وجدت ماريا عالمًا مختلفًا.
عالم المنبوذين.
كان هناك آخرون... مثلها.
ليسوا مثلها تمامًا، لكنها لم تكن الوحيدة التي لم تجد لها مكانًا في هذا المجتمع النقيّ المزعوم.
التائهون، المحرومون، أبناء الزيجات الممنوعة، الجنود الذين فقدوا أجنحتهم في الحروب، الخدم الذين وُلدوا بدون نقاء كافٍ ليعيشوا حياة كريمة، وحتى بعض مصاصي الدماء المأسورين كعبيد في هيليوس.