رين
"بيتكم لطيف جداً"، تتجول في غرفة المعيشة بابتسامة واهنة، لطيفة لفتاة لم تعرف سوى أكل السكاكر في حضن أمها، "شكراً..."، توقفت عند المكتبة تتفحص العناوين بفضول، وأنا أقف كالبلهاء، أتركها تتجول كما تشاء وترغب، ربما لأنني لم أكتفي في التحديق فيها وكشف كل ما يجمعها بهِ، لون بشرتها البرونزي يطابقه تماماً، لا أفتح ولا أغمق، الملامح، طول الرموش، سمك الشفتين، تشكيلة الأذن، انحناءة الأنف، كل شيء، ولا أستبعد أن يكون هذا هو داي بعد اكتشافهِ دواءً لتحويل الجنس، وهو الآن يسخر مني مُتجاهلاً المهمة، فمهما حاولت إقناع نفسي بأن كل واحد فينا يمتلك أشباهاً له في العالم، رائحتها المختبرية المطابقة له تكاد تدفعني إلى هاوية استنتاجات لا داعي لها.
"لماذا لا تمتلكون كتباً طبية عن البرايمرد؟"
"ولماذا سنمتلكها؟"
أنحنى رأسها: "الناس تتغير بمرور السنوات، أتساءل ما الذي تغير أيضاً؟"
ما هذهِ التلميحات الملتوية التي تلقيها؟ حزمتُ أمري في التوقف عن التفكير وسؤالها ما كان يجب أن يُسأل منذ البداية: "من أنتِ؟ وما الذي تريدينه مني؟ ومن أين لكِ باسمي؟"
"هذهِ أسئلة كثيرة، على مهلكِ فأنا لستُ بهذا القدر من الذكاء"
تغضّن جبيني وكأنني تلقيتُ تلميحاً آخر: "فقط أخبريني من أنتِ في البداية"
"أُدعى هالي، هالي شولياك"
"هالي..."، أحرف اسمها لا تتطابق مع اسمهِ، لا يُشكلان نغمة خاصة مثل إيما وإيفان، أو ديلان ودلينا، ولا أعلم لماذا شعرتُ بالارتياح من ذلك، "حسناً ما الذي تُريدينه مني هالي؟"
أمسكتْ قمة لسانها وشدّته في منظر غريب، قالت بعد تركهِ أحمراً: "أتيتُ لعقد صفقة ستُسرّين بها"
"عن أي نوع من الصفقات تتحدثين؟ أنا لستُ من هواة الاتفاقات والوعود مع الغرباء"
"عن شيء يخصكم ويهمكم كثيراً"
"ولماذا تمتلكين أنتِ هذا الشيء؟"
"صدفة غريبة جداً تكاد تكون قدراً، ربما لأنني أمتلك شيئاً يخصني في هذا المنزل أيضاً"
أنت تقرأ
المفقود
היסטורי בדיוניالمفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...