المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كولِن
من بين جميع الاحتمالات التي صففتها في ذهني لأسباب الاعتقال الباطل، صدمني أبراهامز بما لم يكن ليحضرني أبداً، صمت، لمدة لا أعلمها، فقط صمت، تتمعن الأعين في بعضها محاولةً الحديث بالنيابة عن الألسن. معادلة بسيطة، إن قتلنا الملك كريس سيُطلق سراح ساي، أيُفكر ماتيو جدياً ب-
"لن نقوم بفعل ذلك"، صُعقت في مكاني من الرد الحازم، "يجب أن تضع حداً لجنونك يا سيدي"، نبرته جادة، "فنحنُ لسنا مجانين كفاية مثلك لنوافق على صفقة كهذهِ"، ماتيو يرفض اغتيال الملك، م-ما الذي يحدث؟
اقترب حاجبي أبراهامز من بعضهما: "لم أكن أتوقع بأن تكون حياة الملك أهم بالنسبة لك من حياة ساي"
"بالطبع هي لا تساوي شيئاً أمام حياة أخي، ولكنني لستُ غبياً كفاية كي لا أعلم ما يعنيهِ قتل الملك في هذا الوقت"
"متى أصبحت تُفكر بمستقبل المملكة هكذا عزيزي ماتيو؟"
"ومتى اعتقدت أنك تعلم بما أُفكر بهِ يا سيدي؟"
"أليست العائلة فوق كل شيء؟"
"ولذلك بالضبط لن أُقحمها بمشاكل أسوأ، ابحث في قاموس قتلتك المأجورين، ستجد من سيُسرّ بهذا العرض بالتأكيد"
"وماذا عن ساي إذاً؟"
"لا شأن لك بهِ بعد الآن، سنُنقذهُ بأنفسنا"
"أتعتقد أن اختراق حصون الجيش أمرٌ سهل؟"
أخذ ماتيو ذراعي وذراع داي متوجهاً نحو الباب، "قلت لك لا شأن لك بهذا الخصوص بعد الآن"، فتح الباب فعلا صوت أبراهامز: "يومان فقط عزيزي ماتيو"، توقف برهة، "إن لم تستطع إنقاذ ساي خلالهما ستُنفذ أوامري وإلّا رميت عزيزتك الشرقية في حصون التعذيب"، أغلق الباب مسرعاً الخطى نحو السطح.
لم نقل أنا وداي شيئاً أثناء مشينا المستعجل، يسحبنا ماتيو وكأنه يحاول إبعادنا عن متناول أيد أبراهامز المُهددة، فلم نقل شيئاً، لابد من أن تفضيل حياة أخينا على حياة من لا يأبه بهِ كان خياراً قاسياً جداً، وعقلي ما يزال يحاول استيعاب سبب اختيارنا لخوض امتحانات التفضيلات هذهِ، هانا أم ساي؟ الملك أم ساي؟ وأبراهامز لا ينوي التخفيف من صعوبتها في المستقبل كما يبدو.
