كل يوم... كانت نيرا تختفي.
كانت تخرج في الظهيرة، عندما تكون الشمس في أوج سطوعها، وتعود في الليل، عندما يغطي الظلام مملكة هيليوس. لم يكن الأمر يبدو غريبًا في البداية، فكاسيوس ونايلا اعتادا على أن تكون نيرا متقلبة الأطوار، تحب التجول، تستكشف الأماكن التي لا يجب أن تكون فيها.
لكن هذه المرة، كان هناك شيء مختلف.
لم تكن عودتها مجرد تأخير عادي... كانت متغيرة.
كانت تمشي وكأنها ظل، بلا صوت، بلا ثقل، كأنها تخلت عن شيء جوهري لم يكن يمكن رؤيته، لكنه كان واضحًا في طريقة حركتها. عيناها لم تعودا تحملان نفس الوهج، بل شيئًا آخر... شيئًا باردًا، وكأنها ترى العالم بمنظور مختلف.
لكن الرعب الحقيقي لم يكن في تصرفاتها الغريبة وحدها، بل في تلك الرائحة الجديدة التي التصقت بها
هناك رائحة تسبقها دائمًا، مختلفة، غريبة ، رائحة لم يعرفاها من قبل، مزيج مرعب من الدم والليل والضباب.
عادت تلك الليلة، لكن نايلا كانت بانتظارها، واقفة عند الباب، ذراعاها معقودتان على صدرها، نظرتها حادة.
"أين كنتِ؟"
رفعت نيرا حاجبها، وكأنها لم تتوقع المواجهة، لكنها لم تبدُ متفاجئة تمامًا.
"في الخارج."
"في الخارج؟!" كرر كاسيوس وهو يقف من الكرسي ، حاول أن يبقي صوته متزنًا، لكنه لم يفلح... الغضب يتسرب من بين كلماته رغمًا عنه "هذا ليس كافيًا، نيرا ، نحن نعرف أنكِ في الخارج، لكن أين بالضبط؟ ولماذا تعودين هكذا؟"
"هكذا؟" سألت نيرا ببرود، عيناها تتأملانهما كما لو أنهما يبالغان.
"أوه، لا تتصرفي وكأنكِ لا تفهمين ما أقوله!" قالت نايلا بانفعال، مشيرة إلى نيرا من رأسها إلى قدميها. "أنتِ تبدين... مختلفة ، عيناكِ، حركتكِ... كل شيء فيكِ يبدو خاطئًا "
كلمات نايلا كحجر سقط في بركة راكدة ، تجمد الهواء، تجمدت النظرات،
لكن نيرا لم ترتجف، لم تهتز حتى ، فقط رفعت زاوية شفتيها بابتسامة خافتة ، باردة... لم يكن فيها أي أثر للدفء.
"أنتِ تتخيلين أشياءً."
"تبًا، نيرا!" صرخ كاسيوس أخيرًا، نفد صبره، اقترب منها وأمسك بمعصمها، عيناه تحملان ذلك الغضب الحامي الذي كان دائمًا يحاول كبحه. "لا تكذبي علينا. ماذا يحدث معكِ؟! مع من تخرجين معه كل يوم؟ ولماذا تعودين برائحة الدم ؟"
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Misterio / Suspenso.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
