المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كريس
قال الطبيب جانز: "لا توجد أي إشارة على أن أعصاب قدميها تعمل، آسف على قول هذا يا سمو الملك ولكنها لا تمتلك فرصة للتعافي، الأعصاب الميتة لا يمكن أن تستبدل تماماً مثلما لا نستطيع استبدال الأطراف المبتورة، إلا إن كان الطبيب اليافع يمتلك رأياً آخر؟"
قال الفتى داي: "لا أعتقد بأن التعافي ممكن أيضاً، ولكن لربما لا تكون الأعصاب نفسها تالفة بل التشابكات العصبية التي تجمع أعصاب قدميها بخلايا العضلات. لستُ واثقاً من هذا الافتراض ولكنه أكثر واقعية من موت الأعصاب بأكملها"
"افتراض في محلهِ، والآن ما هي الخطة التي تقترحها على جلالة الملك مما فهمته بخصوص حالتها؟"
"الراحة النفسية، هذا كل ما أستطيع التوصية بهِ. أن يمتد شعورها النفسي بالبرودة إلى درجة ضمور قدميها فعلياً لهو أمر نادر الحدوث، وهو أكبر دليل على أن حالتها قد تتدهور أكثر بسبب الجانب النفسي وحده"
حدثت هذهِ المحادثة صباح اليوم بعد عودة طفليِ من رحلة قطف التوت عندما كنت أحاول تدفئة قدمي ليليا بالنفخ عليها وضمها بقوة. لم تشعر بأدنى شيء فهرعنا عودةً للقصر وصغيرنا كان يرتجف خوفاً. لم نقم بتجربة التوت البري الذي أسقطه من هول صدمتهِ. قمت باستدعاء عائلة جانز وتفاجأت بأن الكهل يود استشارة الفتى داي في هذهِ المسألة. غطّت ليليا في النوم فور وضعها على السرير وكأن فقدان قدرتها على المشي ليست بالمصيبة الكارثية بالنسبة لها، لا تعرف بأن زوجها وابنها على شفا شعرة من الانهيار.
تركتُه في عهدة إخوتهِ معها بسبب خبر طارئ وصلنا من الحدود الجنوبية. أودا يرسل جثث عوائل الجزر إلى مراسي قواعدنا مشوهة بلا أعين ولا أنوف، والذعر يكاد يفتك بالجنود. فتركته. تركتهما. وقلبي يكاد يشتعل أو لربما يكون قد تفحّم على إهمالهما في سبيل المملكة.
الوقت الآن قريب من التاسعة مساءً. أنهيت جميع أعمالي ووضعت مع القواد التنظيم الجديد لسفننا والذي سيرسل رسالة صريحة لأودا بأننا لن نقوم بالهجوم بعد. استفزازه لمشاعرنا بهذهِ الطريقة لن ينفع وإن كنت أشعر بأنني جبان عندما أُصر على الدفاع خوفاً من أن الهجوم الآن سيُخلّف مآسي أسوأ من جثث مشوهة. كانت رين وحدها بجوار ماتيو النائم، رأسه على السرير بجانب أمهِ وجسده مُتكيف في وضعية مريحة على الكرسي.