49 عودة

16.8K 1.1K 890
                                    

جيني

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

جيني

ارتفع حاجبي الأيسر قليلاً وأنا أتأمل ما وصلنا قبل دقائق. لستُ متفاجئة مثلما أنا متسائلة، فكيف لمبعوث الملك أن يقول بأن معلومات إنقاذ حياة الأمير لا تقدر بثمن، وفي الوقت ذاتهِ يكافئنا عليها بسبيكة ذهب؟

"جيني أرجوكِ أحضري لي مطرقة من أي جحيم لأتأكد بأننا لسنا في حلم"

"سيكون أسرع أن تضربي رأسكِ بالسبيكة، تبدو صلدة وحقيقية جداً بالنسبة لي"

"هل أضربكِ بها أمي؟"

تلقى ضربة على رأسهِ لتجاوزهِ الحديث مجدداً، وهو بصف أسنانهِ اللامع الأبيض ذو الثقب الأسود في منتصفه، لم يتوقف عن التبسم فرحاً بالأقدام التي أتت بالسبيكة المتلألئة. هذا الكائن الهيكلي الصغير يُدعى كيوي، نعم اسمه على اسم فاكهة لأن أمه مانيارا المنتصبة فوق الكرسي المقابل لي، لم تتوقف عن التهام الكيوي منذ بداية حملها بهِ. بذلت جهداً في حملهِ وولادتهِ، أيجب أن أبذل جهداً في اختيار الاسم أيضاً؟ أكاد أحياناً أقتنع بمنطقها الغريب هذا.

حكايتي معهما بدأت بعد مضي نصف سنة لي في القصر، ولم تكن بداية حكاية فقط، بل انفراج معظم مشاكلي بصدفة نزلت من السماء. فبعد تلك الحادثة كوّنت صداقة حميمة مع كيوي وبالتالي مع أمهِ مانيارا، لتتقدم هي بطلب للآنسة إلما أن أنتقل للعيش معها من غرفة السكن المشتركة مع عصبة الثرثرة، لهذهِ الغرفة الضيقة الملتصقة بمطبخ السكن. ضيقها يُمثل سهول حرية وراحة لي، هنا أتشارك الحمام معهما فقط، أتناول طعامي على طاولتنا الدائرية وأستطيع الخروج والدخول من السكن كيفما أردت بلا رقابة بعد انتهاء العمل، أي وقت النوم من الثامنة مساءً حتى السادسة صباحاً.

كيوي ومانيارا ينتميان للطبقة أسفل السفلى في الهرم الاجتماعي الغربي، بشرتهما شديدة السواد لدرجة اختفائهما في الظلام إن لم يبتسما. ومانيارا التي توشك على دخول الثلاثين تتميز بما سيجعلها أسفل هرم السود أيضاً. فهذهِ المرأة التي أُجبرت على أن تكون أماً بلا زواج، وبأكثر الوسائل الوحشية اللاإنسانية من قبل شيطان همجي، هي قزمة لا يتعدى طولها أربعة أقدام. من يراها للمرة الأولى يجب أن يأخذ دقيقة كاملة في التفكّر بمدى بؤسها هي وتفوقهِ هو. حجم جذعها طبيعي ولكن ذراعاها ورجلاها قصيران بالنسبة له، رأسها كبير وذو جبهة بارزة، ظهرها مقعّر للداخل مُوهماً بأن المشي بظهر هكذا معوق هو أمر مؤلم، بالرغم من أنه ليس كذلك.

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن