المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
جيني
القدر شاء لي العذاب في تنظيف الممرات مع كاميليا واثنتين من عصبتها في الطابق الثاني للقصر، وضعتنا المسؤولة في زاوية شبه معزولة مما أتاح لِلسان الثرثارة أن ينطلق هذراً بلا توقف. الصمت سهل بالنسبة لي ولكن إغلاق الأذن هو أمر مستحيل.
"ليتنا عُيّنا في الطابق الأول لتتاح لنا فرصة رؤيتهِ في الرداء الملكي..."
تُطيل نبرة صوتها المتراقصة واليائسة لِلقاء الحب أو اختلاس نظرة إليهِ، وأنا بدوري، أود لو أقتطع أذني وأُلصقها في جدران المجلس لأعلم ما الذي دار بينهم هناك، لأسباب سياسية لا شاعرية بلهاء بالطبع.
"أتعتقدان بأنه سيقبل التوت البري مني مجدداً؟"
"بالطبع كاميليا، ألم تري كيف كان مسروراً به وأنتِ تقدمينه له في المطبخ؟"
"نعم نعم أنا واثقة بأنه ما يزال يتذكركِ!"
توارى وجه الهائمة في حبها بين أصابعها فرحاً بزرع المزيد من الأوهام في رأسها العفن. أود لو أُخبرها بأن كيوي أخبرني بأن سمو الأمير المقدس كان مسروراً بالتوت لا منها هي، ولكن ما عساي أفعل إن لم يكن هناك ما يملأ تجويف رأسها الفارغ؟
"أتسمعان هذهِ الضجة؟ لابد من أن الاجتماع قد انتهى وسيمر الأمير أسفلنا عودة للجناح الخاص!"
انطلقن بسرعة الأحصنة لاختلاس النظر من السور في وضعيات التجسس، بينما أتمنى أنا لو تهب المسؤولة لمعاقبتهن على تجاهل العمل وترك تلميع الأرضية بالكامل لي وكأنني خادمتهن.
"انظرا إنه الملك! لحظة هل الأمير نائم على ظهر ذاك ال..."
"نعم إنه نائم على ظهر أخيهِ كما يسميهِ، هل أتعبه المجلس يا ترى؟"
توقفت ممسحتي عن الدوران فوق البلاطات هنيهنة، أحاول ربط كلماتهن القلقة في جملة مفيدة واحدة أستطيع فهمها. ولأنهن لا يخرسن، اضطررت استيعاب حقيقة نوم الأمير ماتيو إل برايمرد في الساعة الأولى من الاجتماع حتى هذهِ الساعة. بحق السماء الشمس على وشك الغروب!
أبعدتُ الثرثارة وتابعتيها عن طريقي لأتحقق بنفسي من المعجزة القادر على النوم كل هذا الوقت، ولسوء حظي المعتاد، اختفى جلالته نحو ممر آخر قبل أن يتاح لي شرف رؤية نومهِ الملكي.