.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كانت نيرا تُجرّ بقوة عبر الممرات الحجرية الرطبة، أقدامها العارية تصطدم بالأرض القاسية، لكن رغم الأصفاد الثقيلة التي تقيد يديها، لم تكن خائفة.
بلكانتمتحمسة.
على عكس ما توقعه الحراس، لم تقاوم، لم تصرخ، لم تلعنهم كما فعل غيرها ممن اقتيدوا إلى حلبةالعقاب. بل كانت تسير بينهم كأنها واحدة منهم، وكأنها لم تكن سجينة، بل ضيفة شرف في حفلة الموت التي خطط لها والدها.
"لاأصدقأنالأمراستغرقكلهذاالوقتحتىنصلإلىهنا." قالت بصوت مرح، وهي تلتفت إلى الحارس الضخم الذي كان يمسك بذراعها. "ألمتسمعواأنالزبائنيكرهونالانتظار؟"
نظر إليها الحارس بوجه خالٍ من التعبير، ثم تابع جرّها حتى وصلا إلى باب زنزانة ضخمة تحت الحلبة.
كانت الجدران مغطاة بآثار معارك سابقة – خدوش، بقع دماء، وحتى بقايا أسماء محفورة بأظافر مرتجفة لمقاتلين لم يخرجوا من هنا أحياء.
"استمتعيبوقتك،لنيدومطويلًا." قال الحارس بصوت أجش، قبل أن يفتح الباب ويرميها إلى الداخل بلا مبالاة.
ارتطمت بالأرض، لكن بدلًا من أن تتأوه، قهقهت وهي تعتدل في جلستها. "ياإلهي،علىالأقلكنلطيفًا،نحنفيمكانٍراقٍهنا!"
سمعت صوتًا مألوفًا يضحك من الزاوية المظلمة للزنزانة.
"لنتتغيرينأبدًا،أيتهاالمجنونة."
رفعت رأسها بسرعة، عيناها تلمعان عندما رأت كاسيوس، مستندًا إلى الجدار، ذراعيه متقاطعتان، وفي عينيه نظرة مرحة رغم الكدمات التي تغطي وجهه.