الجزء الثاني ( الفصل 26 )

2.7K 75 3
                                        

بين الركام... ولدت الأسطورة

تثاقلت أنفاس نيرا وهي تقف وسط بحر من الجثث، بين ركام ألف وحش، جسدها متهالك، الدماء تغطيها كدرعٍ مقدس، لكن ما شعرت به لم يكن ضعفًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تثاقلت أنفاس نيرا وهي تقف وسط بحر من الجثث، بين ركام ألف وحش، جسدها متهالك، الدماء تغطيها كدرعٍ مقدس، لكن ما شعرت به لم يكن ضعفًا... بل نشوةً عارمة.

كم كانت تحب هذا المشهد.

الدماء... السيوف المغروسة في الأرض... الرائحة المعدنية التي تغزو أنفها... كل ذلك كان أشبه بلحن حربي يرنّ في مسامعها، يوقظ في داخلها شيئًا بدائيًا، شيئًا لا يمكن إخماده.

ضحكت .

رغم الألم، رغم الإرهاق الذي ينهش عضلاتها، رغم أن الحياة بالكاد تتشبث بجسدها الواهن، إلا أنها قهقهت بصوتٍ عالٍ حتى تسللت موجة من السعال إلى حنجرتها ، وكأن جسدها لا يحتمل هذا الكم من المرح..

إلى جانبها، كانت نايلا تلهث، تحاول مسح الدم العالق على وجنتها، عيناها المتوهجتان تعبّران عن خليط غريب بين الدهشة والرهبة.

أما كاسيوس، فقد كان يرتكز على سيفه الضخم، نظراته شاردة، متعبة ، لكن بينهما وهج نصرٍ لا يمكن إنكاره.

لقد نجوا.

في عالم لا يرحم، في ساحة كان الموت هو سيدها الأوحد، في يومٍ بدا كنهاية  محتومة ..لكنهم تحدوا المصير وبقوا واقفين

ثم دوّى الصوت.

البوق الملكي... صافرة القدر.

ارتجّت أركان حلبة العقاب، صمت الجمهور في لحظة، وكأن العالم قد توقف ليستمع إلى الحكم.

ثم جاء الإعلان الذي لم يكن أحد يرغب بسماعه...

"طبقًا لقوانين المملكة... لقد أثبتتم أنفسكم في الحلبة. أنتم أحرار."

أحرار...

رنّت الكلمة كالمطرقة على آذان النبلاء، أولئك المتغطرسين الذين كانوا ينتظرون أن يتحول الثلاثة إلى أشلاء، أن تنتهي القصة بنهاية مأساوية تليق بمن هم أدنى منهم.

خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن