كان العالم يتحطم من حولها، لكن ماريا لم تعد قادرة على الشعور بشيء.
تجمد الزمن عند اللحظة التي تدحرج فيها رأس إيلا عند قدميها، كل شيء بعدها أصبح ضبابيًا، كأن روحها انفصلت عن جسدها ورفضت التصديق.
شهقت بلا صوت، الهواء عالق في حنجرتها، ويداها المرتجفتان امتدتا نحو الرأس الصغير، لكنها توقفت قبل أن تلمسه... كأنها تخشى أن يتحول إلى رماد تحت أصابعها.
ثم... نظرت إلى يوري.
كان واقفًا هناك، صامتًا، عيناه مثبتتان على الرأس الصغير، على ماريا، على الملكة. لم يتحرك، لم يتكلم، فقط وقف كأن صاعقة ضربته وجعلته عاجزًا عن الفهم.
"يوري..." خرج صوتها مكسورًا، ضعيفًا، لكنه كان يحمل داخله عاصفة من الغضب واليأس. "أخبرني أنها تكذب... أخبرني أن هذا ليس رأس ابنتنا."
لم يرد.
لم يتحرك.
لم يكن بحاجة إلى ذلك.
ضحكة الملكة إليزابيث ملأت الغرفة من جديد، لكنها كانت هذه المرة أكثر وحشية، أكثر تشبعًا بالانتصار.
"آه، ماريا العزيزة، أنتِ دائمًا درامية للغاية." قالت، بينما مشت ببطء حول يوري، تمرر أصابعها على كتفه وكأنها تعيد تشكيله كما تشاء."إيلا لم تعانِ طويلًا، أعدك بذلك. في الحقيقة، أعتقد أنها كانت..." نظرت للأعلى للحظة، وكأنها تستعيد الذكرى، ثم أكملت بابتسامة شريرة، "مطيعة جدًا."
ماريا لم تعد تسمع شيئًا.
كان هناك صوت واحد فقط يتردد داخل عقلها، صوت صراخ لا يصدر من فمها، بل من داخلها، من أعمق جزء في روحها
هناك لحظة من الصمت، لحظة تسبق العاصفة، لحظة قصيرة جدًا لكنها امتدت كأن الزمن نفسه توقف.
ماريا لم تستوعب الأمر في البداية.
عقلها رفض تصديق ما رأته عيناها.
رأس طفلة صغيرة، مألوف جدًا، مرمي على الأرض.
ثم... زحف شيء من الظلال.
شيء صغير، كريه، جلده رمادي متجعد كجلد فأر غارق في الوحل، عيناه سوداء كحفرتين بلا قاع، فمه صغير لكنه مليء بأسنان حادة، كثيرة جدًا بالنسبة لحجمه.
الزمن توقف، ثم...
"كــررررش"
ببساطة، بلا رحمة، كما لو كان يقضم قطعة خبز، انغرست أسنانه في الجمجمة المرمية على الأرض .
ماريا رأت.
شاهدت بفزع كيف هشمت أسنانه جمجمة ابنتها، نظرتها الأخيرة المتجمدة في العدم، وكيف اختفى دماغها بين أنيابه كما لو أنها لم تكن سوى لقمة سائغة
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mistero / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
