فتحت عينيَّ ببطء على ضوء خافت ينفذ من بين ثنايا ستائر السرير المخملية .. يعكس ظلال الجدران بما يشبه الأشباح التي تهيم في الليل... بدا السرير كتحفة ملكية مصنوعة من الأحلام، ز
قلبي كان يخفق بوتيرة جنونية . كالمطر على نافذة الزمن المتجمدة ..الألم يمزّق أوصالي كعاصفة لا تعرف الرحمة.
نظرت إلى يساري، يوري نائمًا بجانبي عاري الصدر، مستغرقًا في نومه العميق، وكأن الدنيا بأسرها قد زالت من حوله.. ملامحه مألوفة، ولكن شيئًا غريبًا كان يعشش في هدوئه هذا، شيئًا غير طبيعي في سكونه، كأنما قد تحول إلى تمثال من الشمع لا يتفاعل مع أي شيء. شيء كان ينقصه، لا أستطيع تحديده.
كيف تغيّر هذا الرجل في يوم واحد؟ كيف تحوّل من ذلك الشخص الذي كنت أعرفه، إلى هذا الكائن القاسي الذي يثير داخلي شعورًا بالقرف؟
ماذا حدث له في تلك الساعات التي لم أكن فيها إلى جانبه؟ هناك سر يحيط به، سر يبدو أنه يحمله معه كظل لا يفارقه. أشعر بأنه يخفي عني شيئًا ما، شيئًا أكبر من أن أفهمه أو حتى أتخيله , كأن كلماته لم تعد سوى واجهة يخفي خلفها حقيقة مرعبة .
أخذت أتلمس ذكريات الليلة الماضية.. الضغط العنيف على رقبتي.. النظرة الجائعة في عينيه.. تلمست عنقي، فشعرت بأثر العضة التي تركها، شعرت بوخزات غامضة يحفر طريقه في أطرافي ..
فجأة، اجتاحني ألم حاد في معدتي كأن كيان مجهول يحاول التحرر من أحشائي ،شعرت وكأن شيئًا يضرب جدران روحي، يطلب الخروج بأي ثمن. الألم كان مروعًا، وقلبي يضج وكأنه يعلن اقتراب كارثة لا رجوع عنها.
ومع ذلك، تلمست عنقي مجددًا، فشعرت باختفاء قلادتي البلورية ... تلك القلادة التي كانت تحميني من الوحش الذي يسكن في داخلي، التي كانت تمسك بي وتمنعني من الانزلاق إلى الهاوية. أين هي؟ أين اختفت؟بدونها اشعر وكأن قطعة من روحي قد انتُزعت بالقوة.
بدأت أبحث حولي بجنون، عيني تتسابقان في كل زاوية من السرير..انتقل بيدي فوق الفراش وكأني ابحث عن شيء غير موجود.
وفي تلك اللحظة، شعرت بيد يوري تمسك بي بقوة. رفع نظره البارد نحوي ، لم يكن هنالك أي رحمة في نظرته، فقط الفراغ. كان جسده ممددًا على الفراش وكأن كل شيء حوله قد تلاشى.
"هل رأيت قلادتي؟" سألته بنبرة يائسة، بينما كانت أصابعي تتشبث بيده. "فقدت قلادتي... أين هي؟"
نظر إليَّ بنظرة غريبة، وكأن هناك شيئًا خفيًا في عينيه، شيء لم أفهمه تمامًا. ثم تحدث بنبرة باردة ليخبرني الحقيقة المؤلمة:
"مارية... القلادة لا تفيدك، بل هي التي تسرق منك ذاتك وتستنزف أيامك. تجعلك هشة، ولن تعيشين طويلا لترى ابنتك إيلّا تكبر "
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mistério / Suspense.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
