part 31 ❤

79.1K 1.3K 41
                                    

ازيكم يا حلوين معلش اتاخرت عليكم اوي انا عارفه بس غصب عني النت سيء جدا بس ان شاء الله الفصل يعجبكم يلا اسيبكم بقي مع الفصل الحادي والثلاثون من عشقته رغما عني بحبكم في الله💓💕
________________
توقفنا الفصل الماضي علي حديث كريمه مع ابنها بشان تاخر حمل روبا وسماع روبا لحديثهم واتخاذها قرار ابلاغ خالد بفعلتها و صدمه هبه برغبه ابنها الذهاب والعيش مع ام والده بدلا من العيش معها ياتري ايه جاي وايه لسه مخبيه القدر يلا نشوف......
________________
روبا بتوتر شديد وهي تفرك اصابعها بخوف ولكنها حسمت امرها وهتفت بشجاعه رغن خوفها: خالد ممكن نتكلم شويه
خالد بعدم فهم : اه ممكن طبعا نتكلم في حاجه ولا ايه
روبا بتوتر وخوف شديد: اه في حاجه انا عملتها و لازم تعرفها
خالد بقلق وقد اختفت ابتسامته ليحل محلها القلق والريبه من مظهرها الخائف والمتوتر: ايه يا روبا في ايه
روبا بحسم رغم الخوف الذي ينهش بداخلها من اللحظات القادمه بعدما تتفوه بالحقيقه: خالد انا بصراحه كنت باخد.....
خااااااااااالد.............
قطع حديثهم تلك الصرخه ليسقط قلبهم رعبا منها ويركضا سويا بسرعه لمصدر الصوت وقد اتي من غرفه الاولاد ليدلف خالد أولا بسرعه وهو يهتف برعب : ايه يا هبه بتصرخي كده ليه
هبه بصياح شديد وهي تنظر لاولادها بغضب شديد: تعالي شوف الهنا اللي انا عايشه فيه
خالد بصياح عليها فقد توقع وقوع كارثه كبيره تدعي صراخها بتلك الطريقه المفزعه : انتي اتجننتي ولا ايه......ايه اللي حصل لكل اللي انتي عملاه ده
ايه يا اولاد حصل ايه كفي الله الشر بتصرخو ليه جبتونى على ملا وشي مين بيصرخ كده
قالتها كريمه وهي تدلف عليهم بخوف شديد
ليهتف خالد بغضب وهو ينظر الى اخته: اتفضلي شوفي بنتك واساليها هي اللي وقعت قلبنا و في الاخر هتطلع علي حاجه تافهه وياريتها حتي عايزه تتكلم تقول حصل ايه
كريمه بقلق: في ايه يا بنتي بتزعقي ليه كده
هبه وهي تمسك ابنها من ذراعه بشده و غضب شديد: شوفوا البيه بيقول ايه اخرة صبري
خالد وهو يمسك منها الطفل يبعده عنها وهو يهتف بحده : سيبي الولد انتي مسكاه كده ليه في ايه يا هبه حصل ايه لكل ده
هبه بصياح وجنون : البيه جاي يقولي انه عايز يروح يعيش مع جدته ام ابوه وكأننا بنعذبه مثلا ولا بنضربه
كريمه بخضه : ليه يا حبيبي هو حد فينا زعلك في حاجه
هبه بغضب: هو انتي لسه هتتناقشي معاه يا ماما هو الدلع الزياده عن اللزوم اللي عمل فيه كده لكن خلاص من هنا ورايح مفيش دلع مفيش غير تهزيق وضرب وبس واكملت وهي تنظر لاخيها : اسمع يا خالد انت تقعد معاه و تشيلي الافكار السوده دي من دماغه و تعرف مين اللي حطهاله مع اني انا عارفاه كويس اوي و تخليه يبطل الكلام الاهبل ده و شوف بقى هتعمل ايه معاه عايز تضربه عايز تعلقه اعمل اي حاجه المهم الكلام الفاضي ده مسمعوش تاني.....واكملت وهي تجذب ابنها بعنف في وسط بكائه وخوفه الشديد منها ليزداد بكاء الطفل بشده بسبب مسكتها العنيفه و التي المته بشده: مين اللي قالك الكلام ده يا واد انت أنطق بدل ما والله هضربك علقه هموتك فيها
روبا وهي تتدخل في الحديث محاوله تهدئتها قليلا وتحاول ايضا ابعاد الطفل عنها: هبه ارجوكي حبيبتي تعالى نقعد بره علشان تهدي شويه
هبه بغضب وصياح : وليه يعني و انتي شايفني مجنونه ده ابني وانا اربيه بالطريقه اللي انا شايفاها صح
خالد وهو ياخذ منها الطفل للمره الثانيه و ينظر لها بغضب: سيبي الواد يا هبه و متمسكهوش كده تاني احسنلك واكمل وهو ينظر للطفل الذي يرتعد خوفا من امه فقد كانت المره الاولي التي تصرخ بها عليهم بتلك الطريقه المخيفه: ايه اللي حصل يا حبيبي لكل ده
هبه بصياح وقد اوشكت علي فقد عقلها: هو ده اللي ربنا قدرك عليه عملت ايه يا حبيبي خالد بحده شديده : امال عايزاني اعمل ايه ممكن تسكتي شويه
هبه: عايزك تعمل ايه عايزك تموتو دلوقتي و تعرف منه مين اللي حط الكلام ده في دماغو
خالد وهو ينظر لامه في محاوله منه للتماسك قدر الامكان : لو سمحتي يا امي خديها بره عشان اعرف اتكلم مع الاولاد شويه وانتي كمان يا روبا اخرجي معاهم لو سمحتي
هبه بغضب : لا انا مش هخرج من هنا الا لما اعرف ايه اللي هيحصل بالظبط
خالد وهو ياخذ نفسه بصعوبه شديده محاولا التحكم في اعصابه حتي لا يتهور عليها ونظر لها بحده وهو يهتف بهدوء تعلمه هي جيدا و كان ذلك الذي يشبه ما قبل العاصفه: هبه لمي الدور واطلعي برا
كريمه وهي تمسك ابنتها محاوله اخذها معاها الي خارج الغرفه حتى لا تتفاقم المشاكل اكثر ونجحت في ذلك بعد عده محاولات ليخرج الجميع الى خارج الغرفه ليهتف خالد بعدها بهدوء: ايه يا خالد ايه اللي حصل عشان ماما تتعصب بالمنظر ده.....ولكن كان جواب الصغير هو البكاء فقط ولا يجيبه ليهتف خالد بحده خفيفه : ايه هتفضل تعيط كده ولا نتكلم راجل لراجل قولي عايزني اعملك ازاي كعيل ولا كراجل
ملك متدخله في الحوار وهي تبكي على بكاء اخيها: هو بس خايف يا خالو لحسن تضربه
خالد وهو ينظر لها باستغراب : اضربوا .....وانا من امتى يا ملك ضربت حد فيكو
ملك ببكاء : لا يا خالو حضرتك معملتش كده قبل كده بس هو خايف علشان ماما قالتلك كده
خالد: وانا من امتى يعني بسمع كلام حد تعالي يا استاذ قرب مني و ما تخافش مش هعملك حاجه تعالى وبطل عياط مش هقول كده تاني
اقترب منه الصغير بريبه وخوف محاولا كتم دموعه بصعوبه حتي لا يغضبه اكثر ليهتف خالد بابتسامه محاولا الحد من خوف الصغير الواضح : ايه اللي حصل بقي مش عايز تقعد معانا ليه مبقتش تحبنا ولا ايه
خالد الصغير ومازالت دموعه تسبقه : عشان ماما مبقتش بتحبني ما بقيتش تقعد معانا زي زمان على طول هي مش موجوده وكمان مبقتش بتهزر ولا تلعب معانا و حضرتك في الشغل و كل واحد مشغول حتى تيتا وبقينا انا وملك قاعدين لوحدنا على طول
اؤما خالد للصغير بابتسامه حتى يكمل حديثه ليكمل الطفل : وكمان في حد قالنا كده وقالنا انكوا مش بتحبونا واننا هنبقي مبسوطين اكتر لو روحنا عشينا عند آنا عزه
خالد : حد مين ده اللي قال كده
خالد الصغير بخوف وهو يبتعد عنه قليلا : حد يعني .... هو عمو رامز واكمل بسرعه وخوف عندما راي تغير ملامح الجالس امامه لملامح غاضبه عند ذكر الاسم الذي طالما كان الابغض الي مسامعه: والله يا خالو هو اللي جه قدام المدرسة انا مكلمتوش.
وبعد لحظات من صمت الصغير حاول فيهم خالد استجماع هدوئه قدر الامكان حتي لا يخيف الطفل منه اكثر كأنما لم يكن ينقصني غيرك ايها الابله لتضيع وقتي معك اكثر....نظر بعد لحظات للصغير الواقف امامه ليهتف بهدوء : كمل انا سامعك
تدخلت ملك في الحوار وهي تهتف مدافعه عن اخيها وفي محاولة منها لتقوية موقفه : وكمان يا خالو هو كان عايزنا نركب معاه وقالنا هوصلكوا بس خالد مرضاش وقالو لا عشان خالو هيزعل
خالد بابتسامه فهو يعلم جيدا ان ذلك الحوار لم يحدث وأنها تحاول فقط الدفاع عن اخيها فهي تماما كأمها كلما حاولت الكذب او المراوغه لا تقدر علي النظر في عين من تتحدث معه وهذا تماما ما فعلته ليهتف بابتسامه : انا عارف ان خالد راجل وبيسمع الكلام و فاهم و عارف هو بيعمل ايه كويس واكمل وهو يمد ذراعه للطفل أمامه علامه أن يقترب منه ليتقدم الطفل في ريبه سرعان ما تحولت لبكاء وهو بين احضانه كأنه كان ينتظر تلك الإشارة لينفتح في بكاء مرير كان يمنعه من السقوط بصعوبه شديده مزق قلبه عليه لينظر امامه بشرود وهو يتوعد لذلك الرامز الذي يحاول جاهدا تشتيت عائلته وادخال الحزن عليهم والتفرقه بينهم وهذا الشي لن يقبله هو ابدا......
______________
وفي منزل نسمه......
استقبله والدها و اوصله الي الداخل وهو يهتف بابتسامه: تشرب ايه يا حبيبي
امجد بابتسامه مجامله: لا يا عمي تسلم ايدك انا مستعجل والله يادوبك كلمتين هنقولهم و همشي على طول
فريد بمزاح ليكسر جو التوتر : لا أنت بتقول ايه لازم تشرب حاجه ولا انت بخيل بقي ولا فاكرنا احنا اللي بخلا
امجد بحرج : لا يا عمي العفو خلاص لو مش هتعب حضرتك كوبايه شاي مظبوطه
فريد بابتسامه : عنيا يا ابني ثواني ويكون جاهز وهندهلك نسمه حالا
امجد وهو يبادله الابتسامه بلباقة : تسلم عينك يا عمي اتفضل
وبعد دقائق قليلة دلفت نسمه الربيع خاصته لينظر لها وقد سرقت لبه بمظهرها الملاكي وردائها الازرق بلونه المفضل ولم يكن يعلم أنه اللون المفضل لديها هي الأخرى يالله فكل مره يراها بها تزيد مكانتها في قلبه ويزداد حبا وتعلقا بها...... دلفت بخجل لتلقي التحيه وتلك التي اخرجته من شروده وهي تهتف برقه : السلام عليكم ازيك يا امجد
امجد وهو ينظر لها بجمود ولكنه رد السلام وبادلها التحية وهو ينظر لعيناها المرهقه واثار البكاء واضحه عليها بشده لينهش الندم اكثر بداخله علي حدته معها الفتره السابقه ولكنه هتف بجمود لا يعكس ما بداخله: وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته انا الحمدلله كويس انتي اخبارك أيه
نسمه بابتسامه باهته : الحمد لله بخير
كاد أن يتحدث ولكن قاطعه دلوف والدها وهو يضع له الشاي ويهتف بمزاح محاولا تخفيف حدة الموقف بينهم : انا عملتلك الشاي كشري اصلي مبحبش الفتله ده بحس انو ماسخ وملوش طعم وحطلتك عود نعناع في الصنيه اهو لو تحب
امجد بابتسامه وهو يشكره بادب : تسلم ايديك يا عمي تعبت نفسك
فريد بابتسامه حنونه : تعب أيه يا واد انت تعبك راحة دانت هتاخد الغاليه ومن يوم ما قريت فتحتها وانت بقيت ابني
امجد بحرج من لباقه وزوق الرجل معه : ربنا يديم المحبة يا عمي يعني ربنا يعلم غلاوتك عندي عامله ازاي
فريد : لو غالي عندك بجد يبقي تصلي على النبي كده و تهدي وتتكلم بالراحة ومن غير خناق
امجد بابتسامه وهو يجيبه : عليه أفضل الصلاة والسلام يا عمي حاضر من عنيا
فريد وهو يوجه حديثه لابنته : وانتي كمان يا بنتي عشان خاطر بابا
أومات نسمه بابتسامه هادئه ليغادر فريد الصاله ويتركهم بفردهم لتهتف نسمه بعد عده دقائق من الصمت بصوت حزين بشده : انا عارفه انك زعلان مني بس وحياتي عندك لو بجد بتحبني اسمعني
امجد بحده خفيفه سرعان ما اختفت عندما تقابلت أعينهم : اسمع ايه يا نسمه انا كل اللي عملته ده عشان كان نفسي افرحك وكل خطوه كنت بعملها كنت بتخيل فرحتك هتبقي كبيره ازاي عشان تيجي انتي بكل سهولة تقوليلي كل اللي انت عامله ده ميهمنيش في حاجه وانا لغيتو كلو صح
نسمه وقد بدات الدموع تتجمع في مقلتيها لانها كانت السبب في حزنه بتلك الطريقة وهتفت بصوت مختنق من محاولة كتم البكاء : طيب ممكن تسمعني بس و حياتي عندك
امجد وهو ينظر لها بطرف عينه بتفكير : لا مش هسمع كادت ان تتكلم لولا اتمامه لجملته بشبح ابتسامه بدأ في الظهور على وجهه : مش هسمع إلا لما تبطلي عياط وتمسحي دموعك دي واكمل بنبره حنونه ارهقت مشاعرها : دموعك اغلي من اي حاجه فى الدنيا يا نسمه دموعك اغلي مني انا شخصيا
نظرت له نسمه بابتسامه عاشقة واخذت تقص عليه وجهه نظرها بأدق التفاصيل لتنهي كلامها وهي تهتف بضيق حقيقي : بس خلاص لو هيرضيك أننا منعملش خطوبه خالص ونلبس الدبل هنا في البيت انا موافقه والله أهم حاجه متزعلش مني
امجد بضيق مصطنع : و المطلوب مني اعمل ايه دلوقتي يعني لا طبعا مش موافق علي الكلام ده
كادت دموعها ان تتجمع مره اخري ولكنه منعها وهو يهتف بابتسامه عاشقة تعشقها هي من قلبها : خلاص خلاص هو الولي ده بيجي بسرعه كده متزعليش انا موافق
نسمه وهي تمسح دموعها بسرعه وتهتف بعدم فهم : يعني ايه تقصد أيه مش فاهمه
امجد وهو ينظر لها بياس فقد اتي ونيته الشجار معاها علي ما فعلته ولكن ما عساه أن يفعل فعقله يقف عاجزا أمام عيناها ورقتها التي تذيبه عشقا بها أكثر :أقصد اني موافق على اللي قولتي عليه
نسمه بعدم تصديق : بجد يا امجد يعني هعمل خطوبتي بجد
امجد بفرحه شديده لقدرته على رسم تلك الابتسامة الرائعه علي وجهها : ايوه يا حببتي بجد وانا عندي كام نسمه يعني
نسمه بفرحه شديده : ربنا يخليك ليا يا رب وميحرمنيش منك ابدا واكملت بفرحه وصياح : يا بابا يا بابا تعالى بسرعه
اتي فريد مقبلا بسرعه على صوتها ليهتف بابتسامه : خير يا بنتي بتهليلي كده ليه
نسمه بفرحه عارمة : امجد يا بابا مهنش عليه زعلي وهيعملي حفله الخطوبة زي ما انا عايزه
فريد وهو يحتضنها بحب : الف مبروك يا حبيبتي ربنا يتمم بخير يا رب مش انا قولتك مش هيهون عليه زعلك ابدا انا نظرتي في الناس مبتخبش ابدا قعدتي تقوليلي لا يا بابا وانا حاسه انو مش هيعمل حاجة وهيعند معايا ومعرفش ايه
امجد وهو ينظر لها برفعه حاجب وهو يهتف بمزاح : بقي كده يا هانم انا مبيهمنيش زعلك صح
نسمه وهي تنظر له بابتسامه متوتره وتنظر لأبيها نظرة ذات معنى: ايه يا بابا الكلام اللي حضرتك بتقوله ده انا قولتك هو بيخاف علي زعلي وجدا كمان انت تلاقيك بس سمعت غلط ولا حاجه
فريد بمراوغه ومزاح : بقي كده يا بنت فريد ماشي استني عليا انهي كلامه وهو يتجه لامجد ويحتضنه بمباركه وهو يهتف له بهمس لا يسمعه غيره: ربنا يباركلك يابني زي ما فرحتها كده ويكملك بعقلك يا رب
امجد بابتسامه وهو يطبطب على ذراعه بحنان وكأنه يطمنه بأن ابنته في ايد امينه : اللهم امين يارب
فريد بابتسامه : انا هروح أحضر العشا بقي مع حنان
امجد برفض لبق : لا يا عمي متتعبش نفسك انا خلاص ماشي
نسمه بضيق : تمشي ايه انت لحقت تقعد اصلا يا امجد
امجد باعتذار : حقك عليا والله عندي شغل بدري وخالد مش راحمني خالص
فريد بحسم ونبره غير قابلة للنقاش : مفيش مرواح في اي حته إلا لما نتعشى ونشرب شاي بدل اللي برد ده
امجد بقله حيله أمام اصراره : حاضر يا عمي اللي حضرتك تشوفه
اوما فريد بابتسامه وهو يتجه إلى الداخل وهو يدعو الله ان يوفقهم ويهدي الحال لهم و لكنه اطمن بشده بعد ذلك الموقف فكان بإمكانه تحكيم رأيه وإلغاء حفل الخطوبة بأكمله وليس عليه لوم من أحد فالذي عليه فعله وانتهي الأمر ولكن خوفه وتقديره لحزنها طمأنه بشده أن ابنته ستكون في عصمه من يحافظ عليها ويحميها بحق.......
______________
وفي الاسفل في فيلا درغام......
كريمة بحده : عجبك كده يا ست هبه كده انتي مرتاحة صح
هبه وهي تنظر لأمها بضيق شديد ولكنها هتفت بهدوء احتراما لها : يعني كنتي عايزاني اعمل ايه يا ماما وانا بسمع الكلام ده بقي انا جايه اصالحهم واقعد معاهم يروح قايلي الكلام اللي يفور الدم ده معرفتش اعمل حاجه لأول مرة حد من عيالي يصدمني كده
كريمه وهي تخبط كف على الآخر باستعجاب من تفكير ابنتها وهتفت بنبره مستهزئه : أنتي يا بت انتي طبيعيه ولا لاحسه لا ما لازم افهم هنا قالتها وهي تشير ناحيه رأسها : في عقل ولا كوز دره عشان اعرف أتعامل معاكي ازاي بعد كده
هبه بضيق وهي تنظر لروبا الضاحكة عليها بشده : أضحكي ياختى أضحكي ده اللي انتي فالحه فيه الضحك وبس
روبا ببرائه مصطنعه : الله وانا مالي يا لمبي هو انتي بتلبسيها فيا وخلاص
اميره وهي تشاركها المزاح : لا أصلها مقدرتش علي الحمار فبتتشطر علي البردعه
كريمه وهي تنظر له بصدمه : قصدك ايه يا بت قصدك تقولي اني انا حماره
اميره بسرعة لتصحح موقفها : لا لا يا ماما انا مبتكلمش عليكي انا اقصد خالد
هبه وهي تتوعد لها : بقي كده استلقي وعدك بقي لما اقوله
روبا بضحكه : جيتي تكحليها عمتيها اسكتي احسن
هبه وهي تنظر لهم بضيق : ممكن تسكتوا بقي انتو الاتنين شويه واكملت وهي تنظر لأمها : قصدك ايه يعني يا ماما
كريمه وهي تلتفت لها بضيق : أقصد أن ده عيل صغير وبشويه هدوء ومسايسه الموضوع كله كان هينتهي ليه بقي تدخلي اخوكي في الموضوع مانتي عارفه انو متهور لا وايه قاعده تعيدي وتزيدي في كلمه اضربوا اضربوا افرضي بقي سمع كلامك يا فالحه
هبه وهي تنظر لأمها وقد بدأ القلق ينهش داخلها علي صغيرها : لا يا ماما خالد ميعملش كده ابدا هو عارف اني كنت متعصبه وبقول كده وخلاص
كريمه متعمده اقلاقها : بجد والله مانتي عارفه اخوكي وقت العصبيه مش بيشوف قدامو
هبه وهي تريح بظهرها للخلف بلا مباله موقته : حتي لو ضربو يبقي يستاهل عشان يحرم يقول كده تاني ولكنها هتفت بعد لحظات وهي تنهض بسرعه : لا لا انا هروح اشوف ابني مش مستغنيه عنو
اميره وهي تنظر لامها باستغراب: ليه قولتيلها كده يا ماما ما انتي عارف ابيه روحه فيهم و عمره ما هيضربهم ابدا مهما يحصل وعارفه كمان ان اخره يزعق و بس لو حد فيهم عمل حاجه غلط لكن عمرها ما توصل للضرب
كريمه وهي تنظر لها بابتسامه خبيثه: عارفه كل ده بس كان قصدي اخوفها عشان تحرم تعصي او تقوي اي حد على اولادها حتى لو كان اخوها
اميره وهي تؤما لها بفهم: اه قولتيلي
اتجهت هبه ناحيه الدرج لتصعد عليه سريعا ولكنها توقفت عندما وجدته ينزل وهو ينظر لها بلا مباله لتهتف بحده خفيفه اثر تذكرها حديث ابنها: ايه يا خالد عملت ايه
خالد وقد وصل الى الجالسين امامه لتتبعه هبه سريعا وهي تهتف للمره الثانيه : ايه يا خالد بقولك عملت ايه
خالد وهو ينظر لها بتهكم: موتهولك من الضرب مش ده اللي كنتي عايزاه
هبه وهي تنظر له بخضه وقد سقط قلبها ارضا وهي تهتف برعب علي ابنها: انت بتتكلم جد يا خالد ضربتو بجد
وكادت ان تصعد لاعلى بسرعه وخوف على ابنها ولكنها توقفت عندما استمعت لضحكات اميره و روبا لتستدير وهي تهتف بحده: انت بتهزر يا خالد انا بتكلم بجد علفكرا عملت ايه يعني اتكلمت معاهم في ايه عرفت مين اللي قالهم الكلام الفاضي ده رامز مش كده
خالد وهو يجلس علي الاريكه بجوار امه وهو يهتف بهدوء : ايوه رامز
هبه بغضب: هو الجدع ده مش عايز يجيبها لبر ليه انا مبقتش قادره استحمل اللي بيعمله ده لازم تشوف حل يا خالد بدل ما هتصرف انا
كريمه : هتتصرفي تعملي ايه يعني منه لله وخلاص
هبه بعصبيه شديده وقد احتقن وجهها من شده الغضب : لا انا اعمل واعمل واعمل هو ايه فاكرني هبه العيله بتاعت زمان لا دول ولادي و تلاته بالله العظيم اللي يفكر يقرب منهم هقطعو بسناني و اشرب من دمو كمان خالد بهدوء يحسد عليه : سيبي الموضوع ده دلوقتي لما افوق هتصرف فيه واكمل وهو ينظر لها بتانيب : واتفضلي اطلعي شوفي عيالك و صلحي ابنك وحاولي تعوضيهم عن تقصيرك معاهم وتاني مره ما تبقيش غلطانه وكمان تخوفيهم منك
هبه وقد بدات الدموع بالتجمع في مقلتيها وبدات قواها المصطنعه بالاختفاء تدريجيا وهي تهتف ببكاء : يعني عايزني اعمل ايه هو انا مقصره معاهم بمزاجي ما كله على يدك غصب عني وهو في ام تبعد عن عيالها بمزاجها يعني
خالد: خلاص يا هبه حصل خير عيالك صغيرين و بينسوا اتكلمي معاهم شويه و صلحيهم والموضوع هينتهي بالهدوء و المسايسه
اؤمات هبه بصمت وهي تصعد لاعلى لتهتف كريمه بابتسامه وهي تنظر الي ابنها : بسم الله ما شاء الله عليك يا حبيبي من امتى العقل ده كلو تتحسد
خالد بضحكه : لا حول ولا قوة الا بالله يعني ولا كده عاجب ولا كده عاجب اعمل ايه يا ناس عشان ارضيكوا
اميره وهي تنظر له باستغراب وهتفت بسرعه: الله الحقي يا روبي دي الغزاله رايقه علي عكس العاده ماتجي نطلب أي حاجه بسرعه
روبا وهي تشاركها المزاح وقد نسيت أمر اخباره بالحقيقة التي تخفيها عليه : على رأيك يلا بسرعه قبل ما يقلب
وكادت ان تبدأ بالحديث ولكن منعها صوت هاتفه ليخرجه وهو ينظر للمتصل وسرعان ما اجاب عليه وهو يهتف باهتمام كبير : ايه يا محمود ايه الاخبار ولكن سرعان ما تحول اهتمامه لغضب وهو يهتم بحده وصياح : بتقول أيه يا روح امك.......وهو هيعرف حاجه زي كده ازاي واكمل بغضب شديد : طب يلا غور دلوقتي اغلق الهاتف بسرعه وهو يتصل برقم آخر وسط تسائلات أمه القلقه ليهتف بعد لحظات : ايوه يا مروان حصلني على الشركة بسرعه..... في ايه لا ولا حاجه مصيبة بس مش اكتر واكمل وهو ينهي المكالمه بغضب شديد : لما تيجي هتعرف متتاخرش اغلق الخط وهو يتجه إلى خارج الفيلا دون إعطاء اهتمام للتساولات الكثيره بجانبه لتهتف اميره وهي تنظر لروبا بحسرة : عجبك كده ملحقتش اطلب حاجه......
______________
وفي شركه درغام......
نجد الوضع مقلوبا راسا علي عقب ومعظم الموظفين بالشركه اتوا مسرعين من منازلهم اثر المكالمه المفزعه لهم......دلف محمود المكتب عليهم بعد اخذ الاذن بالدخول ليهتف بريبه وقلق: اؤمر يا ريس
خالد بغضب شديد: ايه اللي حصل ده يا محمود ممكن افهم اتمني يكون عندك مبرر
محمود: يا ريس انا والله ما اعرف اي حاجه ولا اعرف ازاي المعلومات دي اتسربت انا طبعا مقلتش اي حاجه ولا فتحت حتي بوقي خالد بصوت يشبه الرعد من علوه وقوته وهو يتقدم اليه بسرعه ويمسكه من تلابيبه بغضب شديد: انت هتستعبط عليا يا روح امك امال هيكون مين ياخويا محدش يعرف المعلومات دي غير انا وانت ومروان ومادام لا انا ولا انت يبقي مروان بقي اللي سرب المعلومات
محمود وهو ينظر ليده الممسكه بثيابه بضيق وحزن ليس لاهانته بل لشكه به: لا يا ريس يبقي انا مادام مش سعتك ولا مروان بيه يبقي انا يعني محدش فيكم هيضر ماله ونفسه
مروان وهو يتقدم اليهم ويبعد خالد عنه وهو يهتف مطيبا خاطره لمحمود فهو يعلم جيدا ان ليس له علاقه بتلك الفعله المشينه: روح دلوقتي يا محمود وبكره تعالي من بدري عشان الشغل.....اعاد حديثه وهو يضربه علي راسه بخفه ليخفف عنه شعوره بالضيق: يلا ياض بقي متبقاش عندي كده بكره تعالي يلا
محمود وهو ينظر له بابتسامه باهته: اوامرك يا مروان بيه.....بس علفكرا يا ريس انا مخنتكش وعمري ما عملتها ولا هعملها وياريت سعتك تفتكر انا كان عندي كام فرصه اخونك فيهم ومعملتهاش وافتكر بردو حضرتك حطيني في كام اختبار وانا نجحت فيه.... ثقتك فيا يا باشا من الفراغ انا لحم كتافي من خيرك ولو هاكلها بدوقه مش هخونك وحيات عيالي ما حصل
مروان : خلاص يا محمود هو عارف ان مش انت بس انت عارف الريس بتاعك خلقو ضيق وروحوا في مناخيرو متزعلش
محمود: وانا روحي فداك يا ريس وانت عارف ووقت ما تحتاجني انا تحت امرك بعد اذنك
خرج محمود ليهتف مروان بصديقه بتانيب: ليه كده يا خالد انت عارف ان محمود لا يمكن يخون او يغدر بيك
خالد بشرود: عارف يا مروان بكره نشوف اللي في دماغي صح ولا غلط......
______________
و بعد يومين في فيلا درغام......
نجد الجميع جالسا بقلق شديد وكل واحد منهم يجلس وبيده كتاب الله تعالى يقرأ فيه وهو يتضرع الي الله أن ينجي تلك المسكينة وتتم العملية بنجاح وبعد فتره ليست بطويله دلف خالد عليهم وهو يلقي السلام للجميع ليرد الجميع عليه السلام و كادت الخدمات ان ينهضوا من مقعدهم احتراما له ولكنه منعهم باشاره من يده وهو يهتف بزوق: خليكم مستريحين ياجماعه واكمل وهو يوجه حديثه لوالدته الجالسه معهم تقرا هي الاخرى في كتاب الله: هي روبا فين يا امي
كريمه وهي تصدق وتغلق المصحف بيدها: صدق الله العظيم فوق يا حبيبي فاوضتها منزلتش من الصبح ولا عايزه تاكل ولا تشرب اطلعلها يا ضنايا يمكن تعرف تخليها تحط حاجه في بوقها ده لسه بدري على مايجي الخبر بتاع العمليه دي لسه هتبدا كمان ساعه كده مش هينفع ممكن تقع من طولها
خالد وهو يستعد لتلك المهمه الشاقه فهو يعلم أن القادم سيكون مرهقا للغاية و اؤما بصمت وهو يصعد الى اعلى ودلف الى جناحه ليجده غارقا في الظلام الا من اناره خافته بشده تاتي من ركن صغير في الغرفه ليتجه اليها بهدوء ليجدها تجلس علي الارض وهي تضم ساقيها الي صدرها وتضع راسها عليهم وتهتز بحركه ثابته للامام وللخلف واسم الله لا ينقطع من علي لسانها ببكاء ليجلس القرفصاء بجانبها وهو يضع يده على شعرها يملس عليه بحنان لترفع راسها تنظر اليه
ليبادلها هو الاخري ولكن بصدمه من مظهر عينيها المتورمه : هو يعني اللي انتي عملاه في نفسك ده ينفع
لم تجيبه ولكنها اكتفت بالارتماء بين احضانه تبكي بعنف وشده كانها لم تبكي من قبل
فضل هو الاخر الصمت وعدم الكلام فقط اخذها بين احضانه محاوله تهدئتها والحد من خوفها و ارتجاف جسدها وهو يتلو عليها بعض ايات الذكر الحكيم بصوته العذب حتى هدات قليلا وقله رعشه جسدها بين يديه ليهتف وهي مازالت بين احضانه وتريح راسها على صدره مش هتاكلي
كاد ان يخرجها لينظر اليها ولكنها ابت مغادرة حضنه وهي تتشبث في ملابسه من الخلف بشده و تحرك راسها علامه النفي وهي تهتف بصوت متقطع اثر البكاء : خليني في حضنك انا مرتاحه كده
خالد وهو يقبل اعلي راسها بحنان : هتخف ان شاء الله و العمليه هتنجح و هترجع البيت زي ما كانت واحسن كمان
روبا قد عاد اليها بكائها مره اخرى: يا رب يا رب يا رب خليها يا رب تخف انا مش هقدر مش هقدر اعيش من غيرها مش هقدر اكملت وهي ترفع راسها لتنظر له بأمل : هتخف يا خالد مش كده ربنا مش هيزعلني ولا هيرد دعائي مش كده
خالد وهو ينظر لها بحب ورفع يده يبعد خصلاتها الملتصقة علي وجهها وبجانب فمها من كثره البكاء : قولي يا رب وهي أن شاء الله تعالى هتخف وتقوم بالف سلامة
روبا بدعاء : يا رب يا خالد يا رب
خالد بابتسامه : تعالى يلا نقوم نصلي ركعتين وندعي ربنا يقومهلنا بالسلامة يلا
أومات روبا بطاعة وهي تنهض معه بصمت ولكن قلبها لا يكف عن الدعاء لها بالشفاء العاجل والنهوض بخير من تلك العملية........
وبعد ما يقارب الست ساعات.....
روبا وقد اوشكت علي الانهيار : لا انا مش قادره استحمل خلاص هيجرالي حاجة
مروه ببكاء شديد: انا كمان مش قادرة ومش عارفه محدش اتصل ليه اعمل ايه بس يا رب
كريمه وهي تحاول تهدئتهم : يا بنات صلوا على النبي كده وبإذن الله هتبقى زي الفل
روبا بخوف : عليه الصلاة والسلام يا ماما يا رب تبقى كويسه يا رب
دقائق معدودة وانقضت روبا بسرعه على الهاتف الخاص بها لتجدها علا من تتصل لتأخذ نفسا عميقا وهي تفتح الهاتف وتضعه على اذنها برعب : ايوه يا علا وعليكم السلام طمنيني.......لحظات مرت عليهم بالدهور من الزمان والرعب ينهش بداخلهم ولكن قطعه ابتسامتها العميقة وهي تضع الهاتف علي الطاولة وتهبط ارضا ساجدة لله شكرا على نعمته لتاخذ مروه الهاتف وما هي إلا لحظات حتي صرخت بسعاده وهي تهتف بصياح وفرحه : الف حمد وألف شكر ليك يا رب الحمد لله يا جماعه ربنا استجاب لدعانا والعملية نجحت
صاح الجميع في فرح شديد والسنتهم تردد الحمد والشكر لل رب العالمين انه لم يخذلهم وحقق لهم ما تمنوه فهكذا تكن نعمه الله علينا اذا وثقت من رحمته عليك وأحسنت الظن به ودعوته وانت على يقين تام انه سيستجيب فقط في تلك الحالة سيستجيب لأنه أكرم وارحم علي عباده من أنفسهم فقط تعلموا سر الاستجابة وهي الثقه بالله........
______________
و في صباح اليوم التالي في شركه درغام
دلفت هدى عليهم وهي في عالم اخر وهتفت بشرود كعادتها في الفتره الاخيره : حضرتك طلبتنى يا خالد بيه
خالد بعمليه ايوه هو ده خد الملف ده وتطبعي منه سبع نسخ على قد اعضاء هيئه مجلس اداره اللي جايين انهارده عشان في اجتماع مهم كمان ساعتين و تروحي للاستاذ حمدي مدير الحسابات و تبلغيه انو هيحضر معانا الاجتماع اه و اعملي حسابك كمان في نسخه زياده عشان لو حد جه من عندهم مش معمول حسابو مش ناقصين عطله
هدى بايمائه دون ان دون ان تكلف نفسها حق الابتسام في وجهم: حاضر يا مستر خالد اي اوامر تانيه حضرتك
خالد باستغراب: لا مفيش اوامر تانيه....كادت ان تذهب ولكنه اوقفها وهو يهتف باستغراب: في ايه يا هدى مالك بقالك فتره مش مظبوطه
هدى بكذب : مش مظبوطه ازاي يا فندم انا بخير الحمد لله
مروان : بخير.....بخير ازاي يعني ده احنا مكناش بنخلص من لسانك اللي اطول منك دلوقتي بقالك اكتر من اسبوع بالمنظر ده حتى الضحكه مبنشوفهاش
خالد بتاييد لصديقه: كلامو صح في ايه يا هدي لو عندك اي مشاكل قوليلي انتي عارفه معزتك عندنا كبيره ازاي
هدى بضيق شديد وهي بالكاد تستطيع التحدث : مفيش يا خالد انا بس مخنوقه شوية
خالد بعدم فهم: في ايه يا بنتي ما تتكلمي مخنوقه من ايه قلقتينا كده
هدى بحزن شديد: ماما تعبانه اوي يا خالد ومش عارفه اعملها ايه
خالد وهو ينظر لها بقلق شديد : تعبانه مالها في ايه
أكمل مروان بعد عده لحظات من صمتها : ما تتكلمي يا بنتي في ايه
هدي وقد اوشكت على البكاء: تعبت من فتره و نقلتها المستشفى وقالوا انها عندها مشاكل في النخاع و محتاجه كذا عمليه عملت عمليه و لسه فاضل لها عملتي
خالد بحده: و انتي ازاي متقوليش حاجه زي كده على الاقل كنا عملنا الواجب و روحنا و اطمنا عليها هو انتي نسيت ان بينا عيش وملح و لا نسيتي ان والدتي تبقي صاحبت والدتك جدا و عشره سنين ازاي تخبي حاجه زي كده
هدى بقله حيله : هعمل ايه بس مرضتش اشغاكوا بيا يعني انتو مش ناقصيين كفايه اللي حصل في الفترة الأخيرة
مروان بقلق على تلك السيدة الفضيلة : والعمليات دي خطر ولا ايه وهي صحتها أخبارها أيه دلوقتي
هدي بضيق وقد فقدت السيطرة على دموعها : والله حالتها صعبه يا مروان و لسه مش عارفة هجيب فلوس العمليتين دول منين
خالد بجدية شديده : و دول هيتكلفوا كام
هدي بعدم فهم : حوالي 150000
اخذت تنظر له باستغراب وهو يخرج دفتر الشيكات الخاص به بدون أن يحدثها وسط نظرات دهشتها ليفصل أحدهم عن باقي الدفتر وهو يمد يده لها بابتسامه : خدي ده وروحي المستشفى دلوقتي واحنا شويه هنخلص الاجتماع وهنحصلك عشان نطمن عليها واروح اجيب ماما كمان واعملي حسابك أنها هتزعل منك جدا عشان مقولتيش من بدري
اخذت هدى تنظر ليده الممدوده دون ان تتحرك من مكانها ليهتف خالد بمزاح حتي لا يحرجها اكثر: ايه هفضل مادد ايدي كده كتير ولا ايه
هدى بعدم تصديق : خالد انت بتعمل ايه انا مش بحكيلك عشان تعمل كده انا بس بفضفض مش اكتر
خالد باصرار: عارف علفكرا بس تعالى خد الشيك وبعدين نتكلم
هدى برفض : لا انا مش عايزه فلوس ارجوك يا خالد ما تعملش كده
خالد بجديه: ايه هو انتي فاكره انها امك لوحدك لو سمحتي تعالى خدي الفلوس وكفايه كلام ورغى كتير واكمل بمزاح ليخفف عنها احراجها وضيقها: الله تعالى يا بت خدي الشيك بقي ذراعي وجعني
تقدمت إليه بخطوات بطيئة وهي تنظر له بصدمه يالله كيف فعلتها كيف كيف طاوعها شيطانها لفعل تلك الجريمة نعم هي لم تصرف الأموال التي اخذتها نتيجة فعلتها المشينه خوفا من الله أن يعاقبها ويأخذ أمها وكيف يمكن ان تعالجها بمال حرام مال اتي من الخيانة والسرقة وصلت إليه واخذت الشيك من يده وكادت أن تستدير للخلف وتذهب بسرعه ولكنها تراجعت وهي تهتف بضيق حقيقي : ليه
خالد بعدم فهم: هو ايه اللي ليه مش فاهم هدى ببكاء شديد: ليه ادتيني الفلوس دي خالد : علشان والدتك يا ستي ولو متضايقه اوي كده وواخده الموضوع بالحساسيه دي كلها خلاص فاضل اقل من شهرين و تاخدوا الارباح بتاعت السنه ابقى سددي جزء من الفلوس اعتبريها سلف يا ستي
هدى ببكاء: ليه ليه تديني فلوس........مين قالك اني هرجعهم مين يضمنلك حقك
خالد بجدية فقد نفذ صبره عليها ولم يفهم شيئا منها منذ دلوفها عليهم : في ايه يا هدى انت مش مظبوطه قولي مالك حصل ايه هدي و كانها كانت مغيبه لم تدري ماذا تقول او تفعل ولكنها رفعت الشيك امامه وقامت بتمزيقه الى فتات صغيره والقتهم ارضا ليهتف مروان باستغراب شديد: هدي انتي فيكي حاجه غلط انتي اتجننت ولا ايه الموضوع مش موضوع تعب ممتك في حاجه تانيه وانا متاكد
هدي و بكاء وانهيار وهتفت بهستريه: لا متجننتش انا مستهلش انا مستهلش اى حاجه انا مستهلش اللي بتعملوه عشاني انا واحده خاينه خاينه عارف يعني ايه خاينه يعني مكان السجن....... السجن او الشارع مستهلش اني اخد الفلوس اللي بتديهاني دي و مستهلش اني اشتغل عند راجل محترم زيك يا خالد بيه ولا زيك انت كمان يا مروان بيه انا مستهلش اي حاجه مستهلش حتي ان ربنا يحفظ امي ويخليها ليا مستهلش اي حاجه حلوه
خالد محاولا الهدوء قدر الامكان فحالتها لا تسمح بالجدال: لا واضح ان تعب والدتك قصر عليكي وخلي اعصابك تعبانه وبتخرفي روحي دلوقتي ارتاحي و بكره نتكلم
هدى باصرار من وسط بكائها: لا انا مش تعبانه انا خاينه ايوه خاينه.....خاينه و مستهلش اي حاجه انا مش بس خنت الشغل والامانه يا خالد لا انا خنت العيش والملح وخنت عشره السنين و خنت كل حاجه عملتها ليه وكل جميل ليك في رقبتي وكل ده ليه ببساطه عشان الفلوس عشان شويه فلوس خنت حتي نفسي..... انهت كلماتها وهي تتجه خارج المكتب بسرعه وما هي الا لحظات حتى عادت مره ثانيه ومعها ظرف كبير فتحته ولسقطت ما بداخله ارضا لينظر خالد ومروان الي الاموال الساقطه اسفل قدمها
لهتف مروان بعدم فهم : ايه الفلوس دي انا مش فاهم حاجه
هدى بانهيار : دي الفلوس اللي انا بعتكوا بيها ايوه ايوه يا خالد محمود مظلوم وملوش ذنب......محمود مطلعش اسرارك بره انا ....انا اللي خنتك انا اللي خرجت المعلومات بره عشان تخسر الصفقه وانا عارفه هي قد ايه مهمه ليك وللشركه وقد ايه كانت هتكسبكوا فلوس
خالد بعدم تصديق و هو ينظر لها بصدمه: انتي بتقولي ايه ازاي يعني انتي متعرفيش اصلا تفاصيل الموضوع ده مفيش حد يعرفه غيري انا و مروان و محمود انتي متعرفيش عن الصفقه دي اي حاجه يبقي جبتي المعلومات دي منين يعني
تقدمت هدى بجانبه سريعا بخوف ورعب ويدها ترتجف بشده وهي تنحني بجانبه من اسفل مكتبه لتخرج جهاز تسجيل صغير تضعه امامه وسط نظراتهم المصدومه لما يرونه لتهتف بعدها بتقرير صادم : انا اللي حطيت التسجيل ده علشان اعرف تفاصيل الصفقه واول ما عرفت رحت بلغتها للناس اللي دفعولى انا معرفش عملت كده ازاي......انا مقدرتش مقدرتش اوقف نفسي وفي نفس الوقت مقدرش ادفع الفلوس دي لعمليه امي مقدرتش ابتليها بفلوس حرام انا مش عارفه اقول ايه انا عارفه اني استاهل الموت واكملت وهي تنظر لهم بخزي وتهتف بنبره خاليه من الحياه: انا مش عايزه حاجه انا عارفه اني مش هكمل في الشركه دي لحظه بعد كده وعارفه كمان ان حققوا تقدموا فيا بلاغ وتحبسوني و عارفه انك تقدر تدمر مستقبلي بتليفون واحد انا مش هاممني كل ده كل اللي عايزاه انك سامحني ارجوك سامحني خالد وانت كمان يا مروان انا تعبت اوي.....بس مكنش بمزاجي شيطاني كان اقوى مني واكملت حينما رات صمتهم هو الاجابه عليها : بس ارجوكم انا مستعده ابوس ايديكم ورجليكم اي قرار هتاخدوه معايا استنوا بس لحد ما امي حالتها تتحسن شويه عشان هي لو عرفت حاجه زي كده دلوقتي ممكن تموت وانا مليش غيرها ارجوكم انا عارفه اني مليش عين اطلب حاجه بس ده رجاء مش عشاني عشان امي ارجوكم
خالد بنبره هادئه ونظره خاليه من المشاعر : روحي دلوقتي يا هدي و لما اكلمك تعالى و هنتكلم
كادت ان تتحدث ولكنه قاطعها بنظراته الصارمه وهو يهتف بجديه: قلت امشي يا هدي دلوقتي ......قالها لتتجه هي بسرعه خارج المكتب وسط بكائها
لينظر له مروان وهو يهتف بعدم تصديق: انا مش مصدق اللي بيحصل حاسس اني في مسلسل هندي بقي هدي تعمل كده
خالد : انا كنت حاسس بس كنت بكدب نفسي
مروان: طيب و ناوي على ايه اكيد هتحبسها
خالد بعمليه: روح دلوقتي وجهز نفسك للاجتماع ولما نخلص يبقي يحلها الحلال.....
________________

عشقته رغما عنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن