المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كولِن
سلّمني مسؤول الحمام الزاجل الرسالة المُنتظرة في وقتها الصحيح، قرأتُ محتوياتها بأناة مُجدداً ثقتي بإروين هوبكنز؛ لقد جمع ما أُريدهُ في يوم واحد وأعاد إرسالها في أقرب وقت. ما عدتُ بحاجة مُلحة إليها بعد عراكي الصغير مع الأميرة، ولكنها تظل معلومات قيّمة جداً، وأنوي إعلام مايرون عنها.
إن المُعسكر اليوم في أقصى حدود الفوضى والتأهب لاحتفال الليلة، وجدتُ رومي تقف عند العمود المهيب، مركز طقوسهم، تُوجّه بعض الرجال في حمل صندوق كبير، أليس هو ذاتهُ الذي كان معلقاً في وسط الملوكا؟
قالت ما إن انتبهت على وجودي: "لا تقترب من الصندوق، إنه يحوي أدوات الطقوس المقدسة، لقد انتهكنا الكثير من القوانين ولا أودك أن تفسد الأمر أكثر. صِدقاً، ما الذي يُفكّر بهِ الكاهن العظيم بأداء رقصاتنا في الهواء الطلق لا الملوكا؟"
"أهو محرم؟"
"أنت لا تستطيع تخيّل الوضع لأنك لا تعلم عنهُ شيئاً، إننا بحاجة إلى بعض السيطرة فالترحال إلى الماضي يخلق الفوضى. إلا أن الكاهن العظيم هذهِ السنة أكثر من الصلوات كما لم يفعل من قبل. قبل أسابيع كان تأثير الطقوس قوياً لدرجة غياب جميع القرية بما فيها من كبار وصغار عن الواقع عدة أيام، بينما ظلّ هو على تلك الحال إلى الآن، ربما لأنهُ تنبأ بقدوم من يحمل دماء الشياطين"
"ألن تتوقفوا عن نعت ماتيو هكذا؟"
"إنني احترمه على تفهمهِ عند هذهِ النقطة، ولكن الحقائق تظل حقائقاً"
لم أحاول الجدال. تركتها بسرعة قبل قدوم فرسان ماتيو اللعينين للسخرية مني على العثور على الحب كلما رأوني بقربها، الخيال البشري مدعاة للعجب حقاً. توجهتُ إلى الخيم فوجدتُ داي ورين منهمكين في العمل على المرضى، وكتب الأعشاب تتناثر على المنضدات، فهما لا يزالان إلى الآن لم يعثرا شيئاً عن نبتة الآياهوسكا بالرغم من أنهما قاما بسرقة جميع الكتب الطبية من أعظم مكتبات كونكا. منعتنا رين من احتساء الشراب احتياطاً ولكنني أشك بأن ماتيو سينصاع لها. سمو الأميرة أيضاً تعمل، هادئة ورزينة الهالة كعادتها، وكأن هجومي بالأمس لم يكن شيئاً. هل أنا مُستاء؟ أبداً. حذّرتها كي تُجهز نفسها على الهدوء، لا حرب مفاجآت بعد كشف بعضنا.
