المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كريس
اجتاحتني تلك الذكرى البعيدة في هيئة كابوس واقعي: هو يقف أمامي بذراعيْن معقوديْن، وأنا جالس على كرسي بوجه تكاد شرايينه تنفجر.
"ألم تكفيك أرقام الوفيات لتتوقف؟"
"بل على العكس كانت كافية لأعلم الكثير عن اللعنة، مُصممها داهية إن أردت رأيي الصريح ومحترف في زرع الخوف في القلوب، وأنت يا متصلب الرأس أكبر دليل على ذلك"
"أتعتقد بأن اللعنة لعبة أخرى تستطيع الفوز بها؟ إنها مسألة حياة وموت"
"أنت تقول هذا لأنك لم تحاول حتى فهم طبيعة عملها، أنا حي حتى الآن لأنني أعلم كيف أدور حول البنود، ولكن ذلك الشيء يستطيع قتلي بلا سبب إن أراد ذلك، لابد من أنه يمتلك سبباً لإبقائي حياً حتى الآن"
"وأنا أمتلك أسباباً كافية لأسجنك على عصيان أوامري"
"ألهذا استدعيتني؟ قاطعت بحثي فقط من أجل أن تهددني بزجي في السجن؟"
"قاطعت بحثك لأنك تُعرض حياتك للخطر بلا طائل، ألا يُمكنك الانتظار بهدوء إلى أن يعود؟ لا أستطيع تحمل ترقب خبر موتك بأرق كل ليلة هكذا"
"ولكنك تستطيع انتظار أن يعود لك ابنك بعد لا يعلم حتّى الشيطان متى... قُل لي... متى؟ غداً؟ الأسبوع القادم؟ العام القادم؟ أم قبل وفاتك بساعات؟ ... أيجب أن أُذكرك بأن وقتك محدود يا كريس؟ كل يوم وساعة ودقيقة وثانية تهم لك أنت وطفلك. ولكنك لن تبحث عنه ولا بأس بأن يفعل ذلك الشيء ما يشاء بهِ ويزرع ما لا نعلم من أفكار في رأسهِ ولربما يحتضر الصغير بين ذراعيْهِ الآن، وأنت هنا تنتظر بأدب وكأنه أعطاك ضماناً مؤكداً بأنه لن يقتله أو يؤذيهِ بأي طريقة"
"لويس أرجوك..."
"لا يا كريس! سأبحث عنه سواء وافقت أنت أم لم توافق... لن أشاهد طفلي يكبر أمامي وطفلك يكبر بعيداً عنك. هما سواء بالنسبة لي، كولِن والأمير، هما ابناي ولن أساوم على أي منهما ولو وضع ذلك الشيء ساطوراً عند رقبتي لأتوقف"
كوابيسي تمتلك قدرة استثنائية على انتقاء أكثر ما قد يعذبني كل ليلة بما تراهُ مناسباً، ومن قدراتها العجيبة أيضاً هي كيفية عرض ما تود عرضه. فأحياناً تمزج الواقع بالخيال لينتج مزيج كالمتاهة من رعب حيرتهِ، وأحياناً أخرى تكتفي بخيال صافٍ يدفعني لأقصى درجات الجنون من إسرافهِ، وفي حالات أخرى كالليلة تُعاد وقائع الماضي في رأسي بلا توقف... الكلمات ذاتها... الشخص ذاته... المشاعر ذاتها... والخوف ذاته...