68 سيف

13.5K 1K 1.5K
                                        

ماتيو

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ماتيو

إنها تجري، تكاد ترقص، وجنتيها متوردتين، شعرها يتطاير مع الهواء وابتسامتها تتسع كلما اقتربت من الشجرة المنشودة. قفز السنجاب في حضنها فرفعته في الهواء كالمولود قائلةً كما طفلة: "لنشكر السماء على معاداة كاميليا تاكي!". افترشت العشب فملأ شعرها محيطها وكأنهُ سجادة اقتطعت من سماء الليل. "لقد تم تعويضينا عن كل الألم الذي قاسيناه حتى الآن و..."، توقفت مُحدقة في السماء من خلال الأغصان المورقة فعضضتُ على شفتي أملاً أن تكمل. ما الذي فعله كولِن ورين لتمتلئ بالسعادة هكذا؟

أخرجت دفاترها وكتبها وانقضت تمحصهم وتخربش بجنون وكأن ما حدث لها لم يؤثر فيها بل زادها اصراراً على إنهاء أياً كان ما تفعله. كنت أعتقد بأنها لن ترجع للغابة ولكنها أثبتت لي عكس اعتقادي هذا مثلما فعلت في المجلس عندما اعترضت واحتجت ولم تذرف الدموع كما توقع الجميع أن تفعل. لم أتصور بأنها... كيف أقولها؟ صلدة؟ حازمة؟ لقد كانت ترمقني بقوة لدرجة اعتقدت فيها بأنها تحقد عليّ علناً أمام الجميع. وعندما حاولت إيجاد سبب واحد لموقفها هذا استغرقت في تذكر صوتها وتأملها عينيها التي تنظر إليّ وحدي. كان الأمر فريداً وجديداً عليّ. لم نكن مثل الآن في الغابة هي مستغرقة فيما تفعل وأنا مستغرق فيها من البعيد. كنا ننظر إلى بعضنا فقط ولم أشأ لأحدهم أن يتدخل ويفسد تواصلي البصري معها. ولكن لعنة دور الأمير لن تقبل تركي وسعادتي بدون تدخل.

جلستُ على غصن الشجرة مُسنداً رأسي على آخر أعلاه، ولا أعلم متى وكيف، ولكن النوم أخذني في أحضانهِ بهدوء ونعومة. وعندما استيقظت كان صوتها يغني منساباً إلى أذني مثل جدول صافٍ. لا دموع هذهِ المرة، اللحن ما يزال حزيناً ولكن بظلام أقل، باعتدال، بسعادة فتاة لن أستطيع الحديث معها إن ظللتُ الأمير الذي يصفي أعداءه بالدم.

ما الذي تظنه بي الآن؟

...

رين

قال داي متخماً بالسعادة: "سننتهي من السجل اللعين الليلة وأخيراً"

"والفضل يعود لمن؟"

قلب صفحة من السجل: "اصمتي وأنهي عملكِ يا حمراء الرأس"

لن أمل من رؤية وجنتيهِ تتوردان أبداً.

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن