المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ساي
كنت ما أزال مُمسكاً بيد الصبي الصغير عندما توجهنا لمستودع الحطب، خشيتُ عليهِ من بعض الوجوه. وأستطيع القول بأن الحدس وحده هو ما جعلني أقتادهُ لمجلس الملك، يبدو بأنه كان يحاول لفت انتباه الجنود بلا فائدة ولم يستطع كبح نفسه من الصراخ وأخيراً! عندما أصغيتُ إليهِ. حدسي قال لي بأنني سأندم إن تجاهلته، فلم أعترض، فحينما لا يؤمن الناس بهذهِ الحاسة، أوليها أنا الأولوية قبل أي حاسة أخرى. انفصل عني ما إن خرجنا من المخرج الشرقي وطفولته كانت ما تزال تبتسم.
غضب الملك كريس لم يكن على وجههِ فقط، فهو ولو كان بشكل أقل بكثير، يُجبر الهواء على الغليان كما كان يفعل ماتيو عند كل اجتماع مع أبراهامز. الأمر أشبه مع أخينا في التوغل لداخل بركان جبلي سينفجر، الملك كريس مختلف بعض الشيء، فهو يغمرنا في عمق محيط هادئ يُخبئ بركاناً أكثر استقراراً وفتكاً، أو على الأقل هذا ما شعرت بهِ وأنا أخطو بجانبهِ نحو المستودع.
لم أترك المجال للفرسان لفتح الباب قبلي، أخرجتُ سكيني وبضربة واحدة حطّمت القفل، أكوام الخشب كانت كافية لإجبارنا أنا والملك وكولِن ومن رافقنا من الفرسان على اتخاذ مسار كالمتاهة، ولكن ليست كفاية لحجب الأصوات عن مسامعنا. لهاث غريب وتنفس سريع مألوف، ترهات سعيدة وأنين مخنوق، ومن ثم خرير انسياب سائل علمنا بأنه لابد من أن لونه قرمزياً. ولم نخطئ. ماتيو متهالك على عرش أحمر مُذهب، يُجاهد نفسه للتنفس، وكتلة قذرة من اللحم المُبقّع تمسح رأسها بذراعهِ المثقوبة بسكين، قارورة ممتلئة بالكامل وأخرى وُضعت للتو.
تساءلت وقد اندفع جسدي بشكل لا إرادي لتوجيهِ ركلة مباشرة لوجه كتلة اللحم، بكمطريقةأستطيعفيهاقتلأحدهم؟ سؤال غبي لنينجا وقاتل مأجور، ولكن سخطي أرغمني على التساؤل بطرق أكثر إبداعاً. تدحرج اللحم ليصطدم بكومة خشب سقطت فوقه من حجمهِ. أخرجهُ كولِن بسحبهِ من شعرهِ لتحت أقدام الفرسان، وقد كان وبكل جرأة يضحك باكياً والدماء تُقطر من بين أسنانهِ، فحطّمتها.
"ماتيو..."
يميل الملك كريس عليهِ برفق مخافة أن يُنهك ابنه بمساسهِ فقط، يُمزّق من ردائهِ الملكي خرقة، يستعد، يُخرج السكين ويُسرع بالضغط عليهِ للحفاظ على ما تبقى من الدماء، يُحكم ربط العقدة ومن ثم...
