ماتيو
رفعتُ رجلاً فوق مقدمة ستيلا، رأسها كما أحب تسميته، ثم أشرتُ لكولِن بالاقتراب كي يرى عودة سفينتين من أصل أربعة أرسلناهم لاستطلاع الأوضاع عند ساحل جزيرة كونكا.
انقبض وجهه: "سحقاً لهم، إنهم على أتم الاستعداد لقذفنا بالنيران"
"يبدو بأننا سنُنفذ خطتك في نهاية المطاف"
"ستُكلفنا الكثير"
"لا بأس، القوارب والدروع يمكن تعويضهم، ما يهمني ألا نخسر المزيد من الجنود"
توجهنا نحو السلم فور وصول القاربيْن إلى ستيلا، صعد الجنود الأربعة منقوعين بملح البحر، منهكين من التجديف المتواصل بجلود سلختها شمس الظهيرة جيداً. سقيناهم الماء، ثم أدلى أكبرهم خافضاً رأسهُ أمامي: "لقد صفّوا مجانيقهم على طول الساحل بلا ثُغرة واحدة وازداد مدى رمياتهم ميلاً كاملاً! نعتذر على عدم رجوعنا جميعاً أحياء يا جلالة الأمير فلا شيء مكننا من الإفلات منهم سوى الحظ"
نزلتُ على رُكبتي أمامه فرفع رأسهُ متيقناً بأنني لا أود منه الانحناء الآن، ثم سألته مربتاً على كتفهِ: "لا بأس، مهمتكم هي الأكثر صعوبة، قُل لي، ألا توجد أية سفينة على البحر؟"
هزّ رأسهُ بلا توقف: "على الإطلاق! البحر لك يا جلالة الأمير!"
نهضتُ مُومئاً لمجلسي النظيف تنفيذ خطتنا البديلة. لقد وضعنا أكثر من استراتيجية مع باقي القواد ولكننا لم نُقرر ما كنا ننوي عليهِ إلا بيننا، وقد اتفقنا على فصح مضمونها قبل المعركة كي لا يتسنى لجواسيس أودا إرسال أية أخبار للعدو. وبالطبع، أعددنا تجهيزاتنا على نطاق واسع كأوامر مبهمة مني، فأنا البرايمرد ولا أحد يفهمني، استغلال هذهِ النقطة كاد يدعوني إلى الضحك.
أشار مايرون للفرسان بنقل خطتنا إلى جميع قواد الأسطول وعيناه تكادان تخرجان من وجههِ من شدة الترقب، فيما اقترب النائب والتون قائلاً بشيء من التفاؤل: "إنك على الطريق الصحيح يا سمو الأمير، اجتماع العقل مع العدد الساحق يُحقق انتصارات أفضل من كل واحد منهما على حِدة"
صعدتُ السلالم عودةً إلى المقدمة: "لا أمتلك أي اعتراض ولكنني ما أزال أُريد جميع فُرساني أحياء، وأنتم بلا تفكير قررتم الاهتمام بالطليعة"
أنت تقرأ
المفقود
Historical Fictionالمفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...