.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
كان يقف على عتبة القاعة الكبرى... صامتًا كما لم يُولد صوت له يومًا، ظلًّا منحوتًا من الانتظار، من الوجع، من الرغبة التي لا يحق لها أن توجد.
كل شيء فيها كان يخطفه... التيجان التي تلتمع على رأسها لم تكن أجمل ما فيها. ولا العرش المذهّب بالعظام والعقيق. ولا الفساتين المخملية التي تحكم الممالك من أطرافها.
كل شيء فيها كان ملكيًّا... لكن نظرتها، تلك النظرة الباردة، العابرة، التي تمر فوقه وكأنه لا يُرى، كانت هي التي تحرق. كانت سكينًا لا يترك جرحًا، فقط يفتحه.
راين... السيفريني. مجرد وعاء، كما يقولون. يُستهلك، يُنسى، ثم يُستبدل._
لكن قلبه؟ كان غبيًا... متمردًا... يخفق , ينهض، يصرخ، يتمزق كل مرة يناديها من داخله، بصمتٍ لا يُسمع.
كيف يشرح للريح أن قلبه يرفرف حين تقترب منه ؟ كيف يخبر السماء أنه، رغم كل شيء، وقع في حب من لا يُحب؟
وهي؟ ربما لم تكن تعرف. وربما كانت تعرف... وتتجاهل. كأنها تركت له شرارة يومًا، مجرد لمحة، مجرد التفاتة، لكنها كانت أكثر من صدفة... كانت وعدًا في قلبه، لا في لسانها.
اقترب منها.
كانت وحدها، تجلس على عرشها المصنوع من العظام البيضاء والعقيق، تنظر إلى نافذتها العالية حيث تتكسر الشمس على زجاجها الملون.
اقترب، دون إذن، دون صوت، وكأن رجليه لم تعودا تستأذنان العقل في خطواتهما. اقترب، رغم معرفته أن الاقتراب منها جريمة، أن لمسة من يده تُعد خيانة، وأن قلبه إن فُضح، يُنتزع منه بقسوة ويُلقى للغربان.
وقف أمامها. عيناها ارتفعتا إليه ببطء. تفاجأت.
لكنه لم يتكلم.
أمال رأسه قليلًا.
اقترب. جبهته تلامس جبهتها، أنفاسه تلمس بشرتها.
ثم... لامستشفتيهالمرتجفتينشفتيها.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كانت لمسة... لا أكثر. لكنها كانت كافية لتشعل نارًا في صدره ونارًا في قلبها... لم ترد الاعتراف بها.