"ضاقت نظرة نيرا، حاجباها ينخفضان بحذر وهي تشدد قبضتها على الخنجر، بينما ظل الشاب مستلقيًا تحتها، ملامحه هادئة وكأنه مستمتع بوضعه، رغم حدّة شفرتها التي تلامس جلده.
"ماذا تريد مني؟ ولماذا تلحقني؟" همست بصوت متوتر، يكاد يتشقق تحت وطأة القلق حاولت أن تشيح بنظرها عنه، بعيدًا عن عينيه الزرقاوين النافذتين، اللتين تراقبانها وكأنهما تفككان كل حركة تقوم بها .
لمع التسلية في عينيه وهو يرفع حاجبًا بإيماءة غير مبالية، ثم انحنى قليلًا نحوها، صوته الناعم ينساب كهمسٍ "اسمي فيليب... وأنا مصاص دماء. سررتُ بمعرفتك."
تجمدت يدها للحظة ، نظرت إليه بتوجس ، تنتظر الضحكة الساخرة التي ستحول كلماته إلى مزحة ثقيلة، لكنها لم تأتِ... كان جادًا.
مصاص دماء؟!
اتسعت عيناها قليلًا، قبل أن تضيق مجددًا بشك واضح ، مستحيل ، لم يكن يشبه أي مصاص دماء رأته من قبل ، عاشت حياتها في المناطق التي يطلق عليها "مناطق المنبوذين"، حيث يقبع مصاصو الدماء الذين نبذهم المجتمع، وكانت تعرف أشكالهم جيدًا ، بشرتهم شاحبة إلى حد المرض، في عيونهم بريق أحمر يتوهج كلما جاعوا، وغالبًا ما كانوا يبدون ضعفاء وهزيلين ، بعضهم أصبحوا أصدقاءً لها، وبعضهم كانوا عبيدًا يعيشون تحت رحمة الآخرين، خاضعين لقوانين هذا العالم الظالم.
لكن فيليب؟ لا، لم يكن يشبههم أبدًا، كان مختلفًا تمامًا.
"تريدني أن أصدقك؟" ضحكت بسخرية وهي تنظر إليه من أعلى، لكن صوتها حمل شيئًا من القلق. "هاه! أنت لست مصاص دماء، لا تحاول خداعي."
ارتفعت زاوية فمه في ابتسامة لم تخلُ من التسلية، بينما تلألأت عيناه بلون المحيط الغاضب قبل أن يثور.
دون أي أثر للخوف، رفع يده برفق، وأصابعه تلامس طرف الخنجر الذي لا يزال موجهًا نحو عنقه، ثم نطق بنبرة واثقة، غير مبالية بالخطر الذي يلامس جلده
"أنا وأنتِ سواء، نيرا... نحن مصاصو دماء، لكننا لسنا كالذين تعرفهم ." توقف للحظة، نظر إليها بتمعن، وكأنه يستمتع بملامح الصدمة التي بدأت تتسلل إلى وجهها. "نحن من سلالات عريقة ونبيلة."
في تلك اللحظة، انقبض وجه نيرا، وعيناها اشتعلتا بنظرة ازدراء تلقائية. النبلاء؟
ضغطت أسنانها بقوة وهي تشعر بدمها يغلي في عروقها ، لقد كرهت النبلاء طيلة حياتها ، هؤلاء الذين يعيشون في أعلى القلاع، الذين يحكمون بقبضة من حديد بينما يترك أمثالها يعانون تحت وطأة قوانينهم الظالمة ، لقد رأت كيف يسحقون الضعفاء، كيف يستخدمون دماء مصاصي الدماء الأقل شأناً كسلعة ، وكيف يزدرون كل من لا ينتمي إلى طبقتهم.

أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mistério / Suspense.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...