72 التحرك

12.8K 1.1K 2.2K
                                    

 في شارع مهجور وغير مُعبد خارج أسوار العاصمة، وأسفل شجرة سنديان عملاقة خلعت سوزو لثامها لتعصره من بلل الأمطار التي تُبشر بقدوم الخريف وزوال الصيف مُبكراً من القارة الغربية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

 في شارع مهجور وغير مُعبد خارج أسوار العاصمة، وأسفل شجرة سنديان عملاقة خلعت سوزو لثامها لتعصره من بلل الأمطار التي تُبشر بقدوم الخريف وزوال الصيف مُبكراً من القارة الغربية. كانت تبعد بضع خطوات عن المستعمرة الجديدة لتُجار السوق السوداء وأرادت أخذ نفس منعش قبل اختناقها برائحة رماد الجثث. تذكرت حينها تصريحها الغير صحيح بشأن ما يُقام وما لا يُقام في هذهِ المستعمرة لساي، لا عبودية ولا تعذيب؟ إن لم يكن معمياً بحبهِ لها لاكتشف بأنها تكذب على الفور. كانت قد انتهت من ترتيب بعض الأمور المهمة وحان الوقت لتأدية آخر مهمة قبل خروجها من القارة الغربية. تختبئ المستعمرة وراء أميال من المزارع المهجورة للريف الغربي، وهي عبارة عن طوابق تمتد إلى الأعلى من الخشب الذي يتم استقطابه بسرعة من الغابة المجاورة. وبالطبع، كانت هي على علم بأن بناء مستعمرة كهذهِ قد تم قبل احتراق قبو العاصمة بأشهر وبأوامر من هي على وشك مقابلتهِ الآن. من يجلس ملكاً في قلب قصر العبيد بعد تدمير قبوهِ.

رفوف كتب تمتد على الجدران، مدفئة عريضة، كلب حراسة ورجال بمعاطف سوداء وكأن مكتبه لم يحترق في قبو العاصمة بل تم جلبه قبل ذلك إلى عرينهِ الجديد. "اقتربي من المدفئة سوزو فأنا لا أودكِ أن تمرضي في هذا الوقت الحرج لكلا القارتين..."، كوب الشاي، الابتسامة، العينين الضيقتين، والسرور الذي لن يُعكر صفوه أي شيء.

احتدت ملامحها عندما قالت: "أنا بخير هنا على بعد أمتار منك ومن الفتى الصغير الذي تتفحصه بحذائك"

رفع ذقن الصغير الأشقر ذو العيون الزرقاء إلى الأعلى بقمة حذائهِ، يحدق في ارتعاده ودموعه الساخنة التي يحاول الصغير عدم ذرفها كلما تذكر ألم وسم العبيد الجديد على صدرهِ، ومن ثم قال كمن خاب ظنه: "إنه قمامة لا تساوي شيئاً أمام صغيري الحقيقي عندما كان يرمقني ويهددني بسيفهِ غير آبه بوسم العبيد الذي طبعته على صدرهِ. ماتيو إلْ برايمرد، مهما حاولت العثور على طفل شبيه بهِ يواسي ابتعاده عني يخيب ظني بأبناء الشوارع هؤلاء"

قال السيد موريس، المستفز رقم اثنان بالنسبة لسوزو: "بل هم أطفال طبيعيون وبردود أفعال متوقعة بعد وسمهم بوسم العبودية سيد أبراهامز، الطبقات تختلف فلا تحاول مقارنة أمير البرايمرد بهم"

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن