المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"أرجوك احتاج إلى المزيد من الماء!"
"أعطيتك بما فيه الكفاية، السجناء لا يحقّ لهم طلب المزيد"
"هذا الماء لا يكفي ألا تفهم! اخوتي جرحى وهذا الماء لا يكفي لتنظيف جراحهم! أرجوك احتاج المزيد!"
"قلت لكِ لا مزيد من الماء!"
ركل السّجان القضبان الصدأة بقوّة آملاً أن تخاف رين وتتراجع عن إلحاحها، لم تتراجع، بل ظلّت تحتضن القضبان وتلحّ عليهِ أن يزوّدها بالمزيد من الماء. ما يثير حنقها هو وجود برميل كبير ومليء بالماء بحوزة السّجان، لن يضرّهُ شيءٌ إن أعطاها المزيد فلا يوجد في الزنزانات الأخرى غير رجلين نحيلين نائمين، سحقاً له!
مرّت ساعتان منذ انتهاء اللعبة في الحلبة الفضّية، وقد تمّ إلقاؤهم بعدها في هذهِ الزنزانة الرطبة في أحد دهاليز الصرح المظلمة، رموهم كما لو كانوا عظاماً ميّتاً بكلّ قسوة وخشونة وليس كجرحى ينزفون هلاكاً ويحتاجون إلى أسرّة وطبيب متمرّس. لم تكن تتوقع معاملة خاصّة ولكنّها على الأقلّ أرادت الحصول على بعض المستلزمات الطبيّة البسيطة للعناية بإخوتها الجرحى، في الواقع تتمنّى الحصول على حقيبتهم للأعشاب الطبيّة فهي تحتوي على كميّة لا بأس بها من الشاش ومسحوق الفحم النباتيّ المطهّر للجروح وغيرها من الأعشاب الشافية للتقرّحات وتفريج الألم، بدت لها هذهِ الحقيبة كإكسير حياة من قصّة خيّالية للأطفال، فمن سيحضرهُ لها وهي في زنزانة قبو الحلبة الفضيّة القابعة داخل قبو العاصمة؟
"أعْطِها المزيد من الماء كيرابو"، دخل ديجين من الباب ينظر إلى رين والفتية بأعينٍ فاحصة.
"لكنّني أعطيتهم حصّتهم..."
"قلت لك أعطهم، أتريد أن تناقشني أكثر؟"، ابتلع كيرابو ريقه متّجهاً نحو البرميل ليسكب الماء في سطل كبير، ارتخت قبضة رين قليلاً من القضبان، استلمت السطل وهي تنظر إلى ديجين: "شكراً لك"، وسرعان ما اتّجهت نحو كولِنْ لتبدأ بتنظيف جروحِهِ، ما يزالون نائمين وأنفاسهم التي لا تهدأ تطلب النجدة والخلاص من الألم بالنّيابة عنهم. في البداية اهتمّت رين بالماء المحدود الذي أعطاها السّجان بجراحهم الخطيرة والنّازفة، مزّقت ثوبها لخرق صغيرة بديلة للشاش وبدأت تخشى بأنّ ثوبها لن يكفي أيضاً، والآن بدأت بالجراح الأقلّ خطورة والتي تحتاج إلى التنظيف كي لا تتلوّث، الإصابة بالحمّى هو أسوأ ما قد يحدث بغياب حقيبتهم الطبيّة.
