.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
اهتزت الأرض كما لو أن العالم كله يلفظ أنفاسه الأخيرة. الشرخ الذي انفتح لم يكن مجرد فجوة في الواقع، بل كان بوابة تنبعث منها أصوات لا تنتمي إلى هذا العالم. أصوات تعوي، تصرخ، تضحك، وتزمجر.
بوابة وحيد القرن
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
من قلب الأرض، من أعماق الظلام، انبثقت البوابة.
كانت ضخمة، هائلة، لا يمكن أن تكون من صنع البشر. لم تكن مجرد باب، بل كيانٌ حيٌّ يتنفس، كأنها قطعة من كابوسٍ قديم استُخرجت من أعماق العالم السفلي. كانت جدرانها محفورة بنقوش غير مفهومة، رموز قديمة تشتعل بلونٍ ذهبيٍّ غريب، كأنها تكتب سحرًا لا يمكن ترجمته.
الهواء أصبح أثقل، مشحونًا بطاقة لا تنتمي لهذا العالم. صوت خفيٌّ، همسات بعيدة تتردد في الأرجاء، كأن آلاف الأرواح المحبوسة خلفها تنتظر بفارغ الصبر لحظة انفتاحها.
وقف فيليب وسط هذا الجنون، عينيه تتوهجان بنشوة الانتصار، انتظر هذه اللحظة طوال حياته. رفع ذراعيه كما لو كان يستقبل جيشًا من الجحيم نفسه.
"استعدوا..."
صوته كان أكثر من مجرد أمر. كان إعلانًا.
"سنعود إلى عالمنا."
ارتفعت أصوات المخلوقات التي احتشدت عند البوابة، زئير العمالقة، صرخات الشياطين، هدير الغيلان، عواء مصاصي الدماء الجائعين، والأكثر رعبًا من ذلك... الأطفال الوحوش الذين خرجوا من رحم الظلام.
أبناء يوري.
كانوا واقفين هناك، أجسادهم لم تكن بشرية، بل وحوشًا بأجنحة سوداء ضخمة، أنياب بارزة، وأعين متوهجة كأنها مشتعلة بغضب لا يمكن السيطرة عليه.
يوري شدّ قبضته على إيلا، كانت الصغيرة تختبئ في صدره، ترتجف لكنها لم تبكِ. كانت تعرف أن هذا ليس الوقت المناسب للبكاء.
"يوري..." التفت فيليب إليه، عينيه تلمعان بخبث. "أتمنى أن تكون مستعدًا... لأن هذه ستكون نقطة اللاعودة."
رفع يده اليمنى نحو النقوش المتوهجة، وبدأ يتمتم بلغة لم يكن يفهمها أحد.
الأرض اهتزت.
الثلوج المتراكمة على الدرجات الحجرية تلاشت، الدخان الأسود تصاعد من بين الشقوق، شيئًا ما خلف البوابة كان يستيقظ.