.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تثاقلت أنفاس نيرا وهي تقف وسط بحر من الجثث، بين ركام ألف وحش، جسدها متهالك، الدماء تغطيها كدرعٍ مقدس، لكن ما شعرت به لم يكن ضعفًا... بل نشوةً عارمة.
كمكانتتحبهذاالمشهد.
الدماء... السيوف المغروسة في الأرض... الرائحة المعدنية التي تغزو أنفها... كل ذلك كان أشبه بلحن حربي يرنّ في مسامعها، يوقظ في داخلها شيئًا بدائيًا، شيئًا لا يمكن إخماده.
ضحكت .
رغم الألم، رغم الإرهاق الذي ينهش عضلاتها، رغم أن الحياة بالكاد تتشبث بجسدها الواهن، إلا أنهاقهقهتبصوتٍعالٍحتىتسللتموجةمنالسعالإلىحنجرتها،وكأنجسدهالايحتملهذاالكممنالمرح..
إلى جانبها، كانت نايلا تلهث، تحاول مسح الدم العالق على وجنتها، عيناها المتوهجتان تعبّران عن خليط غريب بين الدهشة والرهبة.
أما كاسيوس، فقد كان يرتكز على سيفه الضخم، نظراته شاردة، متعبة ، لكن بينهما وهج نصرٍ لا يمكن إنكاره.
لقدنجوا.
في عالم لا يرحم، في ساحة كان الموت هو سيدها الأوحد، في يومٍ بدا كنهاية محتومة ..لكنهم تحدوا المصير وبقوا واقفين
ثم دوّى الصوت.
البوقالملكي... صافرةالقدر.
ارتجّت أركان حلبة العقاب، صمت الجمهور في لحظة، وكأن العالم قد توقف ليستمع إلى الحكم.
رنّت الكلمة كالمطرقة على آذان النبلاء، أولئك المتغطرسين الذين كانوا ينتظرون أن يتحول الثلاثة إلى أشلاء، أن تنتهي القصة بنهاية مأساوية تليق بمن هم أدنى منهم.