كان الجناح الملكي فخمًا وعصريًا، مزينًا بالأثاث الفاخر والزخارف الذهبية التي تعكس تاريخًا عريقًا. النوافذ الزجاجية الضخمة تطل على مشهد القلعة المهيب، بينما يتسرب الهواء البارد من الخارج ليضيف جوًا من السكون والرهبة. السقف العالي مزخرف بتفاصيل دقيقة، بينما الزهور في الأوعية الذهبية تزين المساحات الواسعة. الستائر الثقيلة تتناغم مع الأثاث الراقي، لكن رغم الجمال الفائق،
هناك شيء غير عادي في المكان. الجمال لم يعد يخفف من غلواء الألم الذي كان يمزقني. . جسدي يحترق ..و الحرارة تشتعل في كل عروقي .. عيني تنزلق ببطء نحو الزجاج الذي ينعكس عليه ضوء القمر، في محاولة يائسة للعثور على أي بصيص أمل.
في تلك اللحظة، شعرت بثقل هائل في صدري، خيبة الأمل كانت تلتهمني. كيف أصبحت هنا؟ كيف ضاعت كل الأمور التي كنت أؤمن بها؟ كنت أظن أنني أستطيع مقاومة ما يريده يوري ..العيش بعيدًا عن تلك الفطرة الوحشية التي يسعى لأن أتحول إليها...ولكن الآن، الألم يزداد في داخلي، وأنا أقترب شيئًا فشيئًا من تلك الحافة التي لا يمكنني العودة منها...جسدي يصرخ طلبًا للدم، وعقلي يكاد يتوقف عن التفكير.
"الغريزة في داخلي أقوى مني .. لماذا لا استسلم ؟! " كانت هذه الأفكار تتردد في ذهني، تتسرب من كل زاوية في عقلي، وأشعر بأنها تزداد قوة.. يوري يريدني أن أكون بلا مشاعر، أن أتحول إلى آلة تتحرك من أجل خدمة مصالحه، بلا أي تردد أو تراجع.
كنت أرفض، لكن الرفض أصبح أصعب مع مرور الوقت.. منذ أسبوع لم أشرب الدم.. أرسل لي حتى الآن عشر فتيات بمظهرهن البريء، وجهوهن محايدة، وعيونهن فارغة من أي مشاعر. يوري كان يرسلهن لي كأنهن مجرد أدوات ليشبعوا عطشي..و أروي بها جشعي .. لكنني كنت أرفض ..أرفض بصعوبة بالغة... جسدي يحترق من الداخل..والتمرد يعصف بي. أشعر الآن أنني لا أستطيع التحمل أكثر، أنني على حافة الانهيار..
قبضت على بطني بيداي محاولًا إيقاف الارتجاف الذي بدأ يسيطر على جسدي. في لحظة، شعرت بكل شيء يتحرك في جوفي، وبدأت أفرغ معدتي في الدلو، أقيء بشدة، وعيناي تغرق في الظلام .. أستمر في التقيؤ دون توقف .. أفرغ كل ما تبقى من طاقتي، في كل مرة أظن أنني انتهيت، يبدأ الألم من جديد ليأخذني إلى أعماق مظلمة لا أستطيع الهروب منها.
هل تعتقدين أن بإمكانك مقاومة احتياجك للدم ؟
الصوت كان منخفضا و قاسيًا، ينساب من خلفي كأنه يسحبني نحو الأرض ..ارتعش جسدي بشكل مفاجئ .. استدرت ببطء.. عيناي زائقتان متعبتان ..رؤيتي مشوشة.. ظلُه الطويل يلوح في الأفق .. شامخًا كعادته، مرتديًا عباءته السوداء التي تلتف حوله وكأنها تُمثل الظلام التي تملأه...ينظر إليّ من علٍ، نظرة عقاب يملؤها الازدراء..عيناه الباردة التي لا تحمل أي مشاعر.. تحدق بي كما لو أنني سراب لا قيمة له .
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
