المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ساي
عندما استطعت التأكيد على نفسي بأنني لستُ مُكبلاً بالسلاسل بعد الآن، فتحتُ عيني بمهل. غرفة مربعة الشكل بلا نوافذ، تمتلك ثلاثة أبواب، منضدة بدرجات تفوح منها رائحة عقاقير، وأنا مُستلقٍ على سرير صغير، أبعاد المكان لا تتمايل وهذا كافٍ لي لأؤكد على نفسي أيضاً بأنني لا أهلوس.
رفعتُ ذراعي لمستوى عيني، ملفوفة بضمادات بيضاء ومرهم دبق يحاول التسلل لخارجها، لابد من أن الظل الرحيم هو من قام بفعل ذلك، ولابد من أنني في قبو العاصمة استناداً لشكل هذهِ الغرفة. كم مر من الوقت يا ترى؟ وما الذي حدث في الحصن؟ كل ما أتذكره هو اندلاع فوضى فجائية و...
تحاملتُ على رفع جذعي للأمام وكدت أسقط على الفراش من انحسار الدم من رأسي، قرّبتُ يدي من صدري وبطريقة ما استطعتُ الوصول لباب الجدار الأوسط، رائحة السجائر والضحكات المشبوهة تتسرب من أطرافهِ، فتحته بكل بطء فلفح الدخان وجهي ممزوجاً بالعطور، وما إن رأيتُ النساء والرجال في وضعيات اقشعر جسدي منها حتى أغلقته بكتفي بقوة اهتزّت لها ثرية الغرفة.
تباً! أين أنا بحق الجحيم؟!
"أهلاً وسهلاً بمن استيقظ وأخيراً"، أغلقت امرأة فارعة الطول الباب الأيمن وهي تنفث الدخان من منخريها، تحمل مدواخاً عملاقاً، أكملت حديثها وعيونها السوداء تتفرس في وجهي: "اخترت الباب الخاطئ للهرب ساي"، أقفلت الباب بالمفتاح وجلست فوق السرير وفستانها الخمري يأخذ مساحة أكثر من اللازم. من أنتِ؟ وما أدراكِ باسمي؟ عيني تتساءل بريبة.
"أتتساءل من أنا؟ أنا من أنقذت حياتك من حصن التعذيب ذاك، ألا تتذكر؟"
"لستِ أنتِ من أنقذني"، الظل الرحيم فعل ووتيرة صوتهِ ورائحتهِ مختلفتان، ومن المستحيل لهذهِ المرأة أن تحملني على ظهرها.
أفلتت منها ضحكة أنثوية لا أعلم كيف لها أن تستفزني: "آه يا الأسف لكونكِ نينجا ذو غرائز إضافية، أردتُ اللعب معك بعض الوقت، أحقاً لم تتعرف عليّ؟"
"وكيف لي أن أعرفك وهذا أول لقاء بيننا؟"
"كم أشعر بخيبة الأمل قليلاً من سمعتي التي لم تطأ آذان أطفال أبراهامز"، ارتفعت عيونها ونزلت على جميع أنحاء جسدي، "أو بالأصح شبابه، أنتم لم تعودوا كائنات صغيرة مقززة كما رأيتكم أول مرة"