قلبها يضرب قفصها الصدري بقوّة مدفع، وعيناها مفتوحتان كأنّهما لم تعرفا الرمش، هل أخطأت السمع أم ماذا؟ هل قال ابنة العاهرة الصهباء لتوّهِ؟ دوت قشعريرة كهربائيّة عبر عمودها الفقري، هذا الصوت لا تعرفه، عليها أن تستدير، ربما تستطيع مواجهة هذا الغريب، لكن ما الذي ستفعلهُ؟ هي بالتأكيد لا تستطيع ركلهُ والتخلص منه، الصراخ ربما، لا، بل عليها الهرب بسرعة! عليها العثور على اخوتها، فمهما تحلّت من شجاعة وقوّة، هي تعلم أنّها لا تقوى على مواجهة أياً كان ورائها.
"سيد أبراهامز! أتيت مبكراً"، جاء صوت الطبيب هانس من عند باب الإسطبل مُوقظاً رين من تفكيرها المُجهد، ما زالت أيد الرجل الغريب على كتفيها.
"أهلا أيّها الطبيب هانس، أنهيت أعمالي مبكراً فأردت أن أزورك بأسرع وقت ممكن لأقابل ألدورا وطبيبتها، تمتلك شعراً أحمراً صارخاً فعلاً كما أخبرتني"، ضحك الطبيب هانس وهو يصافح الغريب الذي يبدو أنّهُ يُدعى السيد أبراهامز، ما زالت إحدى يديهِ على كتف رين، وهي بالتالي ما زالت كالتمثال لم تتحرّك بالرّغم من اتخاذها قرارها بالهرب منذ برهة.
"رين، هذا السيد المحترم هو مالك ألدورا ومالك الإسطبل، يبدوا أنّكِ تلقيّت ترحيباً مسبقاً"، ما تزال رين صامتةً بعينين تراقبان الطبيب وتطلبان النجدة بنفس الوقت، أكمل الطبيب وهو حائر: "ما الخطب رين؟ تبدين شاحبة"، كأنّها رأت شبحاً أو ربما تكون الشبح بعينهِ.
"بالطبع هناك خطب ما، كيف ترسل فتاة صغيرة وهزيلة لحمل دلو ماءٍ ثقيل!"، كانت يديهِ تحرّك كتفي رين مع كل كلمة يتفوه بها، هل كان يشعر بها ترتجف وهو يهزّها هكذا؟
"لا تنخدع بمظهرهم الهزيل سيد أبراهامز، هؤلاء الصغار أقوى مما تصور، يستطيعون النجاة في العراء أفضل من الفرسان"
"إذاً رين لا تعمل وحدها في الإسطبل"، توقف أرجوك.
"بالطبع لا، فهي تمتلك أربعة اخوة مفرطين في الحماية"، لا تقل لهُ شيئاً آخر.
"لم أكن أتصوّر أنّها تمتلك اخوة"، تباً!
"بالطبع لن تتصور ذلك فأنا لم أخبرك عنها إلّا القليل، لندخل الإسطبل سأعرّفك عليهم وسأريك تطور حالة ألدورا"
أنت تقرأ
المفقود
Historical Fictionالمفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...