المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كولِن
فركتُ وجهي بفوضوية ما إن أيقظتني آلام عظامي من النوم جلوساً على الأرض. وبالكاد استطعتُ ابتلاع لساني من الصراخ ما إن رأيتُ داي لا مُستيقظاً فقط، بل ويرتدي مئزراً أبيضاً عند خصرهِ ويضع أطباقاً على المائدة. أهذهِ حالة جديدة؟ فأنا لم أشاهده يطهو منذ كنا مُشردين في الغابات بلا أبراهامز ولا منزل ولا حرب! لابد من أن سفاحه بدأ يُملي عليهِ هُراءً جديداً بتسميمنا جميعاً منذ الصباح الباكر.
قال لي ما إن اقتنصت عينيهِ وجهي المتعجب: "جيد، لقد نهض قرد واحد وأخيراً"
كدتُ أسيل على الأرض مُسترخياً فهذا التعليق المتعجرف لن يخرج إلا من لسانهِ الصافي.
علا صوت تقرقع جميع مفاصلي ما إن نهضت، لقد اعتدتُ دلال النوم على الأسرّة المريحة وقتاً كافياً ليُصدم جسدي من العودة افتراشاً على الأرض. ماتيو بالطبع لا يمتلك أية مشاكل وإن طُلب منه النوم وقوفاً. ويبدو بأن داي قام بتغطية رين بالمفارش ووضع وسادة وراء رأسها، ليته رحمني قليلاً مثلها. بينما وجدتُ ساي كما تركناه بالأمس قرير العين نائماً كطفل. شخص واحد فقط كان مفقوداً.
"أين هي الآنسة لايتون؟"
جلس على المائدة مُجيباً: "تركتها تُراقب حساءً مُغذياً أعددناه لساي، سوف تأتي قريباً"
جلستُ قبالته: "أقامت بشرح كل شيء لك؟"
"نعم، وما أزال غاضباً لأنكم لم توقظوني لمعاينة ساي بنفسي تحسباً وكأنكم جدات حنونات"
"حسناً لا بأس بالتصرف كالجدات من حين لآخر فقد بدوت منهكاً كجثة. على كل حال اليوم سنحتاج إلى خدماتك من جديد. ماتيو بالأمس كان حذراً جداً أثناء علاجهِ واعتمد قليلاً على محاليل رين لتعويض السوائل. لقد بدأ يتخوف من المبالغة في استخدام قدرتهِ لأننا اكتشفنا بأن بعض الجنود الذين يعالجهم قد ماتوا بلا سبب"
أومأ وعيناهُ تُراقب مريضنا النائم: "نعم لقد أخبرتني سليطة اللسان عن هذا الأمر..."
شعرتُ بأن شيئاً ما غريباً يختلج في رأسهِ من النظرة المؤنبة، فأردفتُ على الفور: "وما الذي قالته لك أيضاً؟"