43 الحل

13.6K 1.1K 798
                                    

داي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

داي

خرج من الغرفة بتعابير شاردة تجمع السعادة والحزن، لا أعلم كيف له أن يضع هاذين التعبيرين في وجه واحد، هو فقط كان يفعل ذلك. تحتضن الملكة ذراعه ويداها تُمسّدهُ كمن تُطمئنه، وهو بمجرد الوقوف هكذا أمامي، يجعلني أنتفض من نقائهِ الصافي وتلوثي القذر.

"كولِن، داي، هل أنتما على اقتناع تام بأن ماتيو هو ابني؟"

لا نستطيع الإجابة عليهِ بسهولة قبل تقليب مئات الردود في أذهاننا، وبالطبع كولِن هو وحدهُ من يُجيب، أنا أصاب بالشلل كلما نطق بأحرف اسمي المتسخة، وكم تمنيتُ الموت على أن يعلم اسم عائلتي.

"أجل نحنُ على اقتناع تام، في الواقع كل ما كان يحدث له بلا تفسير الآن أصبح مفهوماً"

قالت الملكة بصوت من تُغني تهويدة: "إذاً نستطيع الاعتماد على أخويهِ في مسألة إقناعهِ، أيمكنكما فعل ذلك، كولِن وداي؟"

خلطت بيننا فأعاد لها كولِن: "أنا كولِن وهذا هو داي، بالطبع ي-يُمكنكما الاعتماد علينا"

امتدتّ يديْها لتحط كل واحدة على خدي وخدّهِ: "سأحرص على الرعاية بكما بنفسي بعد انتهائكم، هذهِ الملابس الضيقة يجب أن تُمنع في المملكة"

انتهت صعقة الأمومة ما إن أزالت يديها، دخلنا الغرفة وأُغلقت الأبواب، "كولن! داي! هل أنتما بخير؟!"، يحتضنني حضن فراق دام سنة لا ليلة، يدفعني إلى الداخل وأصابعه تنغرس في ظهري، يحتويني في حيّز خاص بهِ مُبعداً كل ما قد يفرقنا، وكأننا كون متفرد في حضننا هذا، الشعور المعتاد لشوقهِ، النقاء ذاته الذي اعتقدتُ بأنه تلوث ما إن سفك الدماء وكم فاضت عينيْ يومها بالأسى بتلطّخهِ، ولكن في الزيارة الأولى للغابة بعد المهمة الأولى فاجأني هو بصمود نقائهِ، ظل مُشرقاً وحبيباً للطبيعة كما أعلمه، أثبتت لي الغابة بأن ابنها لن يتغير بمجرد سكب دماء بشر، خدعني عقلي بمفهومهِ الخاص بالنقاء ولم يعلم أن ماتيو ينتمي إلى من هم فوق مفاهيمهِ، برايمرد، وأنا الحثالة تجرأتُ على أن أكون له أخاً.

"ما الخطب؟"

أتسألني ما الخطب وأنت اخترتني أنا المقرف أخاً لك بتلك السهولة؟ ألم تتلقى تحذيراً من نقائك بأننا لا ننفع أن نكون عائلة؟ ألا تعلم كم هو خطر أن تكون قريباً من نتاج تجربة مشبوهة يتلهف لتحنيطك وتشريح نقائك؟

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن