79 غُرز

13.2K 1K 2.3K
                                    

كريس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كريس

إنه لأمر غريب جداً يا سمو الملك الصغير، وكأنك أرسلتني إلى الماضي حيثُ كانت الشياطين تعبث برأسك ورأس لويس أثناء المعارك، فهما وإن كانا يختلفان عنكما في كثير من الأمور الجوهرية ربما، إلا أنهما يحملانكما في مكان ما في جوفهما. أتصدق بأنهما يتناقشان إن كان من يقف أمامهما جديراً بوقتهما أم لا أمامه وأثناء ثرثرتهِ مديحاً وتملقاً كما كنتما تفعلان تماماً؟ لم أستطع كبح ضحكاتي عندما قرأت كلمة قذر من فم أحدهما وصفاً دقيقاً للورد نيكولس. الأمير الصغير كثير التوتر وسريع الغضب، ولكنه حساس مثلك وإن كان لا يُخفي عواطفه مثلما كنت تفعل ذلك باحترافية، متهور كما كنت، ومظلم بظلامك بعد الهجوم الساحق، ولكنه حتى الآن لم يتفوه أمامي بخيالات الحب مثلما كنت تفعل، إنني أترقب هذا الأمر منه أكثر من رؤية نضوجهِ حربياً. اللورد الصغير ذو تفكير راجح، منطقه في محلهِ، وذكاؤه الاجتماعي أفضل من أبيهِ بكثير، إلا أن حرارة المعركة تمكنت من هزّ صرح ثقة آل روزمان الشهيرة فيه بعض الشيء. إن كان جده الصارم حياً لكان قد وبخه على إظهار الضعف في أول معركة ولتمنى تلقيهِ إصابة على رأسهِ ليستعيد رباطة جأشهِ. لقد شكرتُ السماء على أنه لم يعد حياً بيننا وإلا لعانى لويس وكولِن منه كثيراً، فكيف للمرء أن يُدمر أطفاله في مواجهة كل هذا الجنون للمرة الأولى؟ إنني حتى الآن لا أستطيع توقع ما يخبآنهِ لنا ولكنني على ثقة بأنهما لن يفشلا، قد يُقتلا، هذا الاحتمال وارد وعليك توقع تلقيهِ دائماً، ولكن ليس قبل جعل الشرقي يدفع ثمن كل ما فعله بنا. لقد قرأت هذا الهدف في عينيهما جيداً. إن الحياة حقاً غير عادلة يا سمو الملك الصغير، سواء لكما أو لهما، فلماذا يصطدمان بعدو مثل أودا في حربهما الأولى؟ ...

"حقاً أتساءل لماذا..."

كانت عينا ليليا قد تخطت السطور التي ما أزال أتمعن فيها ببطء فهي قارئة سريعة في هضم واستيعاب الكلمات. إننا نجلس في شرفة غرفتنا مرة أخرى بعدما انتهى اجتماعي الملكي الذي قُرئت فيهِ على مسامعي رسالة جعلت من ابني بطلاً أسطورياً سعيداً بالنصر. الليل يزداد حلكة، ولكننا صامدون. لم أُعلق كثيراً في بداية الاجتماع، بل ضللتُ أمعن النظر في التبريكات والابتسامات الودودة حول ما يتم ترتيبه احتفالاً بالنصر الأول. ومن ثم قطعت سعادتهم بعدما طفح الكيل بي، أنا وبعض الرجال ممن تفهموا ما يجري في رأسي، لآمرهم بتجهيز رسائل العزاء لعائلات من فقدنا هنا في العاصمة على الفور. حقاً أيها اللورد، الزمن لا يتغير، الماضي حاضر، والمجد يجعل أصغرنا فخوراً بالمجازر. لربما كان أسوأ ما تفعله الحرب بنا هو جعلنا نفرح بالموت لا رثاء من وقع ضحية لأحضانهِ الباردة.

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن