المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ساي
"أيجب أن أُعيد لك مرة أخرى؟"
هززتُ له رأسي لأنني لستُ واثقاً إن تعطّلت حاسة السمع عندي قبل ثانية، ووساوس عودة هلوساتي تجتاحني من جديد. ولكن الدنيا لا تهتز ولا تتلون، وهما بالنسبة لي شرطان ضروريان للهلوسة. أيعقل إذاً بأنني في الواقع؟
"اسمي الكا-مل هو: كولِن. لويس. روزمان"
تخرج الكلمات من فمهِ ثقيلة ثقل الأرض والسماء في قارورة زجاجية، وكلما خرج حرف ازدادت قوة وشدة ارتعاده. لا أعلم لماذا تنتابني فكرة ألا أكون أنا من يهلوس بل هو كولِن الذي يفعل ذلك، وما أنا الآن سوى صورة طائشة في دماغهِ الذي من شدة ذكائهِ استدعى وعي للمشاركة في هذا الجنون.
"أنت لا تُصدقني أليس كذلك؟ قل لي ساي! أنت لا تصدقني وتعتبرني الآن مخبولاً أليس كذلك؟!!"
"لا أعتقد بأنك مخبول، بل لربما أكون أنا المخبول الذي يعتقد بأنه يستطيع دخول عقول الناس، لابد من أنني أحلم"
"لا! أنت لست مخبولاً بل أنا المخبول، ولست في حلم فلقد استيقظتُ للتو من كابوس مروع ومن الغريب أن أرى حلماً وأنا جزء من حلمك. لذلك أنت لا تحلم وأنا لا أحلم بل نحن في قيد عملية تحويل نفسي إلى مخبول. ولكن ما عساي.. أعني.. أنا لا أحلم ولا أُريد أن أكون في حلم، يجب أن أنتهي من هذا الأمر في الواقع! سحقاً سأُرتب ما أقوله قبل أن تستدعي داي ليفحصني ويأخذني لمشفى المجانين.. اسمع أنا.. أمتلك أمراً.. لا بل أموراً كثيرة يجب أن أستفرغها على أحدهم وإلا انفجرت قبل طلوع الشمس! هكذا بوووف! ... لن تجدوا فوق السرير سوى ملابسي ووصيتي التي تقول بأنني مخبول من عائلة روزمان"
"حسناً قل ما لديك وأنت على ثقة تامة بأنك لا تحلم وأنا لا أحلم أيضاً ونحن لسنا نهلوس، لربما نكون مخبولين بعض الشيء ولكننا على الأقل ما نزال نمتلك وعينا. ما الذي كنت تقوله؟ أنت من أي عائلة مجدداً؟ بدأت أُذني تضطرب لأنك تقول أموراً عجيبة"
"أنت تتحدث كثيراً ساي، هذا الأمر غريب وجيد فلم أكن أُريدك أن تظل كاللوح الجامد أمامي، تحدث أنت لأتشجع أنا أيضاً. لا لا لا... لا تقل شيئاً... ما عساك تقول وأنت اعترفت لنا بأنك نينجا منذ زمن؟ أنت لا تُخفي شيئاً مثلما أفعل أنا، أنت لا تخدع أحدهم ولا تحاول تمثيل دور فرد شريف في عائلة اسمها على اسم فاكهة. لا يا ساي أنت شريف للغاية، طاهر وعفوي ولا تُحب مضايقة الناس أو السخرية منهم. أنت لست ابناً للويس روزمان يُمثل على الملك بأنه أخٌ يهتم لأمر أخيهِ بصفاء كامل ولا يحمل ذرة سواد في قلبهِ. ولا تضع وجهاً يُمثّل الألم عندما يتحدث الملك عن أبيك، وأنت تُصارع عضلات وجهك على ألا تضع وجه الألم الحقيقي. أنت لا تمتلك هذا النوع من الاحترافية في الازدواجية الخارجية والداخلية، لا تمتلك تناقضاً بين ما يظهر على جلدك وما يحترق في جوف قلبك. لا يا ساي أنت تحتاج إلى أن تكون كولِن لويس روزمان لتمتلك هذهِ الخاصية الخارقة في التمثيل، ولن ينفع أن تكون هو بهذهِ السن، يجب أن تكون مثله أو أن تكونه هو مُذ كنت صغيراً، أي تبدأ بوضع وجه البالغين الكاذبين هذا في سن مبكرة. صدقني جميع النبلاء يبدأ تدريبهم وتدشينهم بمعدات الوجوه الاجتماعية ما إن ينطقوا بأول حرف لهم في الحياة. ساي هل أنت معي؟ هل فهمت شيئاً؟ قل لي فأنا أحتاجك أن تكون متفهماً وكأنك قدّيس نزل من سابع سماء"
