المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ماتيو
شعرتُ بالبرد ما إن استيقظتُ من منامي، ومن ثم لعنتُ كولِن داخلياً عندما أدركتُ بأنني استيقظتُ بسبب شعوري بالبرد لا العكس.
"صباح الخير يا سمو الأمير..."
على يمين السرير تنحني الآنسة إلما مع ثلاثة خادمات وخادمين أراهما للمرة الأولى. قالت بعدما أدركتْ بأنني لستُ في مزاج الرد: "أود تعريفك على الخادمين الجديدين الذين قمت بتعيينهما خصيصاً لسموك، بيلي هينسون وداريان لي. سمو الملكة أيّدت فكرة تنصيب خادمين خاصين ودائمين لك في القصر كي تشعر بالألفة بجوارهما وتتفاهم معهما فيما هو مسموح وممنوع بالنسبة لك"
استقام ظهرا المختارين باسمين ومستعدين للتضحية بحياتهما في سبيل خدمتي في ارتداء الملابس وتجهيز الحمام. المدعو بيلي هينسون ممتلئ بعض الشيء والآخر شاحب كالثلج يحمل روب حمام أسود من حرير. زفرتُ الهواء ثقيلاً متوجهاً نحوه لارتدائهِ بينما أسرعت الخادمات لفتح الستائر ولملمة فوضى الفراش وما إلى ذلك. لم أقاومهما لا في الحمام ولا أثناء ارتداء ملابسي لأنني، وفي النهاية، يجب أن اعتاد على أن أكون أميراً كما يريدني كولِن وإن عنى ذلك تجمد صدري برداً بلا أحضان في المنام. لا يجب أن أشغل رأسه بما هو تافه وقد أعلنا الحرب ضد هيرمان وجماعته. لم أدخل المطبخ لإعداد الفطور كما يُريد وجلست في مقعدي بجانب الملك على المائدة كما يود تماماً. وبالطبع لم تتوانى الملكة عن سؤالي إن كنت قد ارتحت للخادمين فأخبرتها بأنني لا أهتم حقاً بهوية من سيخدمني بعد الآن. وهي، بقدميها العاطلتين، أصبحت تتنقل بكرسي متحرك خشبي فخم قام المهندسون بتصميمهِ خصيصاً لها. إلا أن الملك كريس لا يحب رؤيتها عليهِ فيُجلسها على أي مقعد آخر ما إن تصل.
وما إن انتهينا من الفطور حتى بدأ مرافقي العزيز بمناقشة مسألة جدوليالدراسي مع الملك والمكلة، بينما كنت أنا، الطالب الدؤوب المتشوق للتّعلم، خارج إطار المناقشة بالكامل. أمسك برأسي وقام بهزّهِ قائلاً بفخر وكأنني ابنه: "لا تقلقا يا سمو الملك والملكة، أسبوع واحد هو أكثر من كافٍ ليحصل على شهادة دراسات عليا إن قمت بحبسهِ في المكتبة"
قالت الملكة بحنان كعادتها: "إذاً ما رأيك يا عزيزي كولِن أن نجتمع مع بعض المعلمين الذين أثق بهم بعد اجتماع المجلس هذا المساء؟ سنضع معاً جدولاً مكثفاً ليكتسب أهم الأساسيات على الأقل ابتداءً من الغد"
