83 دموع

12.1K 983 2.9K
                                    

ساي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ساي

انتصبنا وقوفاً أنا وماتيو وكولِن وداي نُحدق في شجرة تعتليها مجموعة مرحة من كائنات تتقافز وتصرخ بأصوات مزعجة ومستفزة للسامع بطريقة ما. وضع داي كلتا يديهِ على خصرهِ وقد التمعت عيناه ببريق الشمس قائلاً وهو يهزّ رأسه: "قرود..."، وافقه حاجبا كولِن المرتفعان وابتسامة ماتيو العريضة جداً وشخصي المتواضع الصامت. قام أحد تلك الكائنات، القرود، بسرقة فاكهة خضراء مدببة من أحد رفاقهِ الذي قام بالهجوم عليهِ حرباً على طعامهِ وأقحم آخر بركلهِ بلا مبالاة ليقوم هذا الأخير بالثورة عليهما. خرجت من داي حينها تنهيدة طويلة ومتعالية قبل أن يُدلي برأيهِ النهائي: "نعم، لم أكن مخطئاً كعادتي، وكأنني أقابل نسخاً لكم بشعر كثيف"

صرخ حينها ماتيو: "من يصل أخيراً إلى القمة سيخدم السافل على العشاء اليوم!"، كنت بالفعل قد انطلقت مع آخر كلمة قالها بينما أخذ من كولِن عشر ثوان حتى تحركت قدماه هلعاً وراءنا. داي بالطبع ظلّ في مكانهِ يُجدد إعجابه بنفسهِ ويُثبت نظريته كلما قام ماتيو وكولِن بشدّ قدمي أملاً في وقوعي وارتفاع نسب نجاتهما. ولكنني صمدتُ وخسر كولِن خسارة نكراء. أعتذر. سأمنحك كل ما تتمناه وأؤثر العذاب من أجلك في كل شيء يا أخي ما عدا المنافسات التي تضع كبريائي كنينجا على المحك. امتدت يد ماتيو نحو أحد القرود التي قفزت هرباً منا نحو الأشجار المجاورة في محاولة تعارف ودية، فقفز الحيوان المرح في حضنهِ حتى كدنا نسقط جميعاً. ولا أعلم لماذا قام آخر بالنبش بداخل شعري بحثاً عما لا أعلم بينما كاد كولِن يقع محاولاً تفادي فضولهم واهتمامهم بجيوبه.

قال ماتيو بعدما استقر طفل قرد في حضنهِ مُتأملاً سقف الغابة الأخضر: "هل تعتقدان بأن أحداً منهم لربما قد نجا واختبأ في كهف ما؟"

أجابه كولِن معقوف الحاجبين: "ربما... فَفي النهاية نحن لا نعلم الكثير عن التينيبرس ومدى قوتهم"

تطلع في وجه ماتيو الذي ازداد ظلاماً ثم أكمل: "لقد أتينا إلى هذا الشاطئ حتى تستعيد حيوتك لا تُذكر نفسك بما حدث وتزداد حزناً. كون عدونا وحشاً متعطشاً للدماء هو ليس خطأك"

طأطأ ماتيو من رأسهِ ثم قال: "لن أستطيع الشعور بالانتصار ضده إن قطعت رأسه ومن ثم اكتشفت موت جميع من كان يعيش في جميع الجزر. لا أمتلك قدرة إعادة الموتى من قبورهم"

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن