كانت الغرفة مظلمة إلا من وهج الشموع الخافتة. كنت أحتضن استيفن، جاثية بجواره على الأرض. رأسه ينزف، والدم يسيل على صدغه ويتقطر من ذقنه...الضربة التي تلقاها من يوري قوية لدرجة أنني سمعت صوت ارتطام عظامه بالجدار.
"أنا آسفة يا استيفن..." همست بصوت مرتجف وأنا أضع الضماد على الجرح العميق في رأسه. "يوري يتصرف بطريقة غريبة... لقد تغير تمامًا."
رفع استيفن عينيه إليَّ، وابتسم ابتسامة باهتة "لا داعي للاعتذار، ماريا." صوته كان هادئًا، ثم قال بشيء من العزم الصلب. "سآخذك أنت وإيلا من هذا المكان الليلة. جهزي نفسك."
حاول النهوض ببطء، عضلاته ترتجف تحت ثقل جسده. عندما وقف، وضع يده على الحائط ليحافظ على توازنه. التفت إليّ، عينيه مثبتتان على وجهي. "سأعود لك بعد الثانية عشرة ليلاً بالضبط."
توقفت الكلمات في حلقي، بينما اجتاحني شعور خانق وكأن الهواء من حولي قد اختفى خرج استيفن من الغرفة بخطوات مترنحة، وأنا بقيت جالسة هناك، أنظر إلى الباب المغلق.
مرت الساعات ببطء. إيلا كانت نائمة على السرير، وجهها البريء يبعث فيّ القليل من الطمأنينة، لكن عقلي لم يتوقف عن الدوران. قمت بتجهيز حقيبتها وحقيبتي، وضعت فيهما ما أمكنني من الضروريات، ملابس، ماء، أشياء صغيرة تحتوي على بقايا الأمل.
غيرت ملابسي، وارتديت سروال جينز أسود ومعطفًا شتويًا من نفس اللون. شعرت وكأن الظلام يلتف حولي ليحجبني عن أعين الحراس.
.
جلست بجانب النافذة، أحدق في الظلال التي ترسمها إنارة الغرفة على الجدران. عقارب الساعة كانت تزحف ببطء يوشك أن يمزق أعصابي. دقائق ثقيلة مرت، تلتها ساعات أشبه بحمل لا ينتهي. نبضات قلبي راحت تتسارع مع كل ثانية تمر... وأخيرًا، كسر الصمت صوت دقات خفيفة على الباب، دقات أشبه بنبض جديد يدخل إلى عالمي المرتبك.
قفزت من مكاني على الفور، فتحت الباب بعجلة، لأجد ستيفن واقفًا هناك. بدا وجهه شاحبًا، وعيناه تدوران في المكان بقلق واضح. "يجب أن نتحرك الآن..." تحدث بهدوء مصطنع، لكن التوتر في نبرته كان كافيًا ليشعل القلق في صدري
رفعت إيلا بحرص بين ذراعيّ، وتبعتُه بخطوات مترددة... الممرات كانت مظلمة ووحشية، وصوت خطواتنا بدا كأنه يصرخ في السكون. استيفن كان يتحرك بخفة رغم جروحه، كأنه يملك خريطة للمكان محفورة في عقله.
وصلنا إلى السلالم المؤدية للخروج، فتوقف فجأة وأشار إليّ بنبرة حازمة: "انتظري هنا. قال بصوت هامس. اختفى في الظلام، تاركًا إياي وحدي وسط الصمت الموحش. كنت أشعر بنبضات قلبي كأنها طبولٌ تدقّ داخل صدري، قوية، سريعة، تكاد تحطم ضلوعي. الظلام كان ثقيلًا من حولي .. أعصابي مشدودة كوتر قوس على وشك الانفجار.
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
