ساي
الظل الرحيم فتاة تشبه داي شبهاً مرعباً. بالأمس، وبعد اكتشاف هذهِ الحقيقة، شعرتُ برأسي يزداد ثقلاً مع كل ثانية من شدة التفكير ومحاولة تذكر ما حدث لي معها، وبالطبع، لم أتوقف عن اختراع مليون عذر لرين لتكتمها وإخفاء وجود هذهِ الفتاة عنا طوال هذهِ المدة. قررتُ التوقف ما إن أشرقت الشمس كي لا يتسع الفراغ ما بين فصّي دماغي من الصداع. هناك أمور أكثر استعجالاً يجب الاهتمام بها الآن. لقد انتهى اجتماع ماتيو وكولِن العسكري عندما توسطت الشمس السماء، فقمت على الفور بمناداتهما ذهاباً إلى السفينة قبل تجمع جميع دود الجنوب على جثة النينجا في غرفة كولِن. لماذا لم أُنادي عليهما ليلة الأمس؟ لأنني لم أود حرمانهما من النوم بعد يوم كان لن ينتهي أبداً لو لم يضعا رأسيهما على الوسائد. والآن أنا أدفع ثمن تعاطفي هذا غالياً.
"لماذا لم تخبرنا عن الجثة على الفور أيها الأحمق الأبلة المجنون! ألا ترى ما الذي حدث لغرفتي بحق الجحيم؟! إنها كمختبر داي المقرف! بل وأسوأ! كيف سأتنفس هنا؟ أتود قتلي؟ لن أوافق على النوم فيها إلا بعد تنظيفها لمدة أسبوع على الأقل وباستخدام جميع أنواع المطهرات، ولكن هذا الأمر غير معقول لأننا للتو قررنا في الاجتماع بأننا سنبحر في الغد!"
لم أندم طوال حياتي على أي قرار اتخذته كما أفعل الآن.
ماتيو
اختبأ ساي ورائي كقطة سوداء آثمة، خافضاً رأسه، وهامساً مع الهواء: "أعتذر... لم أفكر بمشاعرك..."
لم يأبه كولِن بالمأساة في نبرة صوتهِ، إنه مشغول جداً بفتح جميع النوافذ، والقفز كلما زحفت دودة اتجاهه. ولم أستطع احتمال رؤية ساي بوجه أكثر تعاسة من وجوه من هم على وشك الموت في الخيمة الطبية، فقلت بابتسامة صُلح: "يُمكنك العودة للنوم معي إن كنت لا تستطيع احتمال النوم هنا، الحل بهذهِ البساطة"، لا أعتقد بأن الشياطين ستحملق فيني في الجحيم كما يفعل الآن.
"هل تود الانضمام مع عدو النظافة في القصف؟"
"لا تبالغ، ساي آخر من سيفكر بفعل شيء شرير بيننا ومن المستحيل له أن يقوم بأمر سيُغضب أحدنا إلا إذا امتلك سبباً وجيهاً"
"وما هو هذا السبب العجيب الذي سيدعه يترك جثة في غرفتي ليلة كاملة؟!"
"دعني فقط أُذكرك بأنه خاطر بحياتهِ في جعل هذا المغتال جثة كولِن، لا تطلق كل غضبك المكبوت عليهِ الآن. سريري يكفي العائلة بأكملها فتوقف عن المبالغة، كان يجب عليّ معالجتك من خوفك من الحشرات"
أنت تقرأ
المفقود
Fiksi Sejarahالمفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...