50 حكاية

16.7K 1K 1.2K
                                    

مايرون

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مايرون

من كان يتصور بأنني أنا مايرون لومان، سأجلس بأدب وبلا اعتراض تحت توجيهات طفل يصغرني بما لا يقل عن عشر سنوات؟ ... إنه هادئ عندما يفكر، ولكن ما إن تضربه أفكار يراها استثنائية جداً، وأراها أنا لا تستحق كل هذا الانفعال في غالب الوقت، ما إن تجد هذهِ الإضاءات سبيلاً إلى دماغهِ حتى يقفز من مكانهِ وينقشع ما كان يعتريهِ من هدوء في لحظة. ثم يناقشني بسرعة البرق لدرجة اعتقدت بأن شبابي لا يقارن بنضرة شبابهِ، وأنا أعلم يقيناً بأن حماستي عندما يعتريني جنون الأفكار لا تقل عن حماستهِ وفوضويتهِ المفاجئة. ربما نكون متشابهين، إلّا أن كولِن هذا يحب التفكير في هدوء مع نفسهِ، أما أنا فغالب ما يدهش من حولي بالعادة يُفاجئني في خضم الفوضى، الصراخ، الضغط. الهدوء لم يكن يوماً ما أحبّذه بالرغم من نبالة دمائي الأرستقراطية، وهذا بالطبع لا يدل على أنني لا أستطيع التفكير في الهدوء، إنما الأفضل دائماً عند الشدة. كولِن يضعني في موقف الفلاح ليأخذ هو دور النبيل بتفرّدهِ مع ذاتهِ الفكرية. ولأعترف لنفسي ولا أكذب عليها من داعي الكبرياء، أنا أيضاً أرى بأنه من الخسارة ألا يكون فارساً.

في الوقت الحالي أجلس معه وحيديْن في غرفة الأختيْن واللتين بالطبع ليستا هنا. إيريك ما يزال يبحث عما طلبه هو منا بالأمس، وجاد أيضاً ما يزال يقف عند باب غرفة الأمير، ولهذا الوقوف سبب مقنع اقترحه كولِن نفسه. فبعدما أنقذ هذا الطفل مع أخيهِ الشرقي رقابنا من غضب الملك، مُعلناً بأنه لن يوجد من هو مثلي في الجيش الملكي بمبالغة كبيرة، تناقش معنا حول ما يراه مناسباً للوقت الراهن. لم يكن يأمرنا بل خيّرنا غير واعٍ بأن كلمته علت بمقدار كلمات الملك كريس ما إن أعرب هذا الأخير بأننا ما نزال حيث نحن لأنه، هو كولِن، من أراد ذلك. اقترح أن يظل واحد منا كحارس مرافق أينما ذهب الأمير كي لا ينتشر ما هو أسوأ عنا إن لاحظ من في القصر اختفاءنا المفاجئ من جانب سموّهِ، متجاهلين هكذا الفرصة التي تكرّم بها الملك بعتقنا من العقاب. تمثيلية بمعنى أصح وزيادة حراسة أيضاً، فالشرقي المدعو ساي هو خط الحماية الحقيقي لأنه، كما تفاجأنا، نينجا محترف. لم يتوقفوا عن شتم الأمير والسخرية منه بالأمس وهم في الوقت ذاتهِ يعملون له ومن أجلهِ، إخوة كما يصفون أنفسهم ولا يرون بأنهم يتحولون هكذا وبشكل تدريجي إلى تابعين.

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن