.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كان القصر مضاءً كما لم يكن من قبل. ألسنة النيران السحرية تتراقص على الثريات الضخمة، تلقي بظلالها الغامضة على الجدران العتيقة المزينة بنقوش ذهبية تحكي أساطير قديمة. رائحة الدم، العطور الفاخرة، والسحر المحترق تملأ الهواء، مزيج غريب لكنه مألوف في مثل هذه المناسبات.
في منتصف القاعة، وقف يوري، الملك الهجين، بوقفته المهيبة، تكسو ملامحه البرودة المطلقة التي لم تستطع حتى هذه الليلة أن تزعزعها. كان يرتدي درعًا أسود مزخرفًا بنقوش فضية تشبه مخالب الذئاب وأنياب مصاصي الدماء، دلالة على دمه الممزوج بين السلالتين. حوله، اصطف الحراس من كل الأجناس، مصاصو دماء بعيون متوهجة، مستذئبون بأنياب مكشوفة، وسحرة يتشحون بعباءات سوداء مطرزة بتعاويذ قديمة.
الضيوف... أو بالأحرى، الحشود الغريبة التي توافدت من كل أركان العالم السفلي. كان هناك السحرة بعباءاتهم الطويلة وهمساتهم الخفية، عمالقة بجلودهم الصلبة كالحجر، غيلان بأعينهم الجاحظة وأنيابهم المتسخة، جنيات بأجنحتهم المتلألئة وهم يطيرون فوق الحضور، وشياطين يراقبون المشهد بعيون مشتعلة وابتسامات ماكرة. حتى بعض البشر كانوا هنا، أغلبهم عبيد أو قرابين، يرتجفون تحت أعين الوحوش المتعطشة حولهم.
عزفت الأوركسترا أنغامًا قاتمة، تقطر رهبة، عندما فُتحت الأبواب الضخمة ودخلت العرائس السبع، أميرات السلالات العريقة لمصاصي الدماء، يرتدين أثوابًا من الحرير الأسود، كل واحدة منهن مزينة بجواهر تحمل نقوشًا سرّية، ترمز إلى سلالتها.
مشين ببطء، كأنهن يُقدَّمن كقرابين للإله المظلم الجالس على العرش.
أما أنا... فقد كنت هناك. مقيدة بهذه المسرحية البشعة، مجبرة على المشاهدة.
جلستُ في الصفوف الأولى، بثوب أحمر داكن، شبيه بلون الدم المجفف، وشعري الأسود يتدلى على كتفي. لم أكن بحاجة إلى مرآة لأعرف أن وجهي شاحب أكثر مما ينبغي، وأن عيني تحملان بريقًا لا علاقة له بالإعجاب... بل بالغضب.
يوري لم يلتفت نحوي، لكنه كان يعلم أنني هنا. كان يعلم أنني أراه وهو يضع خاتم العبودية في أصابع كل واحدة منهن، يربط مصيرهن بمصيره ، عروسه الأولى، دانيا، ابنة أقدم سلالة (سلالو فيلاريان) حدّقت فيه باستسلام، وعندما امتدت يده نحوها، ظلت ملامحها ثابتة ، بلا رجفة أو تردد.